الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

الأختان مسلماني: سلاح من ورق

واكبت الحلقة (52) في سلسلة "أصوات من طوباس" لوزارة الإعلام بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، حكاية الأختين نوال ورغد مسلماني، اللتين تتفاخران بملاصقة عالم الكتب منذ سن الخامسة، وبحصولهما على المركزين الأول والثالث في تحدي القراءة بمحافظتهن، وبانتزاع نوال المكان الثالث في التحدي نفسه على مستوى فلسطين.

يطوّق الفرح وجه نوال المولودة في 20 أيلول 2001، والعائدة لتوها من دبي، فتسرد وهي تتصفح كتابًا جديدًا: من لا يُطالع ولا يتخذ القراءة عادة يومية عليه أن يُحاسب نفسه، فالكتاب كالنافذة، والعقل يشبه المكتبة، فكلما كان متنورًا وغنيًا بالكتب والمعرفة ساعد صاحبه، وإذا  توقفنا عن "شرب" المعرفة جفت عقولنا وأظلمت قلوبنا.

عوالم نوال

بدأت مسلماني في رحلة القراءة في سن الخامسة، وكانت تبحث عن الكتب الخيالية لسلسة مكتبات لبنان، واختارت خوض غمار تحدي القراءة لتضيف إلى رصيدها السابق، فقد عاشت مع 800 كتاب خلال عشر سنوات، وتنقلت بين الروايات، وحكايات فلسطين، والجغرافيا، والتنمية البشرية، وتتبعت روائع غسان كنفاني، ومحمود درويش، وإبراهيم الفقي (خبير التنمية البشرية)، والروائية ابتسام أبو ميّالة.

وقررت خوض مسابقة "تحدي القراءة"، أكبر مشروع لتشجيع القراءة لدى الطلبة في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، والذي أطلقه رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.

تروي: قرأت في عام واحد مئة وكتابين، ولم أنقطع عن النصوص وعالمي الجميل إلا بين الصفين الخامس والسابع لضغط الدراسة، وأجد نفسي بين الحروف، فهي مختلفة عن العالم الافتراضي، ويكفي أن نلمس الورق ونشم رائحة الحبر، ونسمع صوت تقليب الصفحات، ونشاهد الجهد الكبير للمؤلف، ويكفينا الثقة بأن كل ما نقرأه ليس شائعات أو مجرد أحلام وتدوينات وخواطر يكتبها من يشاء.

وبحسب مسلماني، فإن المعرفة قوة، فهي تضيف لصاحبها ثقافة رفيعة، وتؤهله للمشاركة في الحوارات والمناقشات والمجالس المختلفة، ويصبح ثريًا بمفردات وعبارات ونظريات عديدة، وهذا كله يسهل عليه التعامل مع المشاكل التي تواجهه، وتجعله لا يشعر بالملل أو بالفراغ.

عقوبات إيجابية

تضيفي: إذا فشلنا في تحفيز الناس بمختلف فئاتهم على القراءة، فعلينا أن نبدع في أفكار جديدة، ويمكننا طرح عقوبات على غير القراء، إن فشلت جهود الترغيب. القراءة ليست شأناً خاصًا، وهي كالقضايا العامة، ومثل الهواء الذي نتنفسه.

مثلت مسلماني محافظتها ووطنها في تحدي القراءة، وحصلت على المركز الثالث، وتعرفت إلى أطفال وفتيات بعمرها من 21 دولة عربية، ونسجت علاقات مع جزائريات وأردنيات ومغربيات، وناقشن معًا شؤون القراءة، وتبادلن مصطلحات ومفاهيم، وتناقشن بقراءات جديدة.

تُشبه نوال القراءة الدائمة بالسلاح، فهي التي تُسّهل الحياة بالاختراعات والعلوم والمعارف، ويغير الواقع الذي نعيشه. وتستذكر الصراع الذي دار على الفضاء بين القوتين العظميين (الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي)، وهي منافسة ما كانت لتتم دون معرفة وعلوم وقراءة وكتب ووعي، وللأسف فإن النوابغ العربية إما أن تلجأ للعيش في الدول الأجنبية، أو لا تجد التشجيع الكافي في أوطانها.

تحمل مسلماني لقب "أم خالد" تيمنُا بجدتها التي تحوز على اسمها، وكتبت خواطرها وقصصها، وتنتظر المزيد من القراءة للتعمق في إنتاج نصوص جديدة. وتؤكد أنها ولدت في أوج انتفاضة الأقصى، لكن الظروف القاسية يجب أن لا تمنعنا عن القراءة والمعرفة، وتستذكر حرص الاحتلال على إقفال نوافذ المعرفة من مدارس وجامعات، كما حدث في انتفاضة العام 1987.

دنيا رغد

في جهة مقابلة تقف رغد، الأخت والشريكة في المعرفة، تمسك هي الأخرى بإصدار جديد استعارته من مكتبة مدرستها في طوباس، وتنهمك عيونها في متابعة النصوص من وراء زجاج عدساتها.

