مصطافو غزة بين موجة الحر وازدحام الشواطئ الملوثة
لجأ المواطنون في قطاع غزة إلى متنفسهم الوحيد 'البحر'، هربا من موجة الحر غير المسبوقة التي تجتاح المنطقة، لكن حالهم على شاطئ البحر كان كمن استجار من الرمضاء بالنار، بسبب التلوث والازدحام الشديد على الشاطئ مع غياب الحد الادنى من الخدمات.
ووفق الأرصاد الجوية، سيبقى الجو اليوم الاثنين، شديد الحرارة مع ظهور بعض الغيوم المختلفة، محذرة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، خاصة أثناء ساعات الذروة ما بين الساعة الحادية عشرة والساعة الرابعة عصراً.
ورغم هذا التحذير، فهذا أبو حازم موسى من خان يونس جنوب قطاع غزة، قرر الفرار بعائلته ذات الستة أفراد إلى شاطئ مواصي في خان يونس، عله يجد ما يخفف من حرارة الجو على الشاطئ.
أبو حازم صدم مما وجده على الشاطئ الذي يعج بالهاربين من الحر، وغياب أي من مظاهر الترفيه، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن الاستراحات مرتفعة الثمن مقابل خدمات بسيطة تقدمها للمصطافين.
والى الشمال من خان يونس، وتحديداً على شاطئ دير البلح وسط القطاع، جلس ابو محمد عماد تحت بطانية اوثقها بأربعة عصي وحولها الى مظلة علها تحمي صغاره الأربعة من حرارة الشمس.
ولم تبدو علامات الرضى بادية على ابو محمد الذي تدل ملامح وجهه على تجاوزه للعقد الرابع من عمره، جراء تلوث مياه الشاطئ ببعض مياه الصرف الصحي التي نشرت الرائحة الكريهة بالقرب منه.
ويفصل بين مساحة وأخرى على شاطئ البحر، المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصرين، أنابيب مياه عادمة تتدفق نحو الشاطئ، وتحدث بعضها بركاً تخلف البعوض والجرذان وتفسد على المصطافين استجمامهم.
أما ابو يوسف عليان، المتواجد على شاطئ مخيم النصيرات وسط القطاع، فقد أعرب عن سخطه من كثر الباعة المتجولون الذين لا يحترمون أي خصوصية للمصطافين.
ويقتحم هؤلاء الباعة، حسب أبو يوسف، الجلسات العائلة للمصطافين وينغصون عليهم جلساتهم جراء الحاحهم الكبير عليهم لابتياع بعض المشروبات الغازية والشوكولاتة اللتان هما في الأصل لا تصلحان للاستهلاك بسبب سخونتهما نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم حفظها في ثلاجات جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وتشهد ظاهرة الباعة المتجولين ارتفاعا في اعدادهم سعيا منهم لطلب الرزق خلال الصيف جراء البطالة المتفشية بين المواطنين في القطاع.