الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

عندما تتشابه الأقدار

 أمل حرب

تتشابه القصص والحكايات والتشابه بالمصير قد يصل حد التطابق لدى أهالي الأسرى، فإلى جانب حكايات معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، هنالك قصص وحكايات لا تنتهي وهناك أمهات وأخوات وزوجات تشاركن المصير بفقدان الأحبة خلف قضبان الأسر، "فكنّ شريكات في التضحية والمعاناة".

هذا ما قالته أم بسام عمرو (67 عاما) من مدينة الخليل، وهي أم للشهيد حازم عمرو، والمحرر المبعد أيمن، ولثلاث بنات هن زوجات أسرى محكومين بالمؤبدات، وحفيدة لم يستثنها القدر من الشرب من ذات الكأس.

وأضافت، "حياة بناتي تغيرت بشكل كامل كونهن زوجات أسرى، منهن من أصبحت تعيل أسرتها وتتحمل كافة المسؤولية في تربية أبنائها، وتدعم شقيقاتها اللواتي يشاركنها نفس المأساة.... والصغرى تعيش معي في البيت وما زالت متمسكة بزوجها الذي حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد".

وتابعت: عانت أسرتي كثيرا من الاحتلال، فبعد ان أمضى ابني أيمن 12 عاما في الأسر تم إبعاده إلى غزة، ولزيارته قصة معاناة أخرى أصعب من زيارته في الأسر.. نسافر إلى الأردن ومن ثم إلى مصر وصولا إلى غزة لنشاهده ونطمئن على أحواله ونحدثه بأخبار عائلته التي حرم منها.

وقالت: "الله يصبر الأسرى وأسرهم ..والله يفرجها عليهم.. الله يعطي الصبر والقوة لزوجاتهم على مواجهة الحياة".

من جانبها، أكدت نجوى عمرو، التي تشارك والدتها معاناة الأسر، وهي زوجة الأسير طالب عمرو والمحكوم 7 مؤبدات، والتي قضى منها 15 عاما، ان حياتها تغيرت رأسا على عقب بعد اعتقال زوجها، الذي تلاه اعتقال زوجيّ أختيها.

وأشارت إلى أن الصدمة الأولى التي عايشتها كانت لحظة المداهمة لمنزلها ومن ثم اعتقال زوجها بشكل تعسفي وما رافقه من إرهاب الأطفال وتحطيم الأبواب في منتصف الليل.

وأوضحت ان الحياة صعبة جدا في غياب الزوج.. "والمسؤولية كبيرة، فعائلتي مكونة من أربعة أولاد وبنتين"، مشيرة إلى انها كانت حاملا بطفلها الأصغر وعانت من حالة نفسية سيئة أثناء ولادته نتيجة غياب زوجها القصري وحرمانها من مشاركتها الحالة بفرحها ومشاعرها.

 وأضافت، "في هذه المرحلة تدرك المرأة الواقع ..لا وقت للعواطف والنحيب، ويجب ان تكون قوية وتعطي من حولها القوة، ولأن رواتب الأسرى لا تكفي لإعالة الأسرة، بدأت ابحث عن عمل لإعانة أسرتي وللتغلب على مصاعب الحياة وتحقيق الذات".

اما بالنسبة إلى زيارة الأسرى، فكانت ممنوعة في البداية، بعد ذلك أصبحت مرة في السنة، قالت "نتحدث فيها عن وضع أبنائنا وتربيتهم .. ويكثر زوجي من تقديري ورفع معنوياتي ويعطيني الثقة بأنني قادرة على تحمل المسؤولية وتربية أولادنا تربية حسنة".

وتابعت عمرو: لم أبق وحدي زوجة أسير، شاركتني ابنتي نفس المأساة .. فبعد زيارة إلى والدها في السجن طلب يدها أحد الأسرى، وبعد خروجه من السجن بستة أشهر تزوجا، وكان الموقف صعب علي في هذه المناسبة التي كنت بأمس الحاجة لوجود زوجي ومشاركته فرحة ابنتنا، ولكن الفرحة لم تكتمل، فبعد ستة أشهر من زواجها اعتقل زوجها بتهمة عملية خطف أحد الجنود للمطالبة بتحرير الأسرى، وحكم علية بالسجن المؤبد .. وأنجبت ابنتي طفلها الأول وزوجها في الأسر.

وأشارت إلى أنها وبحكم عملها في تجمع أسر الشهداء واطلاعها على واقع زوجات الشهداء والأسرى ان المعاناة تختلف من سيدة إلى أخرى، فمنهن من تغلبت على الواقع وعززت قدراتها وطورت إمكانياتها بالعلم والعمل، ومنهن من عاشت في بيوت عائلات أزواجهن وربين أولادهن، ومنهن من انتقلت إلى بيوت آبائهن ورضيت بالواقع، وأخريات آثرن الانفصال عن أزواجهن الأسرى والمحكومين مدى الحياة، وأخريات يعشن حياة صعبة وضغوطا من الأسير أو عائلته تحت شعار كلام الناس والعادات والتقاليد.

وعن تجربتها الشخصية، قالت عمرو "استمددت قوتي من أمي الصابرة والحنونة، ومعرفتي بقصص أسر الأسرى والشهداء، وأعطيت هذه القوة لأبنائي ولأخواتي زوجات الأسرى"، مشيرة إلى أن اجتماعهن مع بعضهن وحديثهن عن حياتهن في ظل غياب أزواجهن قصريا، "هو تحدٍ للحياة، فرغم المكانة والتقدير والاحترام من ابنائهن وأزواجهن إلا انهن يعشن الأسر ويشاركن ازواجهن نفس فترة الحكم".

ـــــــــــــــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024