فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

ابو مازن يهدم أركان الدولة المزعـومة- أ . سامي ابو طير

الشمس لا تُغطى بغربال ونور الحقيقة الساطع لا يُمكن حجبة بأي طريقةٍ كانت مهما بذل أعداء الحقيقة من محاولات يائسة لطمس ذلك النور السّاطع إلا أنهم سيعجزون دائما عن إطفاء نور الحق الوطني أو الرد على الحقيقة بحقيقةٍ مثلها ، ولذلك يلجأؤون للتسويف والمماطلة والخِـداع للرد على الحقائق الدامغة التي تُدين أفعالهم التي أقل ما توصف بأنها لا وطنية .
لذلك يلجأ أعداء الحقيقة للرد بالتُرهات وكيل الاتهامات للأخرين ليدحضوا نور الحق الساطع بأباطيل الباطل الأسود ،وخصوصا عندما يُصيبهم ذلك النور في مقتل ينتج عنه اهتزازاً لعروشهم العنكبوتية التي يعلمون جيداً بأنها ستتهاوى وتترنّح تحت قوة نور الحقيقة الناسفة لأحلام اليقظة التي يبنّون عليها أمانيهم وأحلامهم الخيالية .
 
الرئيس ابو مازن خلال خطابه في مؤتمر القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ وكما عودنا دائما بمصارحته ومكاشفته الصريحة والواضحة للحقائق دون لُبس أو إِبتذال حيث وضع النقاط الهامة فوق الحقائق الأهم التي يتهرّب "البعض" من المتأسلمين وأدعياء الوطنية والظلاميين الجُـدد من الوقوف أمامها لأن تلك الحقائق تكشف ألاعيبهم وتفضح عوراتهم وتُميط اللثام عن مسلكياتهم اللاوطنية اتجاه الوطن .
 
لأن السيد الرئيس ابو مازن هو رئيس دولة فلسطين وقائد المسيرة الوطنية نحو التحرير كان يجب أن يكون صريحاً وموضحاً  للأمور بشفافية كاملة وتحديداً عندما تكون الأخطار مُحدقة بالوطن ،لأن موقعة القيادي لشعبة يُحتم عليه تلك المُصارحة والُمكاشفة الأكيدة لأبناء شعبة بالدرجة الأولى ولإخوانه من القادة العرب حتى يقف الجميع أمام مسئولياتهم العروبية والوطنية ،لأن الحفاظ على فلسطين يخص جميع المسلمين والعرب والحفاظ عليها مهمة وطنية واسلامية تُلقى على عاتق الجميع دون استثناء .
ولهذا تكون المكاشفة واجبة كما فعل السيد الرئيس ابو مازن ،ولذلك فقد كان منه ما كان عندما صدّح بالحقائق على الملأ بعدما طفح به الكيل من سلوكيات أولئك "البعض" اتجاه الوطن والشعب .
 
الرئيس كشف رسمياً عن تلك الحقائق الخطيرة التي يُعتبر أخطرها ما يُسمى إقامة "دولة غزة" لأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة من التفاوض ويتم التعاطي معها من طرف أولئك "البعض" الذين ينادون بفلسطين قولاً ثم قولا دون أدنى فعل يؤكد ذلك ... علماً بأن فِعالهم على الأرض تُثبت عكس أقوالهم التي يُصرحون بها لخِداع وسائل الرأي والاعلام ، وقبل هذا وذاك تكون أقوالهم المُنافية للواقع من أجل تمرير أفكارهم لإقناع البُسطاء من عامة الشعب وليس إلا.
 
لأجل ذلك كان السيد الرئيس ابو مازن في السابق لا يترك فرصة إلا ويُحذر من خطورة ذلك المخطط الخطير وأثرة على المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل ،ولكن بعد أن وصل التعاطي مع ذلك المشروع إلى مرحلة جدية من طرف ذلك "البعض" عن طريق الوفود الأجنبية الوسيطة وهنا كان يجب عدم السكوت .
ولذلك كانت مكاشفته الواضحة وتحذيره الهام من التعاطي مع ذلك المخطط عندما وضع النقاط التاريخية على حقيقة الخطر الداهم لمشروع "اّيغور اّيلاند" أمام إخوانه القادة العرب ، وخصوصا بأن ذلك المخطط التاّمري يسعى الاحتلال الاسرائيلي لتمريرة في المنطقة للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل ،وللهروب من الانتصارات الفلسطينية المتلاحقة على العدو الإسرائيلي في المحافل الدولية.
 
