ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان    منظمات "الهيكل" تواصل حشد المستعمرين لاقتحام الأقصى وترصد مكافآت مالية لمن يذبح "القرابين" داخله    "الأشغال العامة" تباشر بإزالة آثار عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس    انتشال عشرات الجثامين من مقبرة جماعية بخان يونس    شهيدان برصاص الاحتلال شمال شرق الخليل    الإضراب الشامل يعم محافظات الوطن تنديدا بمجزرة مخيم نور شمس    "فتح": غدا الأحد إضراب شامل حدادا على شهداء طولكرم وغزة    الصحة: 14شهيدا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مخيم نور شمس    عزام الأحمد يتصل ببهية وأحمد الحريري معزياً    تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة    الرئيس : "الفيتو" الأميركي مخيب للآمال وغير مسؤول    عريضة مجرية: أوقفوا شحنات الأسلحة إلى إسرائيل    الرئيس يصدر مرسوما رئاسيا بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات المركزية برئاسة رامي حمد الله    يواصل حصاره لليوم الثاني: الاحتلال يصيب 11 مواطنا ويعتقل آخرين ويفجر 3 منازل في مخيم نور شمس    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34049 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34049 منذ بدء العدوان

الآن

مديرة "التعاون": ندعم شعبنا حيثما تواجد ونقبل التمويل وفق أجندتنا الوطنية

نسعى للمحافظة على الهوية العربية في اراضي الـ48

رام الله 16-3-2017 - بلال غيث كسواني

قالت د. تفيدة الجرباوي- المدير العام لمؤسسة التعاون، في حوار خاص مع "وفا" في مكتبها بمدينة رام الله، إن المؤسسة تدعم أبناء شعبنا في الضفة والقطاع والداخل والقدس ومخيمات الشتات في لبنان.

وأوضحت أن دعم "التعاون" في القدس يشمل تطوير البنية التحية للمؤسسات التعليمية، تأهيل المنازل، وترميم المباني القديمة وتوثيقها، وتجهيز المستشفيات، وتوظيف الشباب وتمكين النوادي الشبابية، في الوقت الذي تسعى فيه المؤسسة لتثبيت الموروث الثقافي والمحافظة على الهوية العربية في اراضي 48 عبر دعم برامج ومشاريع ثقافية.

كما تحدثت الجرباوي عن أبرز البرامج التي تنفذها المؤسسة حالياً، وأهم البرامج والخطط المستقبلية التي تهدف الى تعزيز رسالة التعاون في تطوير قدرات الإنسان الفلسطيني والحفاظ على تراثه وهويته ودعم ثقافته الحية وفي بناء المجتمع المدني، "وذلك من خلال التحديد المنهجي لاحتياجات الشعب الفلسطيني وأولوياته والعمل على إيجاد الآليات السليمة للاستفادة القصوى من مصادر التمويل المتاحة".

وقالت إن التعاون "تتميز بأنها المؤسسة الوحيدة التي تنفذ مشاريع لدعم أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجده، وما يميز "التعاون" استقلاليتها في البرامج المنفذة والتي تتوافق مع الأولويات الفلسطينية، حيث يتم تحديد البرامج المنفذة عبر عملية بحث دقيقة تشمل مراجعة الخطة الوطنية التي تطلقها الحكومة، ومراجعة خطط المجتمع الأهلي ومشاريع القطاع الخاص، قبل تصميم البرامج بالإضافة الى الخطط العالمية في التنمية المستدامة والتنسيق مع الشركاء، وأخيرا لا بد لهذه المشاريع ان تتوافق مع رؤية ورسالة مؤسسة التعاون المبني على الابتكار وإطلاق الابداعات وصون كرامة الانسان الفلسطيني".

"التعاون" تنفذ مشاريع في القدس وأراضي 48

وقالت الجرباوي إن التعاون تعمل على "مشروع ريادي ومتميز وهو اعمار البلدة القديمة في القدس، وهو يتكون من 4 أجزاء رئيسية أولها ترميم المباني التاريخية والمباني الدينية في القدس وذلك وفق مواصفات منظمة "اليونسكو" العالمية، والجزء الثاني هو ترميم منازل المقدسيين، ويتم حالياً ترميم وتأهيل 30 منزلا في المدينة، ونهدف من خلاله الى مساعدة المقدسيين للثبات في بيوتهم، والجزء الثالث توثيق ما نقوم به من ترميم ونشر المعلومات.

ومن بين المشاريع المنفذة في القدس: ترميم المتحف الموجود في المسجد الأقصى المبارك، حيث جرى ترميم هذا المتحف الموجود في الجزء الغربي المستهدف من الاحتلال، فالترميم شمل أيضا مشروع الحفاظ على الأرشيفات الموجودة في هذا المتحف وبينها مصاحف قديمة جدا تعود لمئات السنين، وكذلك إعادة ترميم المخطوطات لتصبح متوافقة مع المواصفات العالمية لحفظ التراث.

