الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

"خربوط" و"القاتل المأجور".. مبادرتان مدرسيتان لزيادة التحصيل الدراسي

نابلس- وفا – زهران معالي- ثمانون مبادرة مدرسية قدمتها ثلاث عشرة مدرسة تتبع لمديرية التربية والتعليم –جنوب نابلس، اليوم الاثنين، خلال مؤتمر التطوير المدرسي "تجارب جديرة بالتوثيق والتعميم"، بهدف تحسين التحصيل الدراسي والبيئة المدرسية، في خمسة مباحث وهي اللغتين: العربية والإنجليزية، والرياضيات، والعلوم والتكنولوجيا.

"خربوط" كان الشخصية الدرامية الأساسية في مبادرة "مغامرات خربوط في دنيا الحروف" التي نفذتها مدرسة بنات عينابوس الثانوية على 15 طالبة من الصفوف الأساسية الدنيا، وعرضتها مديرة المدرسة سماهر حمايل في الجلسة الأولى من المؤتمر.

تقول حمايل لـ"وفا" إن المبادرة التي تم تطبيقها لمدة عام كامل ضمن برنامج تطوير القيادة المدرسية والمعلمين، كانت عبارة عن كراس تعليمي بنسخة ورقية والكترونية، تعرض جميع حروف اللغة العربية من خلال مجموعة من القصص والتدريبات والرسومات التطبيقية بأسلوب بسيط شائق وجاذب، وتعتمد على شخصية "خربوط" الخيالية.

وبرنامج تطوير القيادة المدرسية والمعلمين، ينفذ بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة بالمعهد الوطني للتدريب التربوي ومؤسسة "امديست"، وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومجموعة العمل المشترك (فنلندا، النرويج، ألمانيا، بلجيكيا، ايرلندا) في محافظات الضفة الغربية.

ولكل حرف في الكراس صندوق معرفة، تقدم فيها مفردات جديدة وقصة يكتسب الطالب من خلالها مهارات وسلوكا إيجابيا وتنمية في قوة الشخصية والثقة في النفس، حسب حمايل.

وتوضح أن الهدف من المبادرة هو مساعدة الطالبات على تمييز الحروف والمقاطع والكلمات قراءة وكتابة، ومعالجة ضعف التحصيل العلمي لدى طالبات المرحلة الأساسية الدنيا في اللغة العربية بمهارتي القراءة والكتابة، وتصحيح قراءة وكتابة الطالبات لكثير من الألفاظ، وإثراء الحصيلة اللغوية للطالبات، وإكسابهن مجموعة من القيم والسلوكيات الإيجابية من خلال القصص الواردة في الكراس، وإكسابهن مهارة الرسم والتلوين.

وتشير إلى أن الدافع للمبادرة كان نتيجة الضعف في القراءة والكتابة لدى كثير من الطالبات، وعدم وجود مادة تعليمية تهتم بمعالجة ضعف التحصيل باللغة العربية، وكذلك خلط الطالبات في كتابة الحروف متقاربة المخارج، وكذلك تأثير اللهجة العامية على تحدث الطالبات داخل الحصص والنقاش.

وتقول حمايل "إنه تم تخصيص لكل حرف داخل الكراس صفحتين، تتضمن الصفحة الأولى قصة قصيرة مرتبطة بالحرف في حين تتضمن الصفحة الثانية تدريبات وتمرينات على الحرف، وتعطى للطالبات اللاتي تم اختيارهن بناء على سجلات العلامات وقوائم الرصد والاختبارات التشخيصية لتطبيق المشروع".

وتضيف حمايل أنه تم استخدام عدة أساليب في تطبيق المبادرة منها التعلم باللعب، والدراما، والرسم، وعدم استخدام الأسلوب التقليدي الروتيني الذي يمل منه الطالب، وتم تفعيل مرافق المدرسة المختلفة بالإضافة للغرفة الصفية ومختبر الحاسوب والإذاعة المدرسية والساحة المدرسية، بالتعاون مع المجتمع المحلي وإشراف بعض الأمهات بتنفيذ بعض الأنشطة.

وتؤكد أن تطبيق المبادرة أدى لوجود كراس تعليمي ورقي والكتروني يساهم في معالجة ضعف التحصيل، وأن مستوى الطالبات أصبح أفضل بالقراءة والكتابة في اللغة العربية وكذلك تحسين القيم والسلوكيات وزيادة ثقة المجتمع بدور المدرسة.

