الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

مهمة مستحيلة- سما حسن

مع ساعات القيلولة رن هاتفي ولمحت اسم المتصل وكانت صديقة شابة لي فرددت بأن: نعم وكنت على وشك الحصول على قيلولتي التي لا تزيد على ثلث ساعة يوميا، حين قالت لي: بدي ابعتلك أحمد تراجعي له دروسه، بكرة عنده امتحان علوم وأنا عيانة مش قادرة أراجع معه........

شعرت كأني سمعت أحدا يقول لي: بدي أقطع راسك كمان ساعة، فقلت لها غير مصدقة ما سمعت: يافا عزيزتي، أنا سما، فتداركت نفسها وأدركت أنها قد اتصلت بي عن طريق الخطأ وأنها تريد أن ترسل هذا الـ" أحمد" لصديقة أخرى ربما يبدأ اسمها بحرف السين ومسجلا بعد أو قبل اسمي على هاتفها.......

أغلقت الهاتف سريعا قبل أن أعرف من هو أحمد وربما كان شقيقها الأصغر فهي لم تتزوج بعد، وعادت بي الذاكرة لموسم امتحانات أولادي عندما كانوا صغارا، وحيث تمر هذه الأيام فترة امتحانات الصغار والكبار، وأنا أحمد الله كل لحظة أن أولادي قد كبروا وتجاوزوا مرحلة "أني أفتح مدرسة في البيت"...

فقد كنت أجمعهم حولي واقصد الثلاثة الكبار وننثر الكتب والأوراق والأقلام وأتناوب مراجعة الدروس معهم فيما كانت الصغيرة لم تلتحق بالمدرسة بعد، وكانت هذه المهمة من أصعب المهمات الأمومية التي كنت أقوم بها لأني لم أكن وما زلت ممن لديهم "طولة البال" لكي أتحمل لحظات الشرود حتى يعرف الصغير حاصل جمع عددين فكنت اسبقه بالاجابة واقول لنفسي: برافو.

 في كل موسم امتحانات فصلية ونهائية تدور هذه الحروب والمعارك في البيوت، وفي كل موسم أكرر ان عقم المناهج يحول البيوت إلى براكين تغلي من التوتر والقلق والشد العصبي والنفسي، والنتيجة أن أولادنا يتعلمون منا ويكبرون وهم يتعجلون ويقلقون ويخافون ولا يتعلمون من المناهج سوى نسيانها بسهولة.

افقت من ذكرياتي التي ودعتها غير نادمة وحمدت الله للمرة المليار أنهم قد كبروا وأني أقوم بدور المراقبة وليس التحفيظ والتسميع وشد الآذان والضرب بالمسطرة كما تفعل جارتي، وجاءتني الصغيرة لتسألني عن مفعول ثاني اكسيد الكبريت حين يذوب في الماء هل تحمر أم تزرق ورقة عباد الشمس؟ فرددت عليها بهدوء أن علينا أن نجري التجربة بأعيننا لكي نعرف النتيجة وأنا واثقة أن ابنتي مثلها مثل كل التلاميذ يحفظون المعادلات الكيميائية كما هي ولم يدخلوا مختبر المدرسة للأسف، هذا اذا ما كانت المدارس ما زالت تحتفظ بالمختبرات لأنها تخلت منذ زمن عن غرف الأشغال اليدوية والتدبير المنزلي للأسف واستبدلتها بغرف الحاسوب لكي يستمر التلاميذ على اتصال بالعالم الافتراضي البغيض حتى في المدرسة.

اشتقت حقا لغرفة الأشغال اليدوية وتمنيت لو تعلمت ابنتي منها شيئا كما تعلمت أنا رتق وخياطة الملابس وأشغال التريكو! ان تعليمنا للأسف يتغير للأسوأ.

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024