وبينت الجرباوي أن العمل في مدينة القدس يتم وفق معايير مع "اليونسكو" وبالتنسيق معها لتوثيق المباني الموجودة في القدس بصفتها عربية وإسلامية ومسيحية، فالمباني التاريخية العريقة يجري ترميمها "بأحدث التقنيات بهدف حفظها وتثبيتها".

أما الجزء الرابع من مشروع الترميم في القدس بحسب الجرباوي، فهي تشمل استخدام هذه المباني وإعمارها، فعدد من المباني العثمانية القديمة والخانات جرى استخدامها كمدارس، وكذلك جرى ترميم أسواق داخلية بالقدس بينها سوق القطانين، فالترميم يصاحبه توثيق تاريخي واستخدام كفضاءات لتنفيذ أنشطة ثقافية وتعليمية مرافقة.

أما في مناطق 48، فتعمل مؤسسة التعاون، بحسب الجرباوي، في مجالات التعليم والصحة، وفي مجال الثقافة الذي يعتبر المجال الأهم للمؤسسة، ويهدف للتصدي لمحاولات طمس الهوية العربية "فنحن نستهدف هذا القطاع بشكل هام وبطرق مختلفة من خلال الفنون والتوعية، ودعم مشاريع ثقافية تعزز الهوية العربية وتحافظ على الموروث الثقافي الفلسطيني على الأرض وتحاور الحضارات العالمية لتبقى حية وديناميكية".

أما في مخيمات الشتات الفلسطيني في لبنان، فتعمل مؤسسة التعاون ليس فقط في دعم التعليم والصحة، بحسب الجرباوي، بل تتعداها لترميم المكتبات وتوسيعها وربطها بشبكة للتواصل من أجل خلق جو ثقافي يسهم في تطوير أبناء شعبنا في المخيمات في لبنان، وتعمل أيضا المؤسسة على إدخال التكنولوجيا عبر هذه المكتبات التي تعتبر فضاءات للتنمية المجتمعية والثقافية وليس مجرد مكتبات كلاسيكية.

"التعاون" تنفذ مشاريع ريادية فريدة في فلسطين وتسهم في بناء مؤسسات الدولة

أضافت الجرباوي أن كل البرامج التي يجري العمل عليها في مؤسسة التعاون تهدف لتمكين الإنسان الفلسطيني وتمكين المؤسسات للمساهمة في بناء قاعدة للدولة الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة.

وأوضحت أن برامج "التعاون" مصممة بطريقة "ريادية وتهدف لتحقيق التميز وهي برامج فريدة مقارنة بالمشاريع المنفذة في فلسطين، وبرامجنا تبدأ بتجارب إن نجحت يجري تعميم هذه البرامج فيما بعد، فمثلا في مجال التعليم أطلقنا مشروع المدرسة المتميزة – برنامج التطوير الشامل في مدارس القدس الذي يهدف الى تدريب المعلمين والطلبة وتجهيز المدارس بالمختبرات، وإدخال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وصنع الروبوتات، حيث اننا نشدد على زرع ثقافة الابتكار في الأطفال منذ الصغر".

ولفتت الجرباوي إلى أن "التعاون" تعمل على دعم التعليم المهني والريادية لطلاب المدارس، حيث يتم العمل مع الطلبة لتطوير مشاريعهم الريادية، "وليس فقط التفكير في العمل في وظائف لدى القطاع الحكومي او الخاص وانما يطلقون مشاريعهم الخاصة ليساهموا في الانتاج والتطور الاقتصادي، وبذلك نساعدهم على الابتكار وتطوير قدراتهم المهنية وخلق فرص عمل لهم".

كما أن "التعاون" تهتم بالتعليم أيضا عبر برامج مختلفة مثل برنامج زمالة الذي يدعم المدرسين في الجامعات لتطوير أبحاثهم والاطلاع على أحدث التقنيات العالمية، ومساعدة الباحثين في نشر الابحاث والمشاركة في صنع المعرفة، بهدف خلق الريادة والإبداع والابتكار وتطوير البحث العلمي وتسخيره لخدمة فلسطين في هذا المجال.

وأشارت الجرباوي إلى أنه جرى دعم مدرسة الأيتام بالقدس بالمرحلة الأولى ب5 مليون دولار،  وقد تم من خلالها تغيير البنية التحتية بالكامل وتحديث ورش تدريب الطلبة في التعليم المهني والتقني، ويجري إدخال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات وربطها بالسوق مع تدريب المعلمين والإدارة.

وبينت الجرباوي أن المؤسسة تعمل أيضا على مساعدة المزارعين على انشاء مشاريع زراعية تسهم في التخفيف من فقرهم خصوصا للمزارعين الصغار من النساء الريفيات اللواتي تميزن في هذه المشاريع وأسهمن في توفير حياة كريمة لهن.

المانحون يشاركون في التخطيط للمشاريع

وقالت الجرباوي إن مؤسسة التعاون تشارك المانحين وهم عرب وفلسطينيون في الغالب في اختيار المشاريع المنفذة لخدمة أبناء شعبنا، "وهي لا تقبل دعما من جميع الجهات المانحة بل تختار الجهات التي تتناسب مع سياسة المؤسسة ورؤيتها ومع الأجندة الوطنية لتمكين أبناء شعبنا".

