الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

اسرائيل .. وحشية وقتل برسم المناهج والايدلوجيا التلمودية

جيفارا سمارة

إن المدارس الاسرائيلية ، على تنوع مناهجها بين تعليم رسمي وديني متشدد 'حريدي'، تحضر الاطفال فكريا وايديولوجياً ليكونوا جنودا، مسلحين بعقيدة  تلمودية عنصرية تمهد لمجازر، ليس اقلها وحشية حرق الرضيع دوابشة حيا، فقد تم تنشأتهم على انهم العرق المسيطر، وغيرهم 'دون' متاح قتلهم، خلاصة اجمع عليها اكاديميون وسياسيون يحملون الجنسية الاسرائيلية.

ومع استمرار التواطؤ الدولي مع عنصرية الاحتلال الاسرائيلي، والتي كان آخرها التوصيات الصادرة عن المؤتمر العالمي السابع للتعليم الذي عقد اوآخر الشهر الماضي قبل ايام في مدينة اوتاوا الكندية، الذي طالب الفلسطينيين بشجب ما اسموه 'العنف' و'الارهاب' (المقاومة) في مناهجهم وكتبهم المدرسية، وإزالة جميع اشكال التحريض من المدارس الابتدائية، والجامعات، وكتب الاطفال، وتربية الاطفال ضد تعاليم الجهاد والاستشهاد، والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود كدولة حرة ديمقراطية وارض لليهود.. وغيرها من المطالب.

توجهت وكالة 'وفا'  لعدد من اصحاب الاختصاص في مجال التعليم والمناهج الاسرائيلية، والذين طالبوا بدورهم الجهات الرسمية والاهلية الفلسطينية، للعمل بشكل جدي وسريع لكشف ما اسموه 'العنصرية' في الكتب والمناهج الاسرائيلية.

وتقول الباحثة وأستاذة التربية والأدب المقارن في الجامعة العبرية الباحثة نوريت بيليد الحنان، صاحبة كتاب 'فلسطين في الكتب المدرسية في إسرائيل، الأيديولوجيا والدعاية في التربية والتعليم'، كان يتوجب على الفلسطينيين طرح ما كتبته امام مؤتمر المعلمين في كندا لكشف الوجه الحقيقي للتعليم في اسرائيل، فهو تعليم عنصري بامتياز.

وتضيف ان الكتب الدراسية عندما يدور الحديث عن ان الفلسطينيين، فهي تصورهم على انهم مشكلة التي يجب القضاء عليها، وفي كتبها تتساءل الحنان 'عن سبب تحوّل الاسرائيليين الى وحوش حين يرتدون البزّة العسكرية؟، وهو سؤال قادها إلى الكتب المدرسية التي يتربّى عليها الأطفال الإسرائيليون.

وترى الحنان في كتابها ان الانسان الفلسطيني يُختصر في كتب الجغرافيا والتاريخ واللغة والدراسات المدنية الاسرائيلية في صور عنصرية وتشويهية، فهو غائب تماماً في الكتب المدرسية، حتى ذاك الذي يعتبر مواطناً في إسرائيل (فلسطيني 48)، وليس فقط اللاجئ أو الذي يسكن الضفة وغزة، أو عربي ينتمي الى 22 دولة عربية فهو باختصار إرهابي.

وتشير الى أنّ الكتب المدرسية الاسرائيلية، تُركّز على الفلسطينيين بوصفهم جماعة تشكّل خطراً ديموغرافياً يتهدد الأغلبية اليهودية، لذا ينبغي التحكم فيهم، ويتم إظهار المكان الفلسطيني رافضاً للحداثة والألوان الحيّة'.

واخطر ما تطرقت اليه الحنان في كتابها، هو أنّ 'كتب التاريخ الاسرائيلية تشرعن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، تحت منطق أوديب قتل والده لكنه أنقذ المدينة'، مستدلة بمجزرة قبية المرتكبة عام 1953 على يد الوحدة 101 بقيادة أرييل شارون، وراح ضحيتها 69 فلسطينياً، كمثل على هذه الشرعنة، فالمجزرة تُدرّس في سياق الفعل الصحيح، للمحافظة على الأغلبية والامتداد اليهودي الذي كانت القرية ستحول دونه، وإلى جانب النص هناك صورة لـ«جنود الوحدة الشجعان» مرفقة بقصيدة.

وتقول الحنان ان 'التعليم الرسمي في إسرائيل يستخدم التوراة كمصدر تاريخي موثوق به، والباحثين يعرّفون إسرائيل بأنّها 'ديمقراطية' ترتكز إلى الاثنية لا إلى المواطنة؛ فاليهود من مواطني الدول الأخرى والمستوطنون اليهود الذين يعيشون خارج فلسطين التاريخية لهم حقوق المواطنة كاملة، بينما لا يملكها المواطنون العرب داخل حدود الدولة.