وطالبت حمايل بتبني المبادرة وتوفير الدعم المادي اللازم لطباعة الكراس بشكل ملون، وإدراج النسخة الالكترونية من الكراس ضمن البرامج التعليمية المحوسبة، وتعميم الفكرة على مدارس الوطن؛ للاستفادة منها في معالجة ضعف التحصيل في اللغة العربية ولمراحل دراسية مختلفة.

وأوضحت أن برنامج تطوير القيادة المدرسية والمعلمين ساهم في تطوير وتحسين الأداء في كثير من المهارات والخبرات خاصة التحليل البيئي المبني على التقييم الذاتي لواقع المدرسة، وعلى صياغة رؤية ورسالة المدرسة وإعداد الخطة الاستراتيجية للعام الدراسي وتنفيذها ومتابعتها، وتنمية مهارة العمل بروح الفريق الواحد داخل المدرسة، وتحسين القدرة على القيام بالبحوث الإجرائية والمشاريع التربوية، خاصة مشروع "مغامرات خربوط بدنيا الحروف".

"القاتل المأجور – التعليم بالمشروع"، مبادرة أخرى عرضت خلال جلسات المؤتمر وقدمتها معلمة اللغة العربية في مدرسة عقاب مفضي الثانوية في حوارة جنوب نابلس، آسيا رحال، تحدثت عن التدخين وأضراره الاقتصادية والمادية.

وتوضح رحال أنها انتسبت لمدة عام كامل في برنامج التدريب للمدراء وللمعلمين واختارت "القاتل المأجور - التعليم بالمشروع"، كونه أصبح جديدا يتم تقييم الطلاب بناء على المشاريع.

وتشير إلى أن التعليم بالمشروع يقصد به أن يقوم الطالب بإنتاج عمل على شكل مجموعات بعيدا عن الجانب الأكاديمي النظري، حيث تم تقسيم الطلبة لمجموعات وتم توزيعهم على مهمات غير مكلفة كإجراء مقابلات وعمل بوسترات.

وتوضح أنها رمزت للتدخين بالقاتل المأجور للدلالة على أضراره الصحية والمادية والاجتماعية، فهو يقتل نفس الإنسان، واختارت موضوع التدخين نظرا لوجود كثير من الجوانب يمكن أن تبحث بها طالبات الصف العاشر وعددهم 38 طالبة.

وقسمت المبادرة الطالبات لعدة مجموعات، اختصت إحداها بعمل مقابلات مع أطباء حول الأضرار الصحية للتدخين وكذلك مع مدخنين وغير مدخنين، وأخرى أعدت بوسترات حول التدخين وصممت مجسمات، وأخرى علقت بوسترات ولوحات تحذيرية حول أضرار التدخين والخسائر المادية للشخص المدخن، حيث أجرت الطالبات مقابلات مع المجتمع المحلي لمعرفة الجدوى الاقتصادية من التدخين.

وفي مجال الرياضيات، عرضت معلمة مادة الرياضيات في مدرسة بنات عوريف الثانوية آية أسعد مبادرتها بعنوان "رحلة معرفية رياضية في سورة النساء"، التي اختارت فكرتها نتيجة الفضول الزائد لمعرفة كيفية تقسيم الميراث للورثة في حال حدوث وفاة في العائلة، ولتمكين الطالبات من معرفة توزيع الحصص في الميراث، بالإضافة لدمج الرياضيات مع القرآن الكريم الذي يتضمن الكثير من علم الرياضيات.

وأكدت أن المبادرة توصلت لتمكين الطالبات من معرفة حصص الورثة في حال وجود وفاة في العائلة، وكيفية استخدام الرياضيات والعمليات الحسابية لمعرفة حصة كل شخص.

وأشارت إلى أن الميراث وتوزيع الحصص موضوع شائك وفيه نوع من التعقيد ولا تحبذه كثير من الطالبات؛ نظرا لوجود التعقيد في العمليات الحسابية، إلا أنها سهلت على الطالبات الثلاثين، بتقسيمهن لخمس مجموعات، أخذت كل واحدة منهن دراسة حصة الزوجين أو الوالدين أو الأخ والأخت أو حصة الابن والابنة.

