الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

نساء في مواجهة الاستيطان

علا موقدي

تنتظر الحاجة حمدة عودة "ام الصادق" في الثمانينات من عمرها، بجسدها النحيل، من قرية الزاوية في سلفيت، تصريحا يسمح لها بدخول أرضها الواقعة خلف الجدار، والتي تقدر بحوالي 40 دونما.

"أذهب على مدينة القدس بلا تصريح أما إلى ارضي لا استطيع الدخول الا بتصريح، واذا كانت مدته منتهية الصلاحية لا يسمحون لي بالدخول، فاضطر للذهاب لتجديده، فالأرض بحاجة الى أناس يعتنون بها، كلما شعرت بأن صحتي جيدة أذهب الى أرضي انظفها واعمل على تعشيبها وتنظيفها من الحجارة والأوساخ، وأحاول إصلاح ما تخربه الخنازير البرية"، قالت عودة.

في عام 2004 ابتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 8000 دونم من أراضي بلدة الزاوية قضاء سلفيت، في حين تقدر المساحة التي تقام عليها البلدة 1200 دونم.

ومنذ ذلك الوقت منع أصحاب الأراضي من الوصول إلى اراضيهم الواقعة خلف الجدار إلا بتصاريح خاصة تصدر عن القائد العسكري، يدخلون من خلالها عبر بوابة حديدية ضخمة على امتداد الجدار الفاصل، مراقبة بالكاميرات ويحرسها عدد من جنود الاحتلال، يحددون للمزارعين أوقاتا معينة يقضونها في الأرض.

وقالت المسنة عودة: رجعنا نزرع الزيتون من جديد بعد أن كان عمر الزيتون اكثر من 50 سنة، ونجني 100 تنكة زيت في الموسم، فالاحتلال حرق الأشجار المثمرة، وزور الاوراق، وادعى أنه اشترى الأرض من مالكيها، على الرغم من أن المحاكم أصدر قرارات عكس ذلك.

ويتعمد الجنود في الكثير من الأحيان تأخير فتح البوابة للمزارعين أثناء العودة إلى منازلهم، وأحيانا اخرى يمنعونهم من استكمال العمل في الأرض ويجبرونهم على تركها وترك محصولها وسرقته.

وتروي الحاجة ام الصادق لـ"وفا": في أحد الايام ذهبت انا وحفيدي الى الأرض لتعزيلها والعناية بها قبل موسم الزيتون، جاء الجنود وحاولوا ايقافي عن ذلك، تمسكت بعرق الزيتونة جيدا وقلت لهم هذه ارضي، هذه ارضي، تعبت وشقيت فيها، فتجمع عليّ الجنود وطردوني منها بالقوة.

في 20 كانون الاول من عام 2007 وزع الاحتلال خارطة تبرر عملية مصادرة الأراضي بهدف اقامة طريق زراعية تدعي سلطات الاحتلال ان الهدف منها هو تسهيل حركة تنقل المزارعين الى اراضيهم الزراعية الواقعة في خربة سريسيا الواقعة الى الشمال الغربي من قرية الزاوية والمحاذية لجدار الفصل العنصري، واعتبرتها منطقة عسكرية مغلقة يمنع المواطنون من دخولها بسبب قربها من مستوطنة "القنا" وشارع رقم 5 المسمى بـ"عابر السامرة"، أي أن هدف الاحتلال من شق الشارع الاستيطاني يعود لأسباب أمنية فقط ولا مبرر لشقه.

الحاجة جزيلة عيد شقير "ام يوسف" سبعينية العمر، تجهز نفسها يوميا الساعة السادسة صباحا، تحمل القليل من الماء ورغيف الخبز البلدي، وتركب دابتها وتتجه نحو البوابة، تبحث عن الزعتر والعكوب والتين والصبر، وتحاول التخفي بعض الشيء حتى لا تلتقيها سلطات الطبيعة وتقوم بمصادرة ما جنته بذريعة أن المنطقة هي محمية طبيعية ويمنع المساس بها.

وتوضح الحاجة جزيلة: "أصل الى ارضي خلف الجدار بكل عذاب وحمة بال، اشتاق للأرض كثيرا، فهي تذكرني بأيام جميلة أيام تربية أطفالي تحت جذع الزيتون، انظف تحت الزيتون لأثبت أن هذه الأرض لي وانني ما زلت أعتني بها.

اثناء العودة تنتظر ما يقارب الخمس ساعات أحيانا حتى يأتي أحد جنود الاحتلال ويفتح لها البوابة، وفي بعض الأحيان تبقى حتى آذان العشاء لتعود إلى منزلها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024