"رايتس ووتش" تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل لعدم امتثالها لمحكمة العدل    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية في محيط مدينة نابلس    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31,645 شهيدا منذ بدء العدوان    في اليوم الـ163: الاحتلال يستهدف عدة مناطق وسط وجنوب قطاع غزة    لوحات إعلانية ضخمة في مدن أميركية للدعوة لوقف الحرب على غزة    شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال لمنزل في دير البلح    مجدلاني معقباً على معارضة حماس تكليف مصطفى: من يستند للقانون ومنظمة التحرير لا يمكن أن يأخذ قراراً منفردا    عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    رسالة قبول التكليف من رئيس الوزراء المكلف لسيادة الرئيس    فتح: إن من تسبب في اعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة لا يحق له تحديد أولويات الشعب وهو المنفصل الحقيقي عن الواقع    مستعمرون يحطمون 50 شجرة مثمرة جنوب نابلس    6 شهداء خلال الـ24 ساعة: استشهاد طفل برصاص الاحتلال غرب بيت جالا    شهداء ومصابون في سلسلة غارات اسرائيلية على قطاع غزة    بوريل: المجاعة في غزة تُستخدم "سلاح حرب"    لازاريني: عدد قتلى أطفال غزة يفوق نظراءهم بحروب العالم آخر 4 سنوات  

لازاريني: عدد قتلى أطفال غزة يفوق نظراءهم بحروب العالم آخر 4 سنوات

الآن

المدرسة الفاطمية ..حكاية حياة

بسام أبو الرب

ينتصب نقش حجري تصل أبعاده لأكثر من نصف متر، فوق البوابة الغربية للبناء التاريخي، الذي يعرف باسم المدرسة الفاطمية، التي حملت اسم السلطان محمد رشاد الخامس "الرشادية الغربية"، وقت تأسيسها في العام 1909.

المدرسة الفاطمية التي تعتبر من أقدم مدراس نابلس، تغير أسمها منذ العام 1954 أكثر من عشر مرات، لتعود مجددا إلى الرشادية الغربية، بعد أن أعيد تأهيل المباني وصيانتها وافتتاحها في العام 2015.

الفاطمية "الرشادية الغربية" التي تلاصق أحد الشوارع الحيوية في المدينة، انشئت في العام 1909 وسميت بهذا الاسم نسبة إلى محمد رشاد الخامس أحد سلاطين تركيا العثمانية. المبنى الذي أقيم من الجهة الغربية للبلدة القديمة في نابلس، وبالقرب من البنك العثماني قديما، كان يحتوي على ثماني غرف ذات طراز معماري عثماني.

بمجرد أن يَلِج الزائر إلى المدرسة من إحدى بواباتها باتجاه الساحات والملاعب شرقا، يمكن مشاهدة التغيير والإضافات إلى حدثت عليها، وبناء جسر حديدي يربط المبنى القديم بالحديث، بعد عمليات تأهيل وصيانة من قبل وكالة التنسيق والتعاون التركية " تيكا"، في العام 2015، وأعيد افتتاحها وتسميتها إلى "الرشادية الغربية" وذلك بحضور الرئيس التركي رجب الطيب اوردغان عبر الأقمار الصناعية.

قرب البوابة الرئيسية اتخذت مديرة مدرسة الفاطمية الثانوية للبنات، ايمان علي، موقع إدارتها والإشراف على عملية التحضير للعام الدراسي الجديد 2017-2018 الذي سيحمل عنوان "عام التعليم العالي" وسيشهد توجه قرابة مليون ومئتين وخمسين ألف طالب( 1258835) إلى حوالي ثلاثة آلاف مدرسة في الضفة وغزة، وافتتاح 25 مبنى مدرسيا جديدا، منها 10 مبانٍ في قطاع غزة؛ بالإضافة إلى توسعة وترميم وتجهيز 70 مدرسة في كافة أنحاء الوطن حسب ما اعلنت عنه وزارة التربية والتعليم.