ذلك المخطط التاّمري على المشروع الوطني الفلسطيني الذي أوضحه السيد الرئيس يتمثل فيما يُسمى "دولة غزة" وحكم ذاتي في الضفة دون التطرق لجوهر الصراع العربي الاسرائيلي ألا وهو قدس الأقداس مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، وكذلك بقاء اللاجئين على حالهم دون أدنى اهتمام ،بالإضافة إلى هدنة طويلة الأمد لمدة تصل لـ15 عاما ، وبعد تلك الهدنة أو خلالها "يخلق الله ما لا تعلمون" ...
السيد الرئيس ابو مازن عندما كشف عن تلك الحقائق أمام إخوانه من القادة العرب وأوضح لهم مدى الخطورة الكبرى لمخطط التآمر الاسرائيلي على المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل من أجل وقوفهم جميعا أمام تحدياتهم العربية والدينية اتجاه فلسطين بتجريم تلك المخططات والتصدي لها وعدم التعامل معها بالمُطلق تحت أي حجة كانت .
 
لأجل ذلك كانت الأهمية الوطنية لمكاشفة السيد الرئيس حول خطورة مشروع ما يُسمى "دولة غزة" بمثابة التفجير والنسف التام لأي مخطط يستهدف وحدة أرض فلسطين أو استئصال جزء منها بغرض إقامة دولة ما عليه على حساب قضية الوطن والأم والدولة فلسطين .
وهكذا فإن "ابو مازن" يكون قد قطع جميع الطُرق أمام "البعض" الأخر الذي يتهافت على التفاوض مع الاحتلال بوساطات أجنبية أو عربية متاّمرة مع العدو الصهيوني لغرض في نفس يعقوب .
 
التاريخ يُسجل بكل فخر أن "ابو مازن" بن فلسطين البار وخليفة ياسر عرفات رحمه الله رفض ذلك المشروع التاّمري منذ 12 عاما من قبل ، لأن ذلك المشروع يمثل خطورة كبرى على قيام دولة فلسطين .
خصوصا أن مشروع الدولة المؤقتة يخدم سياسة العدو الاسرائيلي بعيدة الأمد من تهويد للقدس الشريف والاستمرار في مصادرة الأراضي الفلسطينية واقتلاع الأشجار وهدم البيوت في الضفة والقدس والحروب على غزة ونشر القتل والخراب والدمار في كل وقت بحجة خروقات الطرف الأخر للاتفاق وهكذا دواليك ...
وكل تلك الأفعال يقوم بها الاحتلال الخبيث بعدما يكون قد قام بتحييد الدولة البغيضة و المزعومة "غـزة" عن الوطن الأم مُستغلاً الهدنة الطويلة الأمد مع غزة تحت خِـداع البُلهاء بدولة غزة المزعومة ،ناهيك عن استمرار المفاوضات التي قد تطول بعد ذلك لتصل ربما لعشرات أو مئات السنين ولكن هيهات ثم هيهات ذلك.
 
هيهات ثم هيهات ذلك ... لأن أحرار فلسطين وأرواح شهدائها الأبرار وثوارها وأبنائها أجمعين سيقفون بالمرصاد لجميع المحاولات التي تهدف إلى تقسيم ما تم تقسيمة من الوطن المُقسم ، فما بالك بقيام دولة أو دويلات على كل جزء من الوطن دون الأم دولة فلسطين ؟
وعندئذٍ ماذا سيبقى للوطن فلسطين لإقامة دولتنا المستقلة الذي نبحث منذ فجر الحرية عن قيامها فوق ثراها الغالي ؟ وماذا سيبقى بالله عليكم لفلسطين ؟ وهل سيكون مجرد أسم فلسطين موجوداً أساساً إذا تم تنفيذ تلك المؤامرات الإقطاعية التقسيمية ؟
لأجل ذلك لن تمر تلك المؤامرات أبدا وسيتصدى لها أطفال فلسطين قبل الاّباء والأجداد وسيكون قائدهم لخوض معركة التصدي والاستقلال هو السيد الرئيس ابو مازن للحيلولة دون وقوع الضرر التاّمري مهما كلف الثمن ... لأن فلسطين أغلى من كل الأثمان !
 
