الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

العازف على شرايين الحياة

 بسام ابو الرب

"السبحة" لا تفارق اصابعه التي اعتادت على مداواة ادق اجزاء جسم الانسان،  جلس على الكرسي وبدأ الحديث، فقد وصل لتوه من مدينة رام الله مرورا  بنابلس، الى مدينة جنين، آثر ان يعطي وكالة "وفا" ساعة من وقته الذي لا يملكه في غالب الأحيان ويشرح عن ذاته وتجربته مع الحياة وشريانها داخل الانسان.  

انه الدكتور محمد لطفي (57 عاما) اخصائي جراحة اوعية دموية، وهو من بين خمسة اطباء في الوطن المتخصصين بجراحة الاوعية الدموية، مواليد مدينة جنين شمال الضفة الغربية، 31-12-1958 تزوج من مقدسية وهو في الـ37 من عمره ويسكن في بيت حنينا بمحافظة القدس، ويعمل في مجمع فلسطين الطبي برام الله، وكان احد اعضاء البعثة الطبية التي وصلت الى اراضي الاكوادور لتقديم العون والمساندة لضحايا الزلزال في نيسان الماضي.

د. لطفي لا يملك وقتا، فهو يحاول ان يوزعه بين العمل لساعات طويلة والبيت وزيارة الأهل في جنين، ومع ذلك ربما يستدعى لإجراء عملية جراحية، فهو يلبي النداء في مثل هذه الحالات الطارئة، كما يقول.

حين حل في ارض الوطن عائدا اواخر العام 1994، بعد ان درس الطب العام في جامعة وهران في الجزائر ومكث فيها ما يقارب 17 عاما، وتم تعيينه بمستشفى رام الله آنذاك في قسم جراحة الاوعية الدموية والقلب، ثم انتدب للعمل في مشفى جنين، وسافر في العام 1998 حتى 2001 للتخصص في الجراحة العامة. وكان يحب ان يتخصص في جراحة الاعصاب الا أن الظروف شاءت ان يتخصص بالجراحة العامة، وكان قد درس في مدارس مدينة جنين حتى الثاني ثانوي في العاصمة الأردنية عمان.

د.لطفي يحافظ على زيارة والدته وابناء عمومته في مدينة جنين التي احب، فيقضي اجازته يومي الخميس والجمعة في منزل العائلة، ويتفقد المزروعات في البستان ويعطيها اهتماما كما وانها احد الاوعية والشرايين التي يتعامل معها، فهو يقطع المسافات ويصل شرايين والتواصل مع الانسان في الجانب الطبي والمكان خلال تنقله من محافظة الى اخرى.

وللنيران وإشعال الحطب حكاية مع لطفي الذي اعتاد فور وصوله منزل العائلة في جنين على اشعال النيران صيفا وشتاء، تراه مرات يشوي البطاطا ومرات اخرى يشعلها.. هكذا لتصبح عادة حياة.

د.لطفى واحد من اطباء وزارة الصحة الذين يعملون في الغرف المغلقة، بين اجهزة دقيقة لعلاج ادق اجزاء الانسان.    

ويقول لطفي ان اطول عملية اجراها امتدت لـ18 ساعة متواصلة دون ترك المريض لحظة واحدة، عندما كان يعمل في المشافي الفرنسية التي مكث فيها ما يقارب 3 سنوات، وعن اطول عملية بفلسطين كانت لاحد الشبان الذي اصيب خلال مسيرة العودة لأراضي 1948، والتي امتدت لأكثر من 12 ساعة، حيث كان يعاني من تقطع الشرايين.

لطفي الذي درس الطب واحبه لم يدرسه احد من افراد عائلته المكونة من ابنتيه وولده . 

ويرى ان هناك رضى عن النتائج في التعامل مع الحالات في الطوارئ وهي في وضع ممتاز، وهناك رضى عنها حسب المقاييس العالمية وحسب متطلبات المواطنين، لكنه في كثير من الأحيان  يصل الى مرحلة يتمنى انه ليس طبيبا بسبب صعوبة التعامل والتفاهم مع بعض المرافقين للمرضى، واكثر ما يكرهه في عمله هو كثرة الالحاح والضغط ، فيما يحب نتائج عمله التي تظهر على صحة المريض للمريض ومتابعته.

في مشافي وزارة الصحة يمكن ان تلمس الضغط الذي يرافق عمل الاطباء المتخصصين في علاج اجزاء الانسان الدقيقة والحيوية مثل الشرايين والقلب.

ويعتبر لطفي ان الجراحة تمر بثلاثة مراحل، التشخيص السليم، ثم الجراحة، ثم المتابعة. ويقول انه امضى حياته المهنية في هذا الاطار.

يقضي لطفي 15 مناوبة خلال الشهر في المستشفى لقلة العدد، وفي بعض المناوبات يجري ثلاث عمليات جراحية، وذلك حسب الظروف المحيطة والازمات، ورغم ذلك فهو لا يعتبر نفسه المثالي من بين اربعة او خمسة من جراحي الأوعية الدموية.

وكمثل اي متخصص في علاج ارواح واجساد البشر الذين يمر في حياتهم اناس لا يمكن نسيانهم، لطفي لم ينس طفلين من مخيم الجلزون اصيبا ابان الهبة الشعبية، احدهم كان قلبه قد توقف ودخل غرفة العمليات بملابسه وبدأ يعمل من اجل حياة احدهما عقب ان اعطاه طبيب التخدير الاذن بالعمل في اصابة حرجة طالت الشريان الرئيسي الذي يغذي الفخذ، فهو احد الحالات التي اثرت به وينظر الى عظمة الله بالعمر الجديد الذي اعطاه اياه.

قبل ان يغادر  لطفي منزل والدته التي بغلت من العمر 83 عاما، يعد وجبات الطعام لها، ويقضي حوائج منزلها، ثم يبدأ يوم آخر مع عمله كطبيب في الغرف المغلقة.  

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024