الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

"رقاقة" وعدس فوق الجبل

عُلا موقدي

 في أجواء عائلية حميمة، اجتمعت فوق قمة جبل "طاروجة" الواقع بين قريتي اللبن الشرقية وعمورية جنوب نابلس، عدد من النساء المسنات، استعدادا لقضاء يوم ترفيهي في الهواء الطلق، وطبخ الـ"رقاقة".

لم تمنع أشعة الشمس القوية، والتي وصلت اليوم في القدس 31 درجة مئوية، هبوب نسمات هواء باردة فوق "طاروجة" الذي يرتفع عن سطح البحر نحو 800 متر. نسمات حركت ضحكات المسنات، وأعادت لهن ذكريات جميلة، سردنها بحيوية وسط استماع واستمتاع من الحضور.

الفعالية الترفيهية للمسنات نظمتها الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والنوع الاجتماعي في محافظة سلفيت، بالتعاون مع برنامج الصحة النفسية والمجتمعية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومركز دار الوفاء للمسنين.

مديرة دائرة النوع الاجتماعي في محافظة سلفيت ميسون ماضي، قالت إن هذه الأكلة قديمة جداُ، وتسمى أيضاً "الرشتاية"، والكثير من العائلات تطبخ اليوم بدلاً منها المجدرة بالرغم من اختلاف طريقة الطهي، مع ذلك بقيت "الرقاقة" والعدس مألوفة عند الفلسطينيين، ولا زالت الجدات يطهونها وقت الجمعات العائلية الكبيرة وزيارات الأبناء والأحفاد.

وأضافت ماضي، نحن نبحث من خلال سلسلة نشاطاتنا عن كل السبل لتقريب المسافات بين الجدات والشباب، لكسر العزلة المجتمعية للمسنات والتخفيف من الضغوطات النفسية، والاستفادة من خبراتهن وتجاربهن في الحياة العملية، ودمج فئتي المسنين والشباب، وطرح العديد من المواضيع ومعرفة رأيهن فيها، لاستفادة الجيل الشاب من خبراتهن بتطورات الحياة وتغيراتها.

الحاجة أم حسين (72عاما) قالت: "رقاقة" وعدس، "أكلة عرفناها منذ الزمن البعيد على أيام أمهاتنا وجداتنا، كنا نلتم العائلة كاملة على الطبخة ونأكلها بحب ورضى، حلاوتها أكلها من وعاء كبير اللي كنا نعجن فيه العجين دون استخدام الصحون".

وعن طريقة طبخها، تقول أم حسين، نطبخها على نار هادئة، ننتظر حب العدس حتى يوشك على الاستواء ثم نعجن العجينة حتى تصبح متماسكة ونقوم بفردها بـ"الشوبك" ونقطعها شرحات رقيقة، ونضيفها إلى العدس، ويضاف إليها الكمون، وعندما يصبح الخليط لزجا نضيف البصل المقلي والسماق والفلفل الحار.

على نار الحطب، حضرت "رقاقة" العدس، وشرب الحضور الشاي والقهوة، وتبادلوا النكات والترفيه، وانغمسوا بحديث مشوق حول التراث والطبيعة والعلاقات الاجتماعية، والتقطوا صورا شخصية وجماعية في مكان يمنح المرء صفاء ذهنيا وراحة نفسية، ويطرد الروتين.

بينما غنت المسنات أغنيات تراثية وشعبية نادرة يحفظنها، وغاب كثيرون من حفظتها ومتناقليها في زماننا هذا، بعد أن حولن ساحة الجبل المستوية، التي تحيطها وتتوسطها أشجار كبيرة ترمي ظلها على الوافدين، إلى ما يشبه عرسا صغيرا.

وجبل "طاروجة" هذا، له قصة أو أسطورة يعرفها أهل المنطقة جيدا، إذ يقال، في أكثر الروايات تداولاً، إن رجلا صالحا توفي في قرية مجاورة، وبعد دفنه طار جثمانه ووصل أو جاء لهذا الجبل، وبجمع الكلمتين (طار وجاء) وتحريفهما إلى اللهجة العامة جاءت التسمية "طاروجه".

وعلى قمة الجبل توجد غرفة وبقايا غرف، يعتقد أن قبر الرجل الصالح هذا كان موجودا فيها أو تحتها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024