الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

المحرَّر "عودة" يروي تجربة الانتصار على السجان بعد 19 يوما من الإضراب

سامي أبو سالم

يواصل ما يزيد عن 1800 معتقل فلسطيني، من أصل سبعة آلاف، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي، مطالبين بتحسين ظروفهم داخل المعتقل.

يحيى عودة (48 عاما) من مدينة غزة، أحد المحرَّرين الذين سبق وأن خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام في الإضراب الشهير الذي استمر 19 يوما، وخاضه بنجاح أكثر من 7000 من المعتقلين في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1992.

يقول عودة إنه في الثلاثة أيام الأولى طغى عليه الجوع صاحبه صداع شديد، وبعدها دخل في حالة من شبه السكون والهزال والألم العام.

"تمركز الألم في عينيّ ومفاصلي سيما الركبتين، لكن بشكل عام كل الجسم كان في حالة ألم، لا أعرف تحديد مكانه"، أضاف عودة.

"تشعر وكأن جسمك مصنوع من الشمع يذوب رويدا رويدا،" قال عودة في لقاء مع "وفا" في خيمة التضامن مع المعتقلين في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة.

وأضاف انه كان يراقب نفسه وكيف تضمر عضلات جسمه سيما وأنه كان شابا، ويراقب الآخرين، لكن هذه التغيُّرات كانت تزيدهم صمودا، "كلما تغيرت أجسامنا وضمرت عضلاتنا نشدد على أن هذا الضمور لن يذهب هباء، ويجب أن نحقق مطالبنا".

وأشار عودة، الذي اعتقل عام 1990 وأفرج عنه 1999، إلى أن الأسير يتناول فقط الماء "كي لا يموت" وليحاول الحفاظ على ضغط الدم وتجنب الجفاف، كما يتناول بعضا من الملح كي لا تتعفن المعدة والأمعاء.

"كرهت الماء لأنه الخيار الأوحد المفروض فرضاً وصرت أشعر أنه ثقيل، لا أستطيع أن أشرب"، قال عودة الذي كان قد بلغ الثالثة والعشرين من عمره خلال الإضراب.

ولفت إلى أن سلوك المعتقلين يختلف من فرد إلى آخر خلال أيام الإضراب مع بعض القواسم المشتركة.

وتابع: "لا نتحرك كثيرا لأن الحركة تستهلك طاقة، كنا نوفر الطاقة لنصمد أكثر، كذلك كنا نصل لدرجة أننا لا نستطيع التحرك".

ويقول إن تركيبة الجسم تتغير وتخرج رائحة كريهة من الفم، "الرائحة كريهة لكن الجميع يتفهمها".

ولم يخل الإضراب من مداعبات وابتسامات، فالمعتقلون يعبرون بمزاح عن اعتذارهم للأكلات التي كانوا يرفضونها قبل الإضراب، "أعتذر للباذنجان الذي لم أطقه يوما، بحبك يا عدس، الفول مسوّس أو مش مسوّس، نتأسف لكم،" قال عودة مبتسما.

 ونفى عودة تناول المعتقلين أي قطعة سكّر -أسوة بالملح- لمساعدتهم على توفير الطاقة، "السكر عبارة عن غذاء وهذا ممنوع"، لكنه أشار إلى أنه بعد زهاء 16 يوما تناول المعتقلون كوبا من الحليب "بتدخل دولي" ساعدهم في الصمود وهذا متعارف عليه دوليا ولا يُعتبر كسرا للإضراب.

وأكد أن الإضراب لا يُفرض على أحد أبدا، "عادة الإضراب طوعي لمن يرغب، يستثنى المرضى والقاصرون، لكن من ينضم يجب أن يلتزم، تم ترتيب ذلك خلال تحضيرات مسبقة".

وحول ممارسات السجان الإسرائيلي ضد المعتقلين المضربين، قال عودة، الذي يعمل في وزارة الإعلام الفلسطينية، إن المضايقات والممارسات لا تتوقف منذ اليوم الأول للإضراب، والهدف منها كسر الإضراب عبر الضغط وزعزعة ثقة المعتقلين بأنفسهم وقيادتهم أو لشق الصف الموحّد.

وأوضح: "يشن السجانون حملات على الغرف، يرشون الغاز المسيل للدموع لإنهاك المعتقلين المنهكين، ويعتدون بالضرب عليهم كل هذا تحت ستار تفتيش"، ويضيف "كما كانت إدارة السجن تلجأ لسياسة العزل الانفرادي ضد عدد من الأسرى سيما قادة الإضراب، كإجراء عقابي على تشجيعهم لباقي الأسرى (تحريض).

وكانت اللجان القيادية في المعتقل تنشر خطابات توعية لرفع الروح المعنوية، والحفاظ على وحدة صف المضربين، ودحض محاولات السجانين الإسرائيليين ببث الإشاعات مثل أن فلانا أوقف الإضراب أو تم التوصل إلى تسوية.

"ويتعمد السجانون لإنهاك المعتقلين نقلهم من قسم إلى قسم أو من سجن إلى سجن، وهذه عملية قاسية بالنسبة لغير المضربين، وبالتالي فهي شديدة القسوة على المُضرب الذي لا يقوى على الحراك"، قال عودة.

وتابع: "عندما يتم نقل سجين لعيادة السجن (المتواضعة) يتعمد الممرضون إغراء المعتقل بتناول الطعام، "أنت مريض وفي عيادة خذ فرصتك وتناول الطعام ولن يراك أحد"، مؤكدا أن الأسير المضرب كان يرفض ذلك، ومن ثم توقف الأسرى عن الانتقال للعيادة وطالبوا بأن يزورهم الممرض في الغرف بدلا من العيادة.

أنهى المعتقلون الفلسطينيون إضرابهم وحققوا مطالبهم بعد 19 يوما من الألم والصمود في سجن نفحة الصحراوي، وتوفرت لهم بطانيات ومراوح وكتب وفرص استكمال التعليم والقرص الحراري الكهربائي وغيرها الكثير.

 

وأشار عودة إلى أن السبب الرئيسي في الانتصار كان وحدة موقف الحركة الأسيرة والحراك الجماهيري الواسع داخل الأرض المحتلة وخارجها والدبلوماسي لمنظمة التحرير، "بذلك انتصرنا وتحققت مطالبنا".

ويعتمد المعتقلون الفلسطينيون "الإضراب عن الطعام" كأسلوب نضالي منذ عشرات السنين، لتحقيق مطالبهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بتحسين ظروفه، ومن أبرز الإضرابات: إضراب سجن الرملة بتاريخ 18/2/1969 وإضراب السجينات الفلسطينيات في سجن "نفي ترستا" بتاريخ 28/4/1970 الذي استمر تسعة أيام، وإضراب سجن نفحة 14/7/1980 واستمر لمدة 32 يوما استشهد خلاله راسم حلاوة وعلي الجفري خلال ما وُصف بمحاولة الإطعام القسري.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024