ويقول العضو العربي في 'الكنيست' الاسرائيلية، ورئيس مركز الدراسات والابحاث سابقا، د.يوسف جبارين، ان التعليم في اسرائيل ينقسم الى ثلاثة اقسام، تعليم رسمي وتعليم ديني رسمي، وتعليم ديني متشدد، فاذا ما بدأنا باقل هذه الاقسام عنصرية، التعليم الرسمي فسنجد مناهجه زاخرة بالعنصرية تجاه العرب والفلسطينيين، فهو بداية يحصر الوجود في 'اسرائيل'، بالوجود اليهودي فقط ولا يعترف لحق سواهم بالوجود، حتى فلسطينيي الداخل حملة الجنسية الاسرائيلية.

ويضيف التدريس في المناهج الاسرائيلية صهيوني ديني من الدرجة الاولى، مشبع بالأفكار العنصرية والسلبية عن العربي بانه بدائي، ومتخلف، ولا يمكن الوثوق به.. وغيرها من الصور النمطية العنصرية والكاذبة.

ويتابع جبارين: اما اذا ما التفتنا الى التعليم الديني، وعلى رغم ضعف الرقابة عليه، قلة الابحاث عنه الا انه عنصري بامتياز، فهو بداية لا يعترف بغير اليهودي على الاطلاق ويتيح الحق بقتله مهما كان، وما العصابات الصهيونية التي ترتكب المجازر والجرائم ضد الفلسطينيين والتي كان اخرها جريمة حرق الطفل الرضيع دوابشة الا من نتاج تعليم هذه المعاهد العنصرية.

ويضيف من اكثر الامثلة ايضا على هذه العنصرية والبوليسية في اسرائيل تعين مندوب من 'الشاباك' المخابرات الاسرائيلية، رئيسا للجنة التعيين في الجهاز التربوي العربي.

وطالب جبارين بحراك فلسطيني دبلوماسي على كافة المستويات والصعد، لمواجهة هذه العنصرية الصهيونية وكشفها في كل انحاء العالم، مشيرا الى ان حديث التقارير الاسرائيلية عن أي عنصرية في المدارس الفلسطينية، لا يمكن باي شكل من الاشكال بعنصرية المناهج الاسرائيلية.

ويقول رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في اسرائيل عاطف معدي، اذا ما اردنا ان نتحدث عن التعليم في المدارس الاسرائيلية الرسمية او الدينية، فنحن نتحدث عن عسكرة التعليم، عدا عن تدخل سافر من قبل من ياتي وزيرا للتربية والتعليم في فرض اجندات حزبية وسياسية في القضايا التربوية.

ويضيف معدي في الوقت الذي لوحق فيه معلمين عرب لمجرد تغيبهم بمناسبات وطنيو او قومية، فان المدارس والمعلمين الذين تحقق مدارسهم اعلى نسبة التحاق بصفوف الجيش الاسرائيلي، تكافأ ماديا ومعنويا على هذا 'الانجاز'.

وبلغة الارقام، يستشهد معدي قائلا في استطلاع لجامعة تل ابيب عام 2012، تظهر حجما مخيفا من كم العنصرية من الطلبة اليهود ليس فقط تجاه العرب بل وحتى الأفارقة والمهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرا الى ان هذه النسب والارقام ان لم تكن قد زادت اليوم فهي من المؤكد على حالها.

ويشير الى ان حوالي ربع المستطلعة آرائهم من الطلبة اليهود يؤيدون فكرة الموت للعرب، وان 16% منهم لا يريدون طالبا اثيوبيا او حتى من دول الاتحاد السوفيتي السابق بجوارهم.

فيما تشير ارقام اخرى الى ان نصفهم ليسوا على استعداد للتعلم في صف فيه طالب عربي واحد، وان 60% منهم يؤمنون بقيادة سياسية يمينية على حساب سلطة القانون، و70% منهم مع الامن على حساب الديمقراطية، 50% منهم ليسوا على استعداد السكن في حي فيه عرب.

ويقول معدي هذه الاخلاق والافكار هي النتاج الطبيعي، لمناهج تنادي بـ'يهودية' الدولة الاسرائيلية، وتطمس أي وجود آخر فيها.

ويؤكد معدي ان المسالة هنا كمسألة البيضة والدجاجة، فحالة التطرف والعنصرية في المدارس مستمدة من الشارع الاسرائيلي وبالعكس، وهذه الافكار والايديولوجيا هي المسؤولة عن جرائم بشعة كحرق الطفل ابو خضير في القدس والرضيع دوابشة في نابلس.

اما مدير وحدة التربية في جمعية حقوق المواطن شرف حسان، فيقول هناك تجاهل للهوية الفلسطينية وعدم تعامل مع الفلسطينيين على انهم شعب، حتى الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية في اراضي عام 48، فالمنهاج الاسرائيلية تنظر اليهم على انهم طائفة تتحدث اللغة العربية، وليس كأقلية قومية، وهم بذلك يحضرون الطلبة في المدارس على اساس انهم جنود المستقبل في الجيش الاسرائيلي.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024