الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

سوسيا.. عندما ينتصر الكف على المخرز!

 أمل حرب
تحاصر مئات العائلات الفلسطينية في 'مسافر' يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، وفي المناطق المحيطة بالمستوطنات والأنوية الاستيطانية جنوب شرق المحافظة، وقائع مليئة بالوجع والبؤس والحرمان من الأمان.
ومن بين مئات المزارعين ورعاة الأغنام ممن تقع مساكنهم وقراهم وخربهم النائية على 'خطوط التماس'، تجد الحاجة سارة النواجعة، التي تقيم وعائلتها في مغارة يجاورها مسكن من صفيح وعدة خيام في قرية سوسيا المهددة بالاقتلاع والتهجير.. تجد نفسها من جديد، في دائرة المواجهة وقبضة الخوف والنيران الإسرائيلية.
النواجعة (75 عاما)، التي عايشت هجرات و'نكبات' عديدة، وفيما كانت تهز سرير حفيدتها ابنة الاربعة أشهر داخل المغارة/ المسكن، روت لـ'وفا' قصة تهجير وهدم قريتها سوسيا ومعاناة أهاليها على مدار عشرات السنوات ذاقت فيها من القهر والظلم، الكثير..
'إنهم يطاردوننا ويهدمون خيامنا ومُغرنا، وآبارنا، ويمنعون عنا خدمات الطرق والكهرباء وحتى مياه الشرب اللازمة لأطفالنا ومواشينا، ويضيقون على رعاة الأغنام ليجبرونا على الرحيل قسرا من المكان الذي ليس لنا سواه، لصالح المستوطنين الذين حولوا حياتنا الى جحيم تحت سمع وبصر جنود الاحتلال وحمايتهم' قالت النواجعة وأضافت: 'لن ننسى كيف تم ترحيلنا عام 1986 من بيوتنا في ليلة شتاء بارد  والقوا بنا في العراء بينما كانت الثلوج تتساقط على رؤوس أطفالنا.. وبعدها رجعنا إلى سوسيا رغم قرارات الاحتلال وممارساته  الظالمة بحقنا ورغم امتلاكنا للأوراق الثبوتية بملكيتنا لأراضينا وبيوتنا' .
النواجعة، التي لم تتلق تعليمها الابتدائي كالكثير من نساء عصرها، والتي يمكن ان يطلق عليها 'خبيرة في الشؤون السياسية والنشاطات الاستيطانية'، أشارت إلى أن سكان سوسيا يتابعون التطورات السياسية المتعلقة بقضيتهم، ويرحبون بدعوات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لحكومة الاحتلال بوقف هدم  المنازل والترحيل القسري لقريتهم.
وتابعت: رغم كل هذه الدعوات والضغوطات على الاحتلال، لكننا لا نأمن للاحتلال جانبا ونعيش في قلق دائم في كل لحظة.. كيف لا، ودولة اسرائيل ما زالت تنقض المعاهدات وتتجاهل قرارات الأمم المتحدة  الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتعطي لنفسها الحق في اقتلاع المواطنين من أرضهم وتشريدهم وهدم البيوت على رؤوسهم.
وفي سوسيا ومسافر يطا النائية اقصى جنوب الضفة الغربية، والتي تمتد على مساحات واسعة تمتد الى مشارف البحر الميت شرقا، لا يمكن لأحد أن يخضع ما يجري هناك لإحصائيات دقيقة لفعاليات القتل والتنكيل والإغلاق التي يزاولها جيش الاحتلال والمستوطنون.
تقول المواطنة ربيحة جبر النواجعة (33 عاما): 'رضينا بهذه العيشة المتواضعة والبدائية فدا أرضنا، وسنواجه الجيش والمستوطنين الذين يريدون سلبنا اياها حتى لو كلف ذلك حياتنا'، مبينة أنها تعرضت هي وزوجها وابنها لاعتداءات المستوطنين المتطرفين والضرب بقسوة أثناء عملهم في اراضيهم بدون أي مبرر..'.
المواطنة ربيحة اهابت بالمتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين والمؤسسات الأهلية والرسمية  مواصلة تضامنهم مع القرية وسكانها، وتعزيز صمودهم في أراضيهم، مؤكدة أن أهالي القرية أخذوا قرارا بعدم الرحيل مهما كلفهم الأمر، وأن تنفيذ الاحتلال لتهديداته باقتلاع سكان القرية وهدمها يمكن ان ينفذ في كل لحظة، وان كل التهديدات يأخذها الأهالي على محمل الجد، حيث سبق وان تم ترحيلهم أربع مرات من المنطقة.
نشطاء من مؤسسة كسر حاجز الصمت اليسارية الإسرائيلية، ازدحمت خيمة التضامن بهم وسط القرية، حملوا نسخة من جريدة 'هآرتس' العبرية التي عنونت 'بصورة مناقضة للموقف الرسمي للجيش والحكومة الإسرائيليين: 'كوشان عثماني يعود تاريخه إلى عام 1881 يؤكد أن الأراضي التي تقع عليها قرية سوسيا الفلسطينية تعود ملكيتها في الواقع إلى سكان المنطقة الفلسطينيين'.
المتضامنون عبروا عن ارتياحهم من هذه التطورات على قضية سوسيا، مؤكدين أن الصراع في المنطقة صراع سياسي وليس ديني، وعبروا عن رفضهم لتلك المعايير والسياسيات التي تسعى إلى إقصاء المواطنين عن أرضهم وتشريدهم، وسياسة الاحتلال في زيادة معاناة الأهالي وعدم ربطهم بخط المياه الذي يصل الى المستوطنات رغم وجود كل الإمكانات التي تؤمن وصول المياه بكل سهولة.
وقال عضو مجلس قروي سوسيا عزام النواجعة، 'إنه ولأول مرة نحصل على اعتراف صريح من الاحتلال بأن هذه الأراضي فلسطينية، نتيجة لدعم الاتحاد الأوروبي، والشؤون الانسانية، والموقف الرسمي للسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلا بالرئاسة، ورئيس وزراء الحكومة الفلسطينية الذي وصل الى سوسيا مع وفود دبلوماسية أوروبية احتجاجا على قرارات الاحتلال بالهدم.
وأضاف النواجعة، رغم كل هذه التطمينات، فلنا تجربة قاسية مع الاحتلال، فطوال التسعينات ونحن نتعرض لعمليات هدم وترحيل بحجج أمنية واهية  وغير قانونية، موضحا انه تم  إعادة بناء القرية بصمود أهلها، غير انهم ما زالوا في دائرة التهديد بالترحيل للمرة الرابعة.
منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل وشرق يطا راتب الجبور، أوضح من جانبه ان الفعاليات التضامنية التي تقام في خيمة الاعتصام الدائمة في القرية تهدف إلى تعزيز صمود الأهالي فيها وإفشال محاولات الاحتلال من  ترحيلهم عن أراضيهم، داعيا إلى التصدي لجميع هذه المحاولات بكافة الوسائل وشتى الطرق لإرغام الاحتلال على التراجع عن خططه المتعلقة بهدم قرية سوسيا، مؤكدا إن كف سوسيا وسواعد أهلها سوف تنتصر على 'مخرز' الاحتلال جيشا ومستوطنين بصمودهم وبقائهم فوق اراضيهم.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024