الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

بو علام بسايح... عَلمٌ عربي- عيسى عبد الحفيظ

عندما وقف الرئيس الراحل ياسر عرفات على منصة الخطاب في المجلس الوطن الفلسطيني عام 1988 الذي عقد في قصر الصنوبر المشيد في منطقة «سيدي فرج» غرب العاصمة الجزائرية وألقى على مسامع العالم أجمع وثيقة الاستقلال التي صاغها الشاعر الكبير محمود درويش، الوثيقة التي تعتبر تحفة أدبية بالاضافة الى مضامينها السياسية العميقة، اهتزت قاعة قصر الصنوبر بالتصفيق والهتافات والأهازيج 

ما ان ترك الرئيس الشهيد ياسر عرفات المنصة ونزل الى مصافحة من كانوا في الصف الأول حتى اعتلى السيد بو علام بسايح المنصة وزير الخارجية الجزائرية آنذاك ما جعل القاعة تلتزم الصمت المطبق انتظارا لما سيقوله. 
وقف  وبكلمات قصيرة لكنها معبرة أعلن الاعتراف الرسمي الجزائري بدولة فلسطين التي لم يكن اعلان قيامها المعنوي والسياسي قد مرت عليه دقيقة واحدة.

أصر على الذهاب مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الى جنيف عندما منعت الادارة الاميركية الرئيس عرفات من التوجه الي الامم المتحدة في نيويورك فتم نقل الدورة  الى جنيف التي وصلها الرئيس عرفات من الجزائر وعلى متن طائرة جزائرية لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الاعتراف الاميركي بمنظمة التحرير الفلسطينية. 
الراحل بو علام بسايح الذي شيعت جنازته يوم الجمعة الماضية في مقبرة الشهداء بالعاصمة الجزائرية عن عمر ناهز الثمانية والثمانين عاما، لعب دورا رئيسيا في الحياة السياسية الجزائرية المعاصرة 
من مواليد ولاية البيض الصحراوية جنوب غرب الجزائر عام 1930. حاصل على شهادة الدكتوراة في الآداب والعلوم السياسية التحق بالثورة الجزائرية عام 1959 وارتقى فيها الى مواقع متقدمة، وما أن حصلت الجزائر على استقلالها عام 1962 حتى تم تعيينه سفيرا في القاهرة، ابو ظبي، الكويت، سويسرا، الفاتيكان ثم امينا عاما لوزارة الخارجية، 1971-1979 ثم وزيرا للاعلام والثقافية 19800-1982 ثم وزيرا للاعلام 1982-1984، ثم وزيرا للثقافة والسياحة 1986-1989 وفي ذلك العام التئمت دورة المجلس الوطني الفلسطيني التاسعة عشر التي سميت دورة الاستقلال، 

كان الفقيد بو علام بسايح وزيرا للشؤون الخارجية عندما وقف على المنصة بعد الخطاب التاريخي للشهيد ياسر عرفات ليعلن اعتراف الجزائر رسميا بدولة فلسطين. 

أديب ومؤلف عدة كتب تاريخية وأدبية منها على سبيل المثال لا الحصر: الراية المحرمة 1976 من الامير عبد القادر الى شاميل بطل الشيشان والقوقاز 1997 من لويس فيليب الى نابليون الثالث 2002  عضو اللجنة الثلاثية التي توصلت الى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان. 
تم تعيينه عضوا في مجلس الأمة عام 1997، ثم تم تكليفه برئاسة المجلس الدستوري الأعلى وهو أعلى هيئة قضائية في البلاد. كتب الصديق صالح الملقب بالسردوك (الديك) مقاله الأول بعد غياب طويل عندما اندلعت احداث العنف المؤسفة في التسعينيات قائلا انه التقى السيد بو علام البسايح الذي سأله لماذا توقف عن كتابة عموده اليومي في جريدة الشعب، فرد الصحفي قائلا أنهم في جبال الاوراس يقولون مثلا مفاده أنه عندما يقع البارود بين الرجال فان النساء اما ان تندب أو ان تزغرد، وهو أي الكاتب لا يريد الندب ولا الزغردة لأن الجميع خاسر، فما كان من الراحل بو علام بسايح الا ان قال له: ألا يجدر بهذا القول أن يكون عنوانا لمقالك القادم؟ وهكذا كان.

فقدت الجزائر والقضية العربية وفلسطين بغيابه علما في السياسة والأدب والفكر. وأحد المعجبين جدا بالأداء الفلسطيني، جم التواضع، ثائر حقيقي، مثقف من الطراز الأول، ومناضل حمل على كاهله قضية شعبه، وساهم في حمل مشاكل الآخرين. 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024