تقول: ولدت في 4 كانون الأول 2002، وبدأت منذ الأول الأساسي في القراءة، وشجعني جو الأسرة وتحفيز والدي ومسابقاته العددية لمطالعة كتب جديدة، وحزت في تحدي القراءة على الترتيب الثالث في محافظة طوباس من بين 80 متنافساً.

قرأت رغد 90 كتابًا في وقت قصير، وفي رصيدها الأساسي قرابة 300 عنوان، وتأثرت كثيراً  بمطالعاتها عن فلسطين: الجغرافيا، والأمثال الشعبية، والعادات والتقاليد، والاحتلال. كما طالعت علوم الجغرافيا، وشعر فدوى طوقان، وسيرة ياقوت الحموي، وقصائد محمود درويش، وتأثرت بـ"تحت شجرة الزعرور" الذي تنسج كاتبته ماريتا كونلون– مكينا قصة ثلاثة أطفال ناجين من محنة المجاعة الكبرى في ايرلندا، وحاز على جائزة الاتحاد الدولي للقراءة، وجائزة مؤسسة  تشجيع القراءة في ايرلندا.

ذئاب وأبواب

تكمل: آخر ما قرأته رواية "آخر الأبواب الموصدة للروائية" للروائية ابتسام أبو ميالة، التي تنحاز للقدس، والأحداث الممتدة من بين الاحتلال البريطاني، والنكبة، والنكسة.

وتدور أحداثها  حول عائلة فلسطينية تسعى إلى الحفاظ على بيتها داخل أسوار القدس خوفاً من استيلاء المحتلين عليه. أما أول ما قرأته فكان وأنا في الخامسة، حين بدأت بتفكيك حروف قصة "ليلي والذئب" التي أهداني إياها والدي، وقرأت طرائف وعجاب، ولفتني كتاب يتتبع حياة البطريق.

تقول رغد: أنا أقرأ يعني أنا إنسان، ومن غير القراءة سنبقى دون معرفة، وأتمنى أن نُجبر أكثر على القراءة في المدرسة، من خلال قوانين تفرض المطالعة الخارجية أيضًا، وليس كتب المنهاج، لأنه في عالم الكتب صدق ومتعة، وأحسد نفسي أن والدي يشجعنا كثيرًا على القراءة، ويبعدنا عن عالم التكنولوجيا بهواتفها الذكية وحواسيبها اللوحية؛ فهي رغم أهميتها تُضيّع الوقت بسوء استخدامها.

وتصف رغد التي تسر بلقبها "أم أيمن" نسبة لخالتها، الكتاب بـ"الصديق الوفي"، و"المعلم الأمين"، ورغم أنه نحركه بأيدينا ويكتبه أناس مثلنا، لا يمكن أن يخون صاحبه.

فيما يورد الأب الأربعيني سائد مسلماني: درست علوم الحاسوب، ولا أشجع أحدًا لدراسته، وسأقنع بناتي وابني بعدم دراسة هذا العلم، فله الكثير من العيوب، وأهم شيء يجعلنا رهائن للكسل والشاشات، ويبعدنا عن القراءة، ويقدم لنا ثقافة سهلة وسريعة وغير موثوقة، ولا تكون جيلاً قارئًا، وتسرق الوقت من صاحبه، وندفع ثمن ما يسرقه من بإرادتنا.

يوالي: لا نتابع في البيت صرعات الهواتف الذكية، ونتمسك بأجهزة قديمة، ولا نشترك في خدمة الإنترنت، ونحرص على تنظيم مسابقات في ليالي الشتاء خاصة، تشجع الأبناء والأقارب على القراءة، وتجعلهم يتنافسون فيما بينهم للوصول إلى معلومات جديدة.

ووفق الأب، فإن بناء المعرفة وغرسها في الأبناء أهم من ملاحقة التكنولوجيا، المسألة التي لا تنتهي، ونسخرها  للأسف في غير مكانها، وخاصة حرق الوقت والابتعاد عن دنيا الكتب.

يستعد الأب الأربعيني، والأم نسرين الموظفة في وزارة الحكم المحلي، لنقل راية المعرفة إلى الأبناء: ديمة (11 سنة)، ومحمد ( 8 سنوات) ونسرين (سنتان)

قصص إنسانية

بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف، إلى أن "أصوات من طوباس" تتبع القصص الإنسانية في المحافظة، لما تستحوذ عليه من تأثير وما تملكه من حكايات تسكن القلوب بإبرازها الشأن المحلي.

وقال: تتبعت السلسلة أكثر من خمسين قصة عالجت جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والرياضية والصحية والتربوية والثقافية، ولاحقت عدوان الاحتلال في الأغوار، ووثقت حكايات استثنائية لنساء ورجال من محافظة تمتد على أكثر من 400 كيلومتر مربع.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024