في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

من مسافة صفر.. استشهد محمد وأُعدم الحلم

 الحارث الحصني

 الرصاصات الست التي أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي على محمد الصالحي في مخيم الفارعة جنوب طوباس لم تعدم جسده فحسب، بل أعدمت فرحة أمه بيوم زفافه.

يوم أمس كان اليوم الأخير الذي تنتظر فيه أم الشهيد محمد الصالحي (32 عاما)، تحقيق الحلم بيوم عرس محمد، بعد فترة طويلة من جمع تكاليفه. أما اليوم فقد استشهد محمد، وحيدها من الذكور، ولم يعد هناك فرح.

وفق أقوال الكثيرين في المخيم، فإن الشهيد محمد من عائلة متوسطة الحال، قضى في سجون الاحتلال ثلاث سنوات وأفرج عنه في العام 2007، توفي والده قبل عدة شهور، ويسكن مع والدته التي تعاني من المرض، وله شقيقة وحيدة متزوجة في مخيم عسكر في نابلس. ومحمد كان المعيل الوحيد لوالدته.

يعود أصل الشهيد إلى منطقة اللد التي لجأت عائلته منها إلى مخيم الفارعة الواقع إلى الجنوب من مدينة طوباس، بعدما طردهم الاحتلال الإسرائيلي منها بعد نكبة عام 1948.

قوات الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية مخيم الفارعة وأعدمت الشهيد الصالحي، واعتقلت أربعة آخرين.

وروت والدة الشهيد فوزية محمود خميس الصالحي، (67 عاما)، لباحث المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنه في حوالي الساعة 2:00 فجر اليوم اقتحمت قوات الاحتلال، معززة بعدة آليات عسكرية، مخيم الفارعة، وحاصر أفرادها منزل العائلة، الواقع بالقرب من مدرسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأساسية للبنات، والنادي الرياضي في المخيم.

وقالت: قفز عدد من جنود الاحتلال عن السور الخارجي للمنزل المكون من طبقة واحدة، فسمعت أنا ومحمد جلبة في الممر، وخرجنا من غرفة النوم. عندما شاهدت الجنود، وقفت حاجزاً بين ابني وبينهم، فطلب مني أحد الجنود الجلوس على كرسي بلاستيك كان موجوداً في المكان، وعندما رفضت أجلسني بالقوة. تكرر وقوفي حاجزاً بيني وبين ابني مرتين أخريتين، وفي المرة الثالثة دفعني الجندي بقوة، وأجلسني على الكرسي، ثم سحب مسدسا كاتما للصوت من على جانبه، وأطلق أعيرة نارية تجاهه مباشرة، ومن مسافة صفر، فاخترقت رقبته وصدره ويده والإبط والحوض والفخذ من الجهة اليسرى للجسم.

 

عُرف عن الشهيد البساطة والجد من أجل توفير قوت يومه، من خلال عمله بائعا متجولا (في الغالب بيع الذرة)، بين أزقة مخيم الفارعة وأمام مدارسه.

شهود عيان قالوا إن الجنود اقتحموا منزل الشهيد بطريقة همجية، فبدأ بالصراخ عليهم مستنكرا طريقة دخولهم إلى البيت، فاعتدوا عليه بالضرب، وأطلقوا عليه ست رصاصات من مسافة صفر، اخترقت جسده أمام عيني والدته المسكينة.

الكثير من المواطنين في مختلف محافظات الوطن، وتحديدا الأطفال والشبان منهم قتلوا على الحواجز أو الطرقات المؤدية للمستوطنات أو في بيوتهم من مسافة صفر، والحجج دائما "محاولة طعن"، وبرر قاتلو ومقتحمو بيت محمد الصالحي بأنه حاول تنفيذ عملية طعن.

لم يبع محمد اليوم، ولن يبيع في الفصول الدراسية المقبلة، ولن يتزوج، ولن تفرح والدته به.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024