الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

حلّت الفاجعة وكان الأمل

رامي سمارة وإيهاب الريماوي

مساء الأربعاء السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2015، غادر بيت شقيقته لإحضار عشاء من مطعم على مدخل مخيم قلنديا شمال القدس، وما أن وصل إلى مبتغاه حتى فاجأته قوة راجلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عندما لمحهم، أدار مقود سيارته عائدا من حيث أتى، لكن رصيفا إسمنيتا يتوسط الطريق أعاق حركة مركبته. لم يكن يخشى هكذا موقف، فهو اعتاد أن يلتقط بكاميرته اجتياحات الجيش للمخيم، التي عادة ما تكون في ظلمة الليل، أراد فقط أن يعود إلى منزله ليحضر الكاميرا.

ترجل أحمد جحاجحة من المركبة ليتفقد ما حل بها بعد حادثة الارتطام، لم يمهله الغزاة كثيراً، عاجلوه بزخات رصاص، أصابت إحداها قلبه.

ظل مصيره معلقاً بين أيدي جنود اختطفوا جسده، علم الجميع أنه أصيب فقط، انطلق أفراد اسرته بحثا عنه في المستشفيات، تقدمتهم والدته، لكن لا أثر له.

 ساعات وورد خبر يقين: "استشهد أحمد جحاجحة". ظل جثمانه 18 يوما حبيس ثلاجات الاحتلال، إلى أن سُلم في الثالث من كانون ثاني/ يناير، ووري الثرى في مقبرة المخيم.

جريئ مقدام، تجده عند أقرب ما يكون من نقاط التماس مع جنود الاحتلال خلال المواجهات ليلتقط صورًا أوضح ما تكون لاعتداءات الجنود وبطشهم، وفي أحلك الظروف وأخطرها يكون في الميدان، قال علي جحاجحة شقيق أحمد.

"بعد نجاحه في الثانوية العامة، التحق بجامعة القدس ليدرس التجارة بطلب منا، لكنه في نهاية المطاف لحق رغبته، فذهب للكلية العصرية ليدرس الإعلام".

جحاجحة الشهيد كان على وشك التخرج نهاية  الفصل الدراسي الحالي، أتقن التقاط الصور، فأصبح رصيده منها نحو 4000، جمعها في البومات الكترونية.

نشط في الهبة الشعبية الأخيرة، وانصب اهتمامه نحو تغطية الأحداث الميدانية، عمل على فضح ادعاءات الاحتلال وجرائمه، عاد يوماً من مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي لمدينة البيرة مصاباً بعيار معدني مغلف بالمطاطي في رأسه دون أن يعلم أحد بذلك.

قالوا لعلي: يوم جنازة الطفل أحمد شراكة في مخيم الجلزون، صعد شقيقك على عامود بارتفاع 6 أمتار وقيّد قدميه وتتدلى ليصور الشهيد مسجى في قبره.

قبل أسبوعين من استشهاده، عاد أحمد يشكو لعليّ هدوء الأوضاع، حينها أسرّ له بأن في خُلْدِه أمل بإقامة معرض لصوره التي تتناول في معظمها أوجه الفجيعة، قال له: "أريد أن أًصبح مصوراً يعرفني الناس من صوري لا من توقيعي عليها، كما أود أن أشق طريقي في مجال الإعلام لأصبح مشهوراً".

المعرض أراد أحمد أن يكون مشروع تخرجه من الكلية، كخطوة أخرى على طريق احترافية يطمح لها، واستهلها بالانضمام لفريق "مركز قلنديا الإعلامي" كأحد المؤسسين.

على مدار شهر، عمل زملاء أحمد وأصدقاؤه على تجهيز قاعة اللجنة الشعبية الكائنة قرب مدخل مخيم قلنديا، لفوا جنباتها بقماش أسود ألصق فوق ألواح من الخشب، طبعوا  120 صورة التقطها أحمد بعدسته وعلقوها على الجانبين.

في منتصف القاعة، مجسم على الأرض لخارطة فلسطين ازدانت بالشموع، وبجوارها أقيمت خيمة عنوانها "الصمود"، علقت عليها صور كافة شهداء المخيم الـ69.

وفي آخر القاعة زاوية خاصة بصور أحمد في مراحل عمره الذي توقف عند الثالثة والعشرين، على يمينها مقتنيات شخصية، كوفية، وسترة طبعت عليها كلمة "TV PRESS"، وخوذة وكمامة تقي من الغاز، وكاميرا، وبطاقة اعتماده كطالب إعلام صادرة عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إضافة إلى درع تكريم وأربع صور شخصية للشهيد.

في الحادي والعشرين من آذار/مارس أهدى أصدقاء أحمد جحاجحة والدته سارة هذا المعرض في عيد الأم، وعنونوه كما أراد "الفجيعة والأمل"، ووضعوا يافطة ترحب بالحضور كتب عليها: "لأنهم قضوا من أجل حلم شعب بأكمله وجب علينا تحقيق جزء من أحلامهم".

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024