وأضافت "في البداية تم قراءة سورة النساء والأيات المتعلقة بالميراث خاصة أية 11 و12 و176، وانتقلنا لكتب التفسير في الشريعة الإسلامية وكتب المنهاج المتعلقة بموضوع الميراث، وأخذنا طالبة من كل مجموعة وتم إجراء مقابلة مع القاضي الشرعي في محكمة حوارة الشرعية؛ لكسب أكبر قدر من المعلومات بالإضافة للبحث في الكتب والمراجع".

بدوره، أوضح مدير مديرية التربية والتعليم – جنوب نابلس أحمد صوالحة، لـ"وفا، أن برنامج تطوير القيادة والمعلمين، جاء ليعمل على تطوير واقع المعلمين ومدراء المدراس من حيث المهارات والخبرات وإكسابهم مهارات أخرى جديدة تتعلق بالتحليل البيئي والرحلات المعرفية؛ بما يساعد المعلمين والمدراء من أجل التغيير في واقع التعليم في فلسطين ونقله من التعليم التلقيني إلى التعليم المعرفي المتمركز ولإنجاح العملية التعليمية برمتها.

وأشار إلى أن البرنامج طبق في 13 مدرسة ويضم 13 مديرا و81 معلما، ويهدف لخلق معلم واثق بنفسه وقادر على مجابهة التحديات والتطور العلمي والتقني الموجود في العالم، ويركز على العمل الجماعي داخل المدرسة بالتشارك مع المجتمع المحلي للنهوض بواقع المدارس في مديريات التربية والتعليم.

وأعرب صوالحة عن أمله بتوسيع البرنامج في الفترة المقبلة ليشمل كافة المدارس لإنجاح الموضوع، مؤكدا "هناك تغيير واضح في التفكير والنهج وإعطاء الحصص في داخل المدارس؛ حيث اكتسب المعلم والمدير القدرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة وتمويل الأفكار داخل المدارس بالتعاون مع المجتمع".

وأشار إلى أن مدراء المدارس المشاركين بالبرنامج أعدوا 13 مبادرة، والمعلمين 81 مبادرة، وأن هناك فريقا متخصصا بمتابعة تلك المبادرات، التي تتمحور حول التعليم الجماعي والتعاوني الرائدة في التربية والتعليم.

من جهته، قال مدير عام برنامج تطوير القيادات والمعلمين في "امديست" سعيد عساف، إن البرنامج انطلق منذ عام 2012 ويعمل في 300 مدرسة في جميع محافظات الضفة الغربية.

وأوضح أن البرنامج يقوم على التطوير الشمولي لجميع أركان المدرسة، من المعلمين والإدارة المدرسية، حيث يتم تدريب المعلمين على مدار عام كامل على طرق حديثة واستخدام التكنولوجيا ويتم تزويدهم بجهاز حاسوب نقال (لابتوب) مع جهاز عرض داخل الصف وربط المدرسة بشبكة انترنت لاسلكية بالإضافة لأساليب وطرق التدريس الأخرى.

وأضاف "تدريب المعلمين والمدراء على التعاون مع المجتمع لبناء خطة تطوير مدرسية"، موضحا أن" البرنامج سيستهدف العام المقبل150 مدرسة بالإضافة لـ300 مدرسة الحالية، حتى يستكمل جميع مدارس الوطن".

وأشار عساف إلى التغيير الذي لحق بالمدارس المشاركة بالبرنامج من تطوير البنية التحية للمدارس وتزويدها بالوسائل الحديثة والانترنت، ولوجود تجارب جديرة في التوثيق والتعميم في تلك المدارس.

من جهته، قال محافظ نابلس اللواء أكرم رجوب، لـ"وفا" خلال مشاركته بالمؤتمر، "أي برنامج له علاقة بالتربية والتعليم مهم وحيوي ويجب أن تهتم الوزارة وجميع المسؤولين بأن يكونوا حاضرين بمثل هكذا ندوات ودورات؛ لتعزيز الثقافة الوطنية والحصول على المعرفة والعلم؛ لأن مجتمعنا بحاجة"، مؤكدا أن "على المجتمع أن يركز جهوده لتعزيز منظومة القيم داخل مؤسساتنا التعليمية".

وأكد الرجوب أن "فلسطين تقاوم الاحتلال وتسعى من أجل البناء، وقد لا نقدم المطلوب وبالمستوى الذي يجب أن نكون عليه ولكننا مصرون أن نتقدم الصفوف، ولدينا الكثير من الإمكانيات والقدرات في التربية والتعليم العقلية والفكرية التي تنظم لخطط البناء، من أجل ترسيخ منظومة تربية وتعليم فاعلة".

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024