الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

امنعوهم أن يقتلوه....

 بقلم عيسى قراقع

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين

 امنعوهم ان يقتلوا الاسير بلال كايد الذي شارف على اليوم السبعين من اضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الاداري، وقد وصل الى حافة الموت في ظل استهتار متعمد من قبل حكومة اسرائيل بمطلبه الشرعي العادل.

امنعوهم ان يقتلوه قهرا وظلما، وهو الذي يواجه بأمعائه الخاوية سياسة تعسفية وعنصرية تتمثل بالاعتقال الاداري، الذي تحول الى اداة تعذيب وموت وعقوبة نفسية على الاسير وعائلته، وقد اصبح الاعتقال الاداري يشبه قبرا مفتوحا على المدى، ضم الآلاف من الاسرى دون وجه حق قانوني وإنساني وأخلاقي.

تحول جسد بلال كايد في غرفة العناية المكثفة في مستشفى برزلاي الاسرائيلي الى هيكل عظمي، فقد النطق والسمع والرؤية، وما زال قلبه الضعيف ينبض بالارادة والتحدي، يدق ويدق ويضخ الرسائل الى كل ارجاء الكون، لعل هناك من يسمع او يقرأ او يتحرك لإنقاذه مما يحدق به من مخاطر شديدة.

امنعوهم ان يقتلوا بلال كايد، فقد حرم من حريته بعد 14.5 عام في السجن، كانت امه تنتظره امام البيت ولم يعد، وما زالت واقفة على مدخل قرية عصيرة الشمالية، ترقب القادمين والعائدين، لا تريد ان ترى ابنها محمولا في تابوت، تريد ان تراه حيا يركض الى حضنها كما تركض الشمس في احضان الهواء والسماء دفئا وحبا.

امنعوهم ان يقتلوا بلال كايد، ها هم يتربصون به، القضاء العسكري، الحكومة الاسرائيلية، اجهزة الامن، الاطباء، السجانون، يتحالف الفاشيون والعنصريون والمتطرفون لقصف روحه، وتغطية الجريمة بتشريعات قمعية وبكراهية وعداء تتصاعد بشكل محموم في المجتمع الاسرائيلي.

لم يحضروه الى محكمة، لا امر قضائي، لا لائحة اتهام، زجوه في زنزانة عزل صغيرة، جففوا جسده وشرايينه، لا يريدون ان يسمعوا احدا، لا يرون شيئا من حولهم، خائفون خائفون من اسير يتحدى دولة اسبارطية تدعس ببساطيرها المدببة على كل قيم العدالة والثقافة الانسانية.

امنعوهم ان يقتلوا بلال الكايد، انتصروا لإرادة الحق في روحه العنيدة، فالدفاع عن حياته ومطالبه هو الدفاع عن قضية الحرية لكل الاسرى، وقد اصبحوا مستهدفين سياسيا وقانونيا وإنسانيا.

امنعوهم ان يغتالوه في العتمة، في هذا الصمت المريب، ووسط انعدام الارادة الدولية الكفيلة بإلزام اسرائيل باحترام حقوق الاسرى ومكانتهم الوطنية والقانونية.

امنعوهم ان يكبلوه ويغلقوا فمه ويطعموه قسريا، ففي اعماقه صوت عال، وفي دمه سخونة ملتهبة، وفي قلبه حياة تتسع لنا جميعا الآن وغدا.

امنعوهم ان ينتصروا على بلال كايد في ملحمته الجماعية، وقد حركت من حولنا الهواء والتردد والدهشة، فالفرد يصنع التاريخ، والتاريخ لم يكتب الا بالمعاناة والدم والبطولات.

امنعوهم ان يقتلوا بلال الكايد، ولا تصلوا متأخرين اليه، فقد وصل قبلكم الى الذروة، ورفع جسده مقاما وعلما واطل برأسه العالي على القدس، قفز عن السور والاسلاك، وفتح البوابات السبع لانتفاضة الحرية.

صبرا صبرا يا بلال

عندما يكون العسل في قلبك

يأتيك النحل من فلسطين 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024