الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

نائما عاد إلى بيته

بسام أبو الرب

الهدوء والصمت ما زال يخيم على منزل الشهيد سعد دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، الذي أحرقه المستوطنون مطلع شهر آب الماضي، فالأبواب ما زالت موصدة والعبارات التي خطت على جدرانه شاحبة، تشير إلى أن حياة كانت هنا وضحكات تاهت على أبوابه.

يوم أمس أطلّ جسد أحمد دوابشة (5 سنوات) الذي أتت النيران على أجزاء منه، على أبناء قريته دوما، عقب عودته من إسبانيا محققا حلمه بلقاء نجم نادي ريال مدريد كرستيانو رونالدو، بعد أن غادر إلى هناك من إحدى المستشفيات الإسرائيلية، التي كان يتلقى العلاج فيها وسيعود إليها قريبا لاستكمال هذه الرحلة، التي ملّ منها وظنه أنه سيعود الى منزله.

الطفل دوابشة هو الناجي الوحيد من المحرقة التي راح ضحيتها والده سعد ووالدته رهام وشقيقه الرضيع علي، وصل القرية نائما تائها في أحلام وهواجس علّها تحمل له لقاء العائلة التي فقدها، وأصبحت في الجنة ووضع فوقها التراب، كما أبلغه عمّه نصر دوابشة.

في بيت جده الذي يبعد أمتارا عن مكان ذكرياته الذي أصبح شاهدا على جرائم المستوطنين، ظل الطفل دوابشة بين جدرانه ولم يغادره، حتى الثانية والنصف بعد الظهر، متوجها إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، فكان طوال فترة مكوثه في المنزل يداعب أقرانه ويتحدث عن رحلته إلى إسبانيا، مستعرضا بعض الصور مع نجمه الكروي المفضل.

أحمد يحتاج لتأهيل طويل يمتد إلى 4 شهور في المرحلة الثانية من العلاج، ويحتاج أيضا إلى عدة عمليات في يده اليمنى وساقه اليسرى، ووضعه الصحي في تقدم مستمر، وبعد ذلك سينتقل للمرحلة الثالثة من العلاج، وهي التجميل التي قد تستغرق 8 سنوات، وسيتم التعامل مع أذنه اليمنى، التي تعرضت للتشويه، لإعادتها لشكلها الطبيعي، حسب ما أفاد عمه نصر دوابشة.

عائلة دوابشة والمهنئون، استقبلوا الطفل بذبيحة على مدخل المنزل، الذي لا يبعد سوى أمتار عن مقبرة القرية التي ترقد فيها العائلة في قبور بقيت على حالها ونمت فوقها الأعشاب.

قبل الساعة الثانية يتحضر الطفل دوابشة ويلبس ثيابه، التي غطت بعض حروقه، وبقي رأسه يحمل حروقا بالغة، وعاد لمداعبة الحضور والحديث مرة أخرى واخرى، لكن الصمت ما زال يدوي في المنزل الذي احتضنه وأسرته.

 

الصور المرفقة

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024