الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

من خلف القضبان: "ماما بدي شيبس"

رشا حرزالله

"في المحكمة الماضية سألته رغما عن الجنود الذين حاولوا مرارا إسكاتي ماذا أحضر لك، أجابني: "أريد كيس شيبس، وعلبة شكولاتة، وأشتهي السندويشات التي كنت تصنعينها لي كل صباح، لآخذها معي إلى المدرسة، أريد واحدة أيضا".

"داخل ما يشبه القفص الصغير في المحكمة، أحاط الجنود بالطفل شادي فراح من مختلف الجهات، غير أنه راح بين الفينة والأخرى يسترق النظر إلي، ويومئ بنظرات تسأل "رح أروّح معكم اليوم"؟ ارتبط لساني، لم أعرف ماذا علي أن أجيبه، فطفلي الصغير لم يدرك بعد معنى أنه سيمضي في السجن عامين". هكذا بدا في المحكمة كما تصفه أمه فريهان.

لبت الأم طلب طفلها الذي لا يتجاوز الثالثة عشرة من العمر، وهو يعد الآن أصغر الأسرى داخل سجون الاحتلال، واشترت له ما طلب، إلا أن الجنود حالوا دون وصول الأشياء البسيطة لابنها، ومع انتهاء المحكمة خرجت تلوح أمام عدسات الصحفيين بأكياس الشيبس، وعلبة الشوكولاتة، التي أحضرتها له بحنقة وألم.

"صمتت المحكمة دهرا ونطقت كفرا"، فبالأمس القريب حكم الاحتلال على الطفل شادي بالسجن عامين، وثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنود الاحتلال في القدس المحتلة، أثناء عودته من مدرسته، وتقول الأم إنه طيلة فترة محاكمته كان يلوذ بالصمت والدهشة، وكلما تلاقت عيناي بعينيه ابتسم لي وراح يكرر سؤاله "رح أروح معكم اليوم؟".

لا يدرك شادي المولود في بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة بعد، معنى أن تكون أسيرا، وحبيس جدران السجن الأربعة، تقول والدته "إنه خلال محاكمته كان يطالع وجوه القضاة، ويراقب تحركاتهم، وتهامسهم حول لائحة الاتهام الموجهة ضده، وصدور الحكم بحقه، وكلما ازداد خوفه، التفت نحوها باحثا عن الأمان، ويخبرها أن "هذه الجلسة ليست الأخيرة، سأذهب معك إلى المنزل في الجلسة المقبلة".

يدعي الاحتلال أن الطفل الهادئ المبتسم في معظم صوره التي نشرت على المواقع الاخبارية حتى تلك التي التقطت له خلال محاكمته يشكل خطرا على أمنها، لذا يجب الزج به في السجن، حتى أن الادعاء رأى أن الحكم مجحف- حسبما قالت الأم، مطالبا بصدور حكم أطول بحقه بدعوى أن هذا "جيل خطير" يجب أن يعاقب!.

أكمل شادي المعتقل منذ 29/12/2015 دراسة الصف السابع في السجن، وحصل على معدل 97%، بعد أن فارق مدرسته وصديقه الحميم محمد البشيتي، الذي يذكره دائما برسائله من خلال والدته، كما أنه عضو في مجموعة سفراء فلسطين للدبكة والفنون الشعبية، ويهوى ممارسة الجمباز.

أرسل شادي برسائل طواها على شكل سفينة، وبكلمات مليئة بالحب ومشاعر طفل مشتاق لحضن أمه وحنانها إلى رسائل أخرى مغايرة يحكي فيها لها عن تعبه، وما مر به خلال السجن والتحقيق، كتب شادي: "يا يما بدي اياكي متل شجرة النخيل، ما تهزها الريح ولا العواصف".

وختم شادي رسائله جميعها بـ"أحبك أمي".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024