الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

الأسير هيثم ووالدته يتعايدان بعيد الأم على طريقتهما

 أمل حرب

على غرار العديد من الابناء في العالم يحتفل، الاسير هيثم البطاط بعيد الأم بطريقته الخاصة التي اختارها مكرها، ففي كل عام يفاجئها بهدية مميزة من وراء القضبان، رسالة بخط يده ورسم متقن لوجه امه، ليدخل البهجة على قلبها في "عيد الام" الذي حرمهما الاحتلال الإسرائيلي بالاحتفال به معا.

سهام علي البطاط (55 عاما) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، تستشعر الاحتفال بعيدها "عيد الأم" مع ابنها الوحيد والمحكوم بالسجن مدى الحياة في سجون الاحتلال.

 تقول: "انتظر رسائله التي حرص ان يبعث بها من خلال الصليب الأحمر كل عيد أم، ويفاجئني بهدايا اوصى بها اختيه على شرائها، فهو موجود في كل مناسبة وقريب مني وحاضر في كل الاوقات..." ورفعت يديها بالدعاء له بالفرج والرضا.

وتابعت، "كلما حرقني الشوق إليه ارجع وأقرأ رسائله وأتأمل رسوماته لساعات طويلة".

وأوضحت البطاط انها انجبت ابنها الاسير بعد رحلة علاج طويلة، ورزقت بعده بابنتين، وقالت "حاولت ابعاده عن العمل الوطني كونه ابني الوحيد، ولكن تعلق قلبه بحب الوطن من خلال قصص العائلة وتاريخها الحافل بالبطولات، فجدي الثائر عيسى البطاط استشهد في عام 1936، وعمي محمود عيسى البطاط فتح سجن "شطة" للأسرى للهروب واستشهد، وخاله اياد البطاط استشهد بعد مطاردة دامت ثلاث سنوات، والكثير من اقربائه في الاسر...".

وأشارت الى ان ابنها اعتقل المرة الاولى لمدة عامين تقريبا، وعندما خرج فكرت بتزويجه ولكنه رفض فهو ما زال صغيرا (19 عاما)، وبعد عملية استشهادية لصديقه عبد الرحمن قيسية، تم اعتقال مجموعة من اصدقائه فخرج من البيت وأصبح مطاردا ... كل يوم يقتحم جيش الاحتلال المنزل ويجري تحقيقا مع افراد الاسرة كل واحد على حدة... ويفتش المنزل وجواره بحثا عن اسلحة، وصادروا حاسوبه الشخصي وأغراضه.

وفي يوم من ايام رمضان عام 2005، استيقظت على صوت اطلاق نار في البلدة.. دقني قلبي خوفا ان يكون ابني.. وبعد وقت قصير اتصل بي ضابط من الاحتلال، وقال "لازم تيجي كي يستسلم قبل ان نقتله.. فهو يتحصن في منزل في اطراف البلدة".

وقالت البطاط، "مشيت حوالي 3 كيلومترات انا ووالده المريض عبر الجبال والأودية.. ولما وصلنا المكان ورأى ابوه ان نصف البيت قد دمر انهار مغشيا عليه ونقل الى المستشفى.. اما انا فكنت مجهدة، انهج من التعب والخوف على ابني.. اقترب مني ضابط المخابرات وقال لي يجب ان تتكلمي معه عبر مكبرات الصوت للاستلام والخروج من البيت او انهم سوف يهدمون البيت عليه.. نظرت حولي فجيش الاحتلال متأهب وكأنه في ساحة حرب.. وإطلاق النار ما زال دائرا بينه وبينهم.. حملت مكبر الصوت وناديت عليه "يما برضاي عليك تخرج.. انت عملت إلّي عليك، كفيت ووفيت، وكنت اترضى عليه، وتوقف اطلاق النار لفترة من الوقت، توقف فيها قلبي خفت ان يكون مستشهدا، ناديت عليه مرة اخرى وأنا فاقدة الامل، فخرج بسلاحه، وقال لي "ليش اجيتي، مين جابك؟" فقلت له حبيبي يا امي الك اختين وانا ما بنقدر على فراقك، وأنت جاهدت ولكن الله لم يكتب لك الشهادة، ارضى بما قسم لك الله".

وقالت: بعد ستة اشهر من سجنه زرته، فقال لي "لم يحرك الاحتلال بي شعرة، ولكن حين سمعت صوتك لم اقدر على المجابهة خوفا عليك"... الاحتلال يعرف تأثير الام على ابنها، كما يعلم حنان الام الفلسطينية وصلابتها وفداءها لابنها".

وأشارت الى انها تعرضت للاعتقال مرتين، الاولى اثناء تفتيشها خلال زيارة له، في محاولة لتهريب جهاز تلفون لابنها، وسجنت لمدة أسبوع وحرمت من زيارته لمدة اربع سنوات وما زالت، وفي المرة الثانية تم اعتقالها بعد وفاة زوجها بسنة ونصف وخرجت من السجن بكفالة، وعينت لها محكمة في الثاني من شهر نيسان المقبل، كما فرض عليها الاقامة الجبرية لمدة عام.

وقالت، "يأتي عيد ويذهب عيد على امهات الاسرى، يعشن لوعة الفراق والحرمان من اعز الناس عليهن، ويفرحن برسالة وتهنئة من ابنائهن الاسرى، تصبرهن على الفراق وتقوي من عزيمتهن وإيمانهن بالفرج القريب، فالمرأة الفلسطينية لا تفقد الامل وتحلم بأن يأتي العيد القادم وقد افرج الله عن الاسرى الفلسطينيين وتحقق الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية".

وبينت البطاط انه لا يفوتها الاحتفال بعيد ميلاد وحيدها في كل عام، تقوم بتحضير كعكة عيد ميلاده التي يحبها وتزينها، كل 28-2، كأنه موجود بينهم، وأضافت "مرت 13 عاما على اسره وكل عام احتفل بعيد ميلاده، ولا اريد ان اقلع عن هذه العادة ما دمت على قيد الحياة".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024