الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

العمل مش عيب... حنان باكير

الشغل مش عيب. ومثلها أقوال ومأثورات كثيرة في ثقافتنا تمجد العمل. وأي عمل افضل الف مرة من الحاجة الى الناس، ومد اليد اليهم. كنت أسمع من أبي يقول "اليد العليا خير من اليد السفلى". لكن في الواقع العملي، لم نملك أنشطة للأولاد، تنمي عندهم تلك الفضيلة، واحترام جميع المهن، وبقيت عقدة نوعية العمل تسيطر على عقولنا.. في مرحلة معينة، كان الرجل المحترم هو الطبيب او المهندس والى حد ما المعلم. وليس من قبيل جلد الذات، حين نلحظ ظواهر في المجتمع الغربي، نمدحها ونرجو تطبيقها في مجتمعاتنا، ليس بدافع عقدة ان "كل فرنجي برنجي"، ولكن للإفادة من ثقافة دول، نعترف انها سبقتنا بأشواط كبيرة في الميادين كافة. في النرويج، تخصص المدارس يوما في السنة لكل طالب من عمر عشر سنوات، للعمل يوما كاملا اي مدة ثماني ساعات. يأتي هذا اليوم، بعد حملة توعية بأطفال من دول فقيرة، او تعاني من حروب، وذلك من خلال الافلام الوثائقية. وأن أجرة ذلك اليوم سوف تذهب الى هؤلاء الاطفال، كمساهمة منهم لتخفيف آلامهم. يأتي كل طفل الى رب اي عمل، دكان او مطعم او ربما يقوم بتنظيف حديقة لاحدى الأسر، يحمل الطفل استمارة حول العمل الذي قام به والمبلغ الذي تقاضاه، فيقوم رب العمل بتعبئتها، ودفع الاجرة. ما أثار هذا الموضوع، هو استضافة النرويج ككل سنة، لفرق كرة القدم من اكثر من 44 دولة. حفيدان لي قررا العمل! قالت لهما ابنتي: ستقومان بجمع القمامة من الارض! اجاب احدهما بلغة عربية سليمة وان بلكنة تميل للنرويجية: يعني بدنا نشتغل مع الزبالة؟ وكانت محاضرة من ابنتي للحفيدين عن العمل. فاقتنعا. في اول يوم عمل، جمعا القمامة. وفي اليوم الثاني عملا في نقل الاوراق، بين الفرق الرياضية المتناثرة على مساحة الارض الشاسعة، على دراجتيهما. تذكرت "كارين"، تلك المرأة التي اعتادت تنظيف درج البناية اسبوعيا، حيث كنت اسكن. تعارفنا واعتادت شرب فنجان قهوة عربية عندي، وتذوقت مأكولاتنا العربية. كانت المرأة تبدو مثقفة، ومتابعة للمسرح. لكننا لم نتطرق الى الامور الشخصية جدا. أخبرتني فقط ان ابنتها تسكن في الطابق الثاني من البناية.. مرت قرابة السنتين. كنت على بوابة البناية، حين ظهرت صبية تجر طفلا في عربة ومعها طفلة اخرى، فتحت لها الباب وانتظرت، الى حين مغادرتها البناية. شكرتني قائلة "أنت لطيفة وصاحبة ذوق، تماما كما اخبرتني امي عنك!" سألت باستغراب، أأنا اعرف أمك؟ قالت: نعم انها كارين التي تنظف الدرج هنا! تحول استغرابي وعجبي نحو الابنة التي لم تخف ولم تخجل من عمل أمها..وهذا ما لا يحصل في بلادنا، وان اضطرت الأم للتضحية، والعمل في البيوت، لتأمين احتياجات أسرتها، فإن الابناء حتما سيخجلهم التصريح بعمل امهاتهم. صديقة نرويجية، ربما كنت أحسدها على مركزها "المحترم"، في مؤسسة المعونات الاجتماعية. لاحقا اخبرتني بأنها تقوم بتنظيف بيت كبير كل اسبوع لزيادة دخلها الشهري! قبل فترة قصيرة، شاهدت عبر احدى صفحات الفيسبوك، صورة سلفي لفتاة جميلة، وظهر خلفها والدها عامل النظافة، مع عدة عمله العربة والمكنسة.. وقالت انها فخورة بأبيها وعمله! أبديت لها اعجابي بكلمات تشجيع وتقدير.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024