الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

ربيحة ذياب ترحل بصمت وتشعل فينا المواجع- تيسير نصر الله

فاجأني خبر رحيل الأخت المناضلة ربيحة ذياب لدرجة كبيرة جدا، فلقد نزل النبأ على قلبي وعقلي كالصاعقة، واحزنني جدا هذا الرحيل المفاجئ، وأثار دهشتي هذا الغياب الصامت، فكيف لربيحة ذياب التي كانت تملأ الدنيا بحضورها الصاخب والمؤثر أن تغيب بكل هذا الهدوء؟ رحيلها اشعل فينا المواجع والذكريات العاصفة، وأصابنا في الخاصرة، واعادنا إلى عالم الدهشة حين نفقد كل يوم جزء من تاريخنا برحيل الأحبة ممن كان لهم بصمات مؤثرة في مسيرة ثورتنا، ونحن نودعهم بقلوب تدمع فإننا نؤمن بقضاء الله وقدره بأن هذه المسيرة التي خضبها هؤلاء القادة بدمائهم الطاهرة لا يمكن لها أن تتوقف إلا بتحقيق الأهداف التي قضوا من أجلها. 
ربيحة ذياب إمرأة جاءت في زمن المستحيل، ومن بدايات عهد نكران الذات، وانخراط الروح في فكرة الثورة حتى درجة الذوبان، قاتلت العدو بقناعة راسخة لتؤكد ريادية المرأة واسهامها المباشر في المسيرة الثورية، غير ابهة بحجم الثمن الذي ستدفعه اعتقالا أو استشهادا أو نفيا أو مطاردة، وعندما انتصرت ربيحة على كل ذلك كانت جديرة بكل تلك المواقع التي شغلتها، سواء كانت على صعيد المرأة حين تسيدت وزارتها، ام على صعيد حركة فتح حين تبوأت مجلسيها الثوري والاستشاري، ام على صعيد الشأن العام حين أخذت مقعدها في المجلس التشريعي الفلسطيني. 
لم تقبل ربيحة ذياب عبر مسيرتها أن تكون مجرد رقم نسوي لتعبئة الفراغ، وبعبارة أخرى رفضت أن تكون ديكورا لتزيين مائدة المؤسسة الفلسطينية بالنساء للتدليل على أننا شعب نؤمن بالمساواة ومشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة، فكانت حاضرة بقوة تأثيرها ومنطقها وأصالة تجربتها وصدق تعاملها مع أخيها الرجل الذي لم تر فيه إلا رفيق درب وسلاح. 
خسارتنا كبيرة برحيل إحدى أهم رائدات العمل النسوي والوطني الفلسطيني، ولا أبالغ أن قلت أنني لا أستطيع رسم صورة للمشهد النسوي الفلسطيني بدون حضور ربيحة ذياب، فهي الحاضرة دائما وابدا في تفاصيل المشهد الوطني الفلسطيني بشكل عام. 
ولكنني أؤمن بأن هذه الحركة النسوية قادرة على تعبئة هذا الفراغ الذي سيتركه رحيل ربيحة ذياب، لما لهذه التجربة من جذور ضاربة في عمق التجربة الفلسطينية الطويلة. 
نودعك ونحن أكثر شوقا إليك، نودعك ونحن أكثر عهدا ووفاء لمسيرتك. فارحلي مع الراحلين وأنت أكثر يقينا بأن هذه المسيرة ستمضي بنفس العزيمة والإصرار والإيمان الذي فاضت به روحك. 

 

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024