المدرسة الفاطمية أقيمت على مساحة تقدر 3200 متر مربع، وتم تسميتها بالمدرسة الفاطمية سنة 1920 نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت في البداية مدرسة للذكور ثم تحولت إلى مدرسة للإناث. حسب ما أكدته مديرة مدرسة الفاطمية الثانوية للبنات، ايمان علي في حديث لوكالة "وفا".

وأشارت علي إلى انه جرى تجديد المدرسة في عهد المتصرف سليمان بيك طوقان، عام 1946، وكان لها دور كبير باعتبارها منارة علم في الوقت الذي سعى فيه الانتداب البريطاني إلى تجهيل الشعب الفلسطيني، وكانت مقرا لجيش الانقاذ العربي في العام 1948.

لم تكن المدرسة الفاطمية حكاية تعليم، ولكنها أصبحت حكاية حياة لشاعرة فلسطين فدوى طوقان، والتي قالت فيها: "في المدرسة الفاطمية تمكنت من العثور على بعض أجزاء من نفسي الضائعة، فقد اثبتُّ هناك وجودي الذي لم أستطع أن أثبته في البيت" .

تعود مديرة المدرسة لتؤكد أن المدرسة خرّجت "أجيالا وعظماء" أمثال الشاعر ابراهيم طوقان، والشاعرة فدوى طوقان إضافة إلى أسماء حفرت اسمها في على جدار الزمن أمثال الشهيدة شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية بعد نكسة العام 1967. وقد أطلق على مختبر الحاسوب في المدرسة اسم الشهيدة أبو غزالة تخليدا لذكراها.

وقالت: ان المدرسة حافظت على دورها الريادي والتعليمي، خاصة إبّان الحقبة العثمانية والانتداب البريطاني، بالإضافة إلى نكبة عام 1948 وحرب عام 1967، والانتفاضتين الأولى والثانية؛ حيث تعرضت للدمار من قبل قوات الاحتلال عقب استهداف الجدار الشمالي الخارجي للمدرسة وتسبب بضياع أرشيف تاريخي مهم.

قوات الاحتلال لم تستهدف المباني فقط بل ان 27 شهيدا من الطلبة والمعلمين والموظفين ارتقوا برصاص الاحتلال العام الماضي، فيما جرح 1911 واعتقل 218، وأخطرت بهدم 10 مدارس، حسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

السيدة علي أوضحت أنه في العام 2004 بدأت المدرسة تدرّس طالبات الفرع التجاري، وفي العام 2011 تم الاحتفال بالمئوية على تأسيسها، مشيرة إلى ان المدرسة تدرس الطالبات من الصف العاشر حتى الثانوية العامة ويقدر عددهن من 350 إلى 420 طالبة .

وبينت انه في العام 2015 تم افتتاح المدرسة بعد عمليات تأهيل وصيانة من قبل وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا"، وأعيد تسميتها  بـ"الرشادية الغربية" وذلك بحضور الرئيس التركي رجب الطيب اوردغان عبر الأقمار الصناعية.

ولم تكن حكاية حياة بالنسبة للشاعرة طوقان، لكنها كانت أيضا حكاية للشاعر الفلسطيني المعاصر لطفي زغلول، والذي أشار في مقال له حمل عنوان " نابلس...التاريخ والتراث" إلى أن المدينة تدين للعهد العثماني بتكوين قصباتها الثلاث، وبناء كثير من معالمها التي ما زالت قائمة، ومثالا لا حصراً فإن المسجد الحنبلي قد بناه المظفر الملك سليمان بن عثمان. والمدرسة الفاطمية بنيت في عهد السلطان محمد رشاد، والمستشفى الوطني بنيت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

ويذكر انه في آواخر العهد االعثماني كان هناك اهتمام واضح من أهل نابلس بالعلم، ففي عام 1876 انشئت مدرستي "الخان" من الجهة الشمالية لخان التجار، التي بنيت من تبرعات اهالي نابلس، والمدرسة الرشيدية عام 1897 في القسم الغربي من تل الملطون غرب المشفى الوطني، ثم انشئت المدرسة الرشادية الغربية التي تعرف اليوم باسم الفاطمية وظلت قائمة وشاهدة على التاريخ.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024