لأجل ذلك ... فإن ابن فلسطين البار وفارسها الأول المدافع عن ثراها الغالي محمود عباس ابو مازن حفظه الله الذي أعلن مرارا وتكرارا أنه مستعد للموت من أجل فلسطين وأنه لن يتنازل عن الثوابت الوطنية أبدا ،ثم تحدّى أمريكا وإسرائيل وقال لهما لا وألف لا  تاركاً التهديد والوعيد وغير عابئا بالموت من أجل فلسطين أولا وأخيرا، وذهب في المُضي قُدما نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
وبفضل حكمته وبراعته وقيادته الوطنية وعبقريتة الفذة استطاع أن ينتزع نصراً لفلسطين يتلوه نصراً أخر ، وما عودة فلسطين للجغرافيا العالمية عندما فازت بدولة مراقب في الأمم المتحدة إلا دليلا راسخا على صحة نهج "ابو مازن" الوطني وحبه لفلسطين .
 
كما يعتبر تحدّيه للخط الأحمر الأمريكي وتهديده بالموت العلني عند ذهابه لمحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة اسرائيل على جرائمها إلا دليلا أكثر رسوخاً على العِـشق الأبدي "لأبي مازن" وحبه لفلسطين والتي لن يتنازل عنها بالمطلق رغم التهديد المتواصل ، وتمثل ذلك الحب جلياً عن تأكيده بأنه مستعد للموت من أجل فلسطين .
كما أنه أقنع العالم أجمع بعدالة قضية شعبنا الفلسطيني ولذلك يرى الجميع يوما بعد يوم ما يحدث من تزايد للاصطفاف الدولي العالمي المُطالب بوجوب قيام دولة فلسطين الحبيبة ، ولهذا أنظروا من حولكم لتشاهدوا الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين وخصوصا البرلمانات الأوربية على وجه التحديد وتمعّـنوا في نتائج انقلاب أوروبا على إسرائيل بعدما كانت من أهم الحلفاء والداعمين للكيان المسخ في السنوات السابقة.
 
أليس ذلك يعود لعبقرية ابو مازن السياسية والدبلوماسية الصحيحة ؟
إن جميع كل تلك الأنوار السّاطعة والعلامات المضيئة على سبيل المثال لا الحصر تُحسب أولا وأخيرا لصحة وتأكيد النهج الوطني الصادق الذي يقوده رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن في تعرية الاحتلال الاسرائيلي أمام العالم أجمع .
 
لأجل تلك السياسة الرزينة والفذة للسيد الرئيس زادت عُزلة إسرائيل دوليا وزادت المقاطعة الاقتصادية لها بدرجة كبيرة عما كانت عليه في السابق ، وهذا ليس زيفا أو ادعاءً وإنما هي حقائق مؤكدة على الأرض ، وباعتراف العدو الاسرائيلي وقادته ومحلليه السياسيين وصُحفة المختلفة التي تعترف بقوة ابو مازن وخطره الداهم على دولة إسرائيل ، وبلغ ذلك الاعتراف قمته عندما صرح ليبرمان ونتنياهو بأن "ابو مازن" هو أخطر رجل على دولة إسرائيل .
 
وهنا ألا تُعتبر تهديدات إسرائيل بمثابة أوسمة وطنية على صدر الرئيس ابو مازن واعترافا بقوته وخطورته عليهم ؟ ولذلك دوما يحاربونه ويهاجمونه في كل وقت لأنه الأكثر حرصاً على مصلحة فلسطين وشعبها ؟
تلك بعض من شهادات الأعداء لقوة "ابو مازن" وخطورته على إسرائيل رغم أنه لا يحتاجها من الأعداء ، أقول ذلك لأن شرذمة مُغيبة عقولها تهاجم الرئيس بمناسبة أو دون ، لأنها لم تحصد نجاحا قط  لفلسطين مثلما حققه ابو مازن مع علمهم الأكيد في قرارة أنفسهم بأنه الرجل الوطني الاّخر مثل أخيه ياسر عرفات رحمه الله ، ولكنهم لا يبوحوا بأسرارهم التي في أجوافهم متماشيين مع رغبات حركاتهم ونهجها الأخر المخالف لنهج السيد الرئيس ،ولذلك يلجأؤون للمناكفة والاختلاف على كل شيء ومن باب خالف تعرف فقط .
 