وبينت أنه لدى المؤسسة شروط خاصة لقبول الهيئات والمنح ولدينا خطوط حمراء تتعلق بالأبعاد الوطنية، مثلا، ونتعاون مع شبكة المنظمات الاهلية أيضا لخدمة أبناء شعبنا.

ولفتت إلى أن مؤسسة التعاون تهتم بقياس أثر البرامج الكمي والنوعي، "فمؤسسة التعاون معروفة بالحاكمية الجديدة والشفافية والتدقيق الصارم، وتثمن العلاقة الدائمة مع الشركاء والمانحين، وهذا يسهم في استمرارية الدعم والحصول على تمويل أكبر كل عام رغم سوء الظروف المحيطة بفلسطين وفي المنطقة العربية".

وقالت إن المؤسسة تضم في الجمعية العمومية الخاصة بها حوالي 191 عضوا قادمين من الشتات الفلسطيني من مختلف دول العالم، إضافة إلى مجموعة من العرب أيضا. يساهم أعضاء الجمعية العمومية في التمويل ويساعدوننا في التشبيك مع المؤسسات الأخرى، وهم رجال ونساء اعمال معروفون وايضاُ مثقفون وكتاب مشهورون وذوو اختصاص مشهود لهم بحسن الاداء، ووجودهم في المؤسسة يعطي قيمة مضافة لعالميتها ولإقامة شراكات مميزة على مستوى العالم وهذا أيضا من الأمور التي تميز المؤسسة.

وأضافت الجرباوي أن الدعم المقدم من التعاون يكون للمؤسسات العاملة في فلسطين وفي مخيمات اللاجئين في لبنان. ولا يجري دعم الأفراد مباشرة بل يجري دعمهم من خلال المؤسسات الشريكة العاملة على الأرض.

ولفتت إلى أن المؤسسة تعمل بحيادية سياسية تامة ولا تدخل في الصراعات السياسية في جميع المناطق التي تعمل فيها، كما انها لا تتبنى أي اجندة سياسة من أي طرف وتمتثل للأنظمة والقوانين وهي تخدم كل الفلسطينيين أينما كانوا.

وقالت الجرباوي، إن المؤسسة استطاعت حشد تمويل بلغ 40 مليون دولار خلال العام الماضي 2016 وتم صرف حوالي 50 مليون دولار كما ان  للتعاون  وقفية خاصة يصرف ريعها لصالح مشاريع منفذة في القدس واراضي 48 ، وذلك من منطلق التزام المؤسسة الدائم  بدعم مدينة القدس واراضي 48.

برامج جديدة تستعد "التعاون" لإطلاقها

وتحدثت الجرباوي عن مجموعة من البرامج الريادية الجديدة التي تسعى لإطلاقها وهو برنامج الاستثمار المجتمعي في قطاع السياحة، وهو ممول من قبل أحد أعضاء الجمعية العمومية للتعاون، وهو برنامج يسهم في الترويج السياحي لفلسطين.

وأضافت أن المؤسسة تلقت دعما بمقدار 120 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية من الصندوق العربي والبنك الإسلامي، "وقد عملنا مع الصناديق العربية أيضا بمبلغ قرابة 88 مليون دولار منذ 2002 حتى الآن، فدعم هذه الصناديق مهم جدا، و تم دعم القدس بقرابة 100 مليون دولار في آخر خمس سنوات أنفقنا منها 50 مليون دولار لهذه اللحظة، ويجري حاليا توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليون دولار مع مؤسسات مقدسية لدعم مشاريع وبرامج تنموية كبيرة تشمل الاسكان والتعليم والصحة وتمكين الشباب الذين نعمل معهم على الأرض في كل المجالات.

ولفتت إلى أن المؤسسة تتعاون مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي (UNDP)، مشيرة إلى أن العمل مع هذه المؤسسة من خلال الشراكة في الموارد المالية والبشرية يمكن ان يسهم في تفعيل الخدمات، وما يقدم لشعبنا بشكل كبير، فالتعاون معهم سيكون له أثر كبير على أبناء شعبنا خصوصا فيما يتعلق ببرنامج إعمار البلدة القديمة في القدس، ولدعم توظيف الشباب في القدس وغيرها من البرامج التي تستهدف المناطق المصنفة "ج".

وقالت إن أولويات المؤسسة في المرحلة المقبلة هي الاستمرار في تمكين الإنسان الفلسطيني ودعم المؤسسات الفلسطينية بالتحديد في مجال التعليم والتمكين الاقتصادي، بهدف تقوية وجود الانسان الفلسطيني على الارض، "وسنستمر بدعم المبادرات المميزة، وسيجري توسيع الاستمثار المجتمعي في القطاع السياحي ورعاية الأيتام، كما تسعى المؤسسة الى وضع الأسس لصندوق استثمار مجتمعي كبير لدعم المبادرات الشبابية بطريقة مبتكرة ولدعم القاعدة الاقتصادية في فلسطين عامة".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024