لأن السيد الرئيس ابو مازن فلسطيني الهوى والهوية فإنه دائما يقف لأعداء الوطن بالمرصاد و يبدّد أضغاث أحلام الطامعين من الأدعياء والظلاميين وجميع الجاحدين بكشف الحقائق والدسائس والألاعيب الخطيرة أمام الجميع وخصوصا أمام أبناء شعبه ، ويحوّل دون استمرارها ويعمل على وأدها في مهدها .
ولهذا بدأ ذلك "البعض" بالهرّولة وإطلاق العنّان لألسنتهم بالتصريحات ردحاً في شتى الاتجاهات شرقا وغربا في محاولة يائسة لتصحيح أوضاعهم اليائسة أمام البُسطاء .
عموماً تبقى الحقائق دائما كالبلسم الشافي على قلوب الأحبة أو مُـرة كالعلقم على قلوب أعدائها لأنها حقائق على غير هواهم وتكشف عوراتهم ، ولهذا يهاجمونها ويسعون دوماً  لتكذيبها لأنهم يخافون منها ومن نورها الساطع الذي يفضح ألاعيبهم ومؤامراتهم التي يحيكونها في الخفاء .
 
لأجل فلسطين وبالحق الفلسطيني وللتاريخ أسجل بقلم وطني فلسطيني عِشقه الأول والأخير رؤية وطنه يعيش حُرا تُرفرف في سمائه أعلام الحرية والنصر كباقي دول العالم التي من حولنا ، ولأجل ذلك أؤكد بأنه ليس منا وليس فينا من يتنازل عن إقامة دولة فلسطين الحبيبة بكامل الثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها قدس الأقداس ، ودون ذلك فهو العار الأسود والأبدي ...
 
إن مجرد التفكير فقط في إقامة ما يُسمى دولة على أي جزء من الوطن دون الوطن الأكبر فلسطين يُعـتبر عـاراً حقيقياً على أصحاب ذلك الفكر الأسود المُدمر لمشروعنا الوطني الفلسطيني الذي نحلم به منذ بزوغ فجر الحرية على أرض فلسطين .
العـار  كل العـار على أصحاب تلك الأفكار السوداء لأنهم ولمجرد طرحهم لتلك الأفكار المقيتة فهم يتنّكرون للتضحيات الجِسّام لقوافل الشهداء والقادة العِظام الذين قدموا أرواحهم ودمائهم الطاهرة فـداءً لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
 
العــار الأسـود هو قبول ما يُسمى بدولة غزة وترك الأجزاء الغالية من الوطن وعلى رأسها قدس الأقداس فريسةً للعدو الإسرائيلي كي يستأثر بها ، ويقوم بتهودها بالكامل مُستغلاً فترة الركود والنوم الذي لا نصحُ منه إلا بعد سبات طويل يدوم لمدة 15 عاما ، وعند النهوض من ذلك السُبات القهري والقسري سنجد أنفسنا نبكي على ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ...
إن ذلك المخطط التاّمري هو العـار الأبدي بعينه لتكريس الفصل التام لغزة واقتطاعها رسميا عن الأم الكبرى فلسطين لخدمة الأهداف الاستراتيجية العليا لدولة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وعلى رأسها تهويد القدس الشريف .
 
لكل من يفكر ولمجرد التفكير بإقامة دولة الجزء دون دولة فلسطين أوجه له هذا السؤال الوطني الهام وليجلس مع نفسه ويفكر بعقلانية ويجيب أيضا بنفسه عن السؤال التالي :-
لمـاذا تقبل إسرائيل وبكل سهولة بمنحنا دولة على جزء من الوطن "غزة" وهدنة طويلة الأمد ولم تمنحنا دولة على القدس مثلا ؟
أقسم بالله العظيم إن أصغر طفل فلسطيني يعرف الجواب الشافي ، أفلا تعرفونه يا من تدّعون أنكم قادة لحركات تناضل لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر ؟
إسرائيل ستُهديكم تلك الهدية لهدف رئيسي ثابت وهو إفناء بعضنا البعض ونحن نتقاتل فيما بيننا على الدولة المزعومة، بينما يجلس هناك قادة العدو الاسرائيلي يرقصون ويمرحون على الدماء الفلسطينية الطاهرة التي ستسيل تحت حجج التخوين والتكفير والمعاداة للأخر ...
إذا كانت إسرائيل ترقص فرحا وطربا لمجرد حدوث الانقسام وتعمل بكل قوة لاستمراره وديمومته ، فما بالك عندما تتم استئصال غزة بالكامل عن فلسطين بحجة الدولة أو غيرة ؟
 
العجيب والغريب هو أن الاحتلال سيُهدينا دولة وبكل بساطة ! معقول وهل تُصدقون ذلك يا قـوم ؟
وهل تتحول الذئاب إلى حِملان بين ليلة وضحاها لدرجة أن اليهود وافقوا بمحض إرادتهم لإهدائنا هبة إلاهية ومنحنا صك الغفران بإقامة دولة في غزة ، وكل ذلك لـسـواد عيوننا فقط  وهنا الهدية "دولة مجانية" .
ألم تسألوا أنفسكم : لمـاذا سيُهدينا الاحتلال تلك الدولة البغيضة المزعومة في هذا الوقت الحساس من تاريخ القضية الفلسطينية ؟
الجواب لمن لا يعلم : لأن وجه الاحتلال القبيح أصبح منبوذا بين العالم أجمع بفضل حكمة وعبقرية القيادة الفلسطينية التي قامت بتعرية الوجه القبيح للاحتلال أما العالم ، ولهذا أيقنت جميع تلك الدول بعدالة وجوب قيام دولة فلسطين وأن هذا وقت قيامها ، ولهذا تجدون دول كبرى وعظمى تتبنى مشاريع دولية لإقامة دولة فلسطين على أرض عام 67 م وعاصمتها القدس الشريف .
اّيُعقل أن ينادي العالم بقيام دولة فلسطين ونحن نبحث عن جزء صغير لنُقيم عليه دولة ؟ !
 
العالم يشهد بأن اليهود يتراجعون دوليا وتزداد عُزلتهم يوما بعد يوم بسبب انحياز العالم لوجوب قيام دولة فلسطين نظرا لقوة سياسة الحق والابداع الفلسطيني المتواصل الذي يقوده قائد المسيرة الوطنية السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن نحو القدس .
ولكي يخرج اليهود من ذلك النفق الضيق بفعل العبقرية للقيادة الفلسطينية التي أدخلتهم به ، قاموا بدس السموم والدسائس اليهودية التي لا يجيدون سواها وعادوا لمشاريعهم القديمة من أجل تدمير وتفسيخ الجسد الفلسطيني من الداخل من خلال العزف على سيمفونية الخلافات الداخلية وتأجيجها لاستثمارها لصالحهم واستغلالها دوليا .
 
ومن هنا كان تقديم المشروع الاسرائيلي المُسمى دولة غزة عن طريق وساطات أجنبية وعربية إلى الجهة المُسيطرة فعليا على غزة حتى يبقى الانقسام قائما لا محالة ، وفي نفس الوقت تقوم إسرائيل بتبيض وجهها الأسود عالميا من خلال ذلك المشروع الخطير لإبعادنا عن محور الصراع برُمته الكاملة وهو الدولة الواضحة والمحددة الحدود وأهم ركن فيها القدس .
الخلاصة أن إسرائيل تُريد إبعادنا عن القدس وأي دولة محددة الحدود الجغرافية على الأرض ، وستعمل على ايقاد نار الخلافات المُدمرة بين الشعب الفلسطيني لتقف أمام العالم وتقول أعطيتهم دولة ولكن لا يوجد شريك فلسطيني ، وغير ذلك مما تعرفون للتهرب من الضغط الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ...
 
بكل صراحة التوقيت الاسرائيلي خطير وملعون ولا عزاء سوى أنهم اليهود أبناء صهيون الحاقد، حيث كلما شعروا بأن الفلسطينيين يقتربون من تحقيق إنجاز هام فإنهم يتدخلون وفقا لقاعدتهم الأبدية "فرق تسُد" ، الطُعم المُستخدم اليوم في استمرار الفُرقة هو كلمة "دولة" لمشروعهم الخطير الذي يُسمى دولة غزة أولا أو أخيرا وحكم ذاتي هنا وهناك  أو ...
 
اّه ثم اّه عليك يا وطني ...
إذا كان ذلك تفكير اليهود للإيقاع بيننا بدسائسهم المكشوفة فلماذا ثم لماذا ننجر وراء مخططاتهم والوقوع في فِخاخهم القاتلة ؟
ماذا سنقول لأطفالنا عن العلم الفلسطيني المُعلق في القلوب قبل الجدران ؟ وماذا سنقول لهم وكيف نُقنعهم بتأجيل عودة القدس لاحقا في ظل مُسمى دولة ... وأين عاصمتها إذن ؟
وبعد كم سنة ستعود تلك العاصمة ولماذا ليس اليوم ؟ وكم سنُضحي من الدماء والشهداء والأسرى كي تعود ؟ ألم يكن كافياً ما عانيناه سابقا ولا زلنا نعانيه من حروب ودمار حتى نرتاح بعودة القدس اليوم وليس غدا ؟
أجيبوا أيها القادة على أطفالكم عندما يسألونكم  عن ألوان علم تلك الدولة التي تبحثون عنها بديلا لفلسطين ؟
اّه ... اّه ... ثم ألف اّه و اّه عليك يا وطني الحبيب ...
لكِ الله فلسطين ... لكِ الله فلسطين ثم لكِ الله وأبناؤكِ الأحرار ، لكِ الله يا أولى القبلتين وثالث الحرميين الشريفين ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
 
بلغة العقل والمنطق أتساءل ويتساءل الجميع : دولة على ماذا وهدنة لماذا ومن أجل ماذا وما هو الثمن مقابل ذلك ؟
المشروع ينص على دولة في غزة وحكم ذاتي للضفة والهدية هي ميناء ومطار ومعابر وهكذا من هذا القبيل ...
هنا ... ألم يكن لدينا معابر مفتوحة "على البحري" وكان لدينا مطار دولي في غزة وكان لدينا ميناء بحري أيضاً ويشهد الجميع بوجود ذلك في عهد الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمه الله ...
 
اليوم وبعد جميع التضحيات والنكبات الكبرى التي مر ولا زال يمر بها شعبنا الفلسطيني في كل مكان تريدون منا العودة لتلك النقطة ( معابر وميناء ومطار ) وترك كل التضحيات اللامتناهية في مقابل الصفر ، و ياليت كان المقابل هو صفرا لأنه لو كان صفرا فهذا يعني أنه لم تحدث الحروب المدمرة على غزة ولم يتم تدمير المطار أو الميناء وكانت المعابر مفتوحة أيضا ، ولذلك لن نعود للصفر أبداً أبدا .
 
إن جميع تلك التضحيات الجسيمة لا يضاهيها أبدا سوى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، وأما خلاف ذلك فلن تجدوا فلسطينيا على وجه الأرض يقبل بما تتهامسون به ،و لهذا اختاروا تعبيراً مناسبا لوصف الحدث عندئذٍ لأن قلمي الوطني لا يكتب إلا عِشقا أو حبا للوطن .
وهنا اطرحوا ذلك المشروع على عموم أبناء الشعب الفلسطيني في استفتاء عام لتأتيكم الحقيقة الراسخة والرافضة لذلك المشروع جملة وتفصيلا .
أليس الشعب هو المُشرع الأول وصاحب القرار في تقرير مصيره أم لا ؟
 
أفـيـقــوا أيها الغافلـــون من سباتكم وأنهضوا من نومكم قبل أن تلتف أجسادكم بأكفان العـار الأبدي ...
أفـيـقــوا بالله عليكم ... لأن فلسطين جزء لا يتجزأ ، والاحتلال الاسرائيلي التهمها داخل بطنه بمصادرة أراضيها وتهويدها يوما بعد يوم ،بينما أنتم تتصارعـون فيما بينكم على "كعكة" ألقاها لكم العدو الإسرائيلي ليضمن الضمان الأكيد لاستمرار ذلك الصراع فيما بينكم إلى ما لانهاية .
العدو الإسرائيلي يُريد ضمان ذلك الصراع بين الأخوة وأبناء الوطن لضمان تفسيج جبهتكم الداخلية حتى لا تتحــدوا ولا تنبــذوا انقســامكم الأسـود لأن وحــدتكم هي الضمان الأكيد لهزيمة العدو الإسرائيلي .
 
"إن دولة فلسطين هي حقيقة راسخة وستتحقق على هذه الأرض بعز عزيز أو ذُل ذليل ، وإقامة دولة فلسطين هي حتمية ربانية لا شك أو أدنى لُبس في ذلك كما وعد رب السموات والأرض ".
أؤكد على تلك الكلمات أعلاه حتى يعود المُغيبون والمتآمرون إلى رُشدهم وينبذوا مخططات الاحتلال التاّمرية على الوطن الحبيب الغالي فلسطين الحبيبة ، كما يجب عليهم أجمعين الاصطفاف خلف القيادة الوطنية الفلسطينية ومساندتها كرجلٍ واحد لمحاربة بني صهيون فقط  ، وعدم وقوفهم كمعاول هدم ضد إخوانهم الذين يحاربون إسرائيل لينتزعوا الحق الفلسطيني من بين براثن الصهاينة الأعـداء ...
 
إن نور الحقيقة سيبقى ساطعا كالشمس في وضح النهار ، وتبقى الحقيقة أكبر وأعظم من إخفائها مهما حاولت خفافيش الظلام من تجميل وجوهها السوداء بمساحيق الكذب والدّجل التي سرعان ما تتبّدد عندما يسطّع نور الحقيقة الوهاج ...
"ابو مازن" بالأمس كان نـور الحقيقة الساطع الذي بدّد أحلام الطامعين بقوة الحق الفلسطيني الراسخ والذي لا و لن و لم يتزحزح عنه قيد أنملة .
 
لأجل ذلك فإن فخامة السيد الرئيس محمود عباس هو ابن فلسطين البار وحبيبها الأول وحامل لوائها النضالي في المحافل الدولية وسيبقى المدافع الأول عن ثراها الغالي في شتّى الميادين ،وقد عبّر عن ذلك الحب حقيقة راسخة فعلا لا قولا عندما هدّده الأعـداء بمواجهة نفس مصير أخيه الأكبر ياسر عرفات رحمه الله من قبله .
ولأن ابو مازن من العُظماء والثوار الأحرار فقد قدم روحه الطاهرة فـداءً لفلسطين عندما استعد وفضّل الموت على أن يتنازل للأعداء عن الثوابت الفلسطينية التي يعضّ عليها بالنّواضج ولن يتزحزح عنها أبدا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا...
 
السيد الرئيس ابو مازن عندما قام بكشف تلك الحقائق التي لم تُعجب البعض كان بمثابة الثائر والقائد الذي يحافظ على أرضه و وحدة شعبة من كيد الأعـداء أجمعين ، وكان بمثابة الفارس الأصيل المُفرّق لشمل الطامعين ومُدمر أحلام الطامعين المتآمرين وقاهر الطغاة والأعـداء أجمعين ...
ابو مازن ... أثبتت أفعاله وقراراته الوطنية والتاريخية التي اتخذها من أجل انتزاع الحق الفلسطيني من بين براثن إسرائيل وأعوانها رغم الصِعاب والأشواك والمؤامرات والدسائس التي يُحيكها الأعـداء ضد شخصه الكريم ، أثبتت أفعاله وليس أقواله بأنه المُحافظ على العهد والدين رغم أنف الحاقدين .
 
ابو مازن ... أثبتت أفعاله بأنه العاشق الأول فلسطين وتمثل ذلك الحب الذي يكنه لفلسطين وتجلّت عظمته عندما ألقى بالتهديدات المتواصلة لقادة العدو الإسرائيلي غير عابئاً بالموت الذي وعدوه به ،ولكنه أستمر مُتحديا للأعـداء وصنع لفلسطين نصراً يتلوه أخر ...
لأجل ذلك فإن "ابو مازن" هو حبيب فلسطين رغم أنف الجاحدين المُعـتدين والساقطين ...
سيدي الرئيس ... سِـر على بركة الله نحو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، واللهِ لن نخذلك يا سيدي أبدا لأنك عـنوان الحق الفلسطيني الثابت وكلنا معك لأخر المشوار والنصر ، و كلنا معك وكلنا محمود عباس لأن فلسطين تسكن في قلبك وتسري في دمائك الطاهرة .
سيدي الرئيس ... دُمتم ذُخرا لفلسطين ...
 
أ . سامي ابو طير
كاتب ومحلل سياسي

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024