الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

"مصطفى محمود أبو زيد"

عيسى عبد الحفيظ
فارقنا مؤخراً العقيد مصطفى أبو زيد "أبو سطيف" على اثر نوبة قلبية مفاجئة، وكان بيت الأجر مزدحماً يليق بهذا المناضل الذي قضى كل عمره في خنادق النضال. فمن عمان إلى دمشق إلى بيروت إلى الجزائر كانت رحلته مع الثورة، ومن معسكرات الأشبال عام 1968 وفي مخيم الوحدات حيث تلقى تدريباته التمهيدية ولم يكد يكمل الرابعة عشر من عمره.

تعرض لصلية رشاش 500 وكان مهدداً بالإصابة بالغرغرينا مما استدعى بتر يده من الكتف فبقي بيد واحدة حتى وافته المنية مؤخراً.

ولد في عمان في العاشر من شباط عام 1955 وفي مخيم الوحدات بعد أن اضطرت عائلته إلى ترك بيتها وأرزاقها في قرية دير طريف على إثر نكبة عام 1948 حيث مورست شتى انواع الترهيب والقتل لتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين كما يعترف المؤرخ إيلان بابيه في كتابة الشهير "التطهير العرقي".

أظهر الفقيد مصطفى وعياً مبكراً لتحمل المسؤولية عندما شارك في إنشاء معسكر التجمع لشباب الثورة قرب العاصمة السورية في الغوطة الشرقية، ثم التحق بقواعد الثورة في الجولان وجنوب لبنان.

شارك في معارك الجبل في لبنان كمقاتل وكإداري في قوات أجنادين التي كانت بإمرة اللواء محمد جهاد وتولى مسؤولية التسليح واللوازم العامة والتموين، وهنا لا بد من الإشارة إلى سمعته ونظافة يده التي شهد له بها الجميع مما جعل كثيرا من القيادات تسعى لجعله يعمل معهم، فقد كانت تحت يده امكانيات هائلة من التسليح والذخيرة والملابس والتموين، وبقدر حرصه على الأمانة حاز على ثقة القيادة العسكرية.

يروي صديقه اللواء يونس العاص أنه في إحدى الليالي حدث انفجار ضخم في منطقة الفاكهاني استهدف عمارة تتكون من أكثر من عشرين طابقاً يتواجد فيها مكتب الشهيدين أبو العباس وطلعت يعقوب اللذين انشقا عن أحمد جبريل فخطط لتدميرهما مع العناصر التي تبعتهم، وكيف كان الفقيد مصطفى يتنقل وسط النيران لإنقاذ سكان المبنى الذين حوصروا بسبب الانفجار.

وصل إلى الجزائر ضمن قوات أجنادين التي انسحبت من بيروت بلباسها العسكري حاملة سلاحها وملوحة به للجماهير اللبنانية والفلسطينية التي خرجت لوداعها من بيروت، كانت قوات أجنادين تحت إمرة اللواء محمد جهاد ثم استلم قيادتها الشهيد زياد الأطرش الذي بقي كذلك حتى العودة إلى الوطن حيث استلم مهمته كضابط أعلى لجهاز الارتباط العسكري، الذي عمل الشهيد أبو سطيف تحت إمرته وبقي في الارتباط حتى عام 2008 العام الذي أحيل فيه إلى التقاعد في رام الله.

كنت التقيه كل صباح جمعة في سوق رام الله والبيرة وكالعادة يضع سترته على كتفه مدخلاً يداً في الكم ويتدلى الكم الآخر فارغاً معلناً ان اليد التي كان يجب أن تكون هنا قد سقطت في ساحة الشرف دفاعاً عن فلسطين التي لم يكن كحل أبو سطيف عينيه برؤيتها قبل توقيع اتفاقية أوسلو والعودة إلى الجزء المتاح لنا من الوطن على حد تعبير الشاعر الفقيد أحمد دحبور.

مصطفى أبو زيد الرجل الهادئ الودود القريب من القلب لا تلزمك إلا جلسة قصيرة معه حتى تكون صديقاً مقرباً. جاهز للمساعدة في كل وقت ولا يتردد في تبني قضية شخص لا يعرفه يعتقد أنها عادلة.

ترك مصطفى خلفه خمسة مواليد، ثلاثة أولاد وابنتين والجميع قريب الشبه به.

في بيت الأجر الذي التئم في مضافة أهالي دير طريف رأيت الملصق الذي يبدو أنه تمت طباعته على عجل الأمر الذي جعله يخلو من التنويه  بنعي حركة فتح التي قضى الشهيد أبو سطيف عمره فيها ومن أجلها بهدف الوصول إلى فلسطين.

لا بأس فالتاريخ النضالي لا ينحصر في ملصق فأمثال مصطفى أبو زيد علامات مميزة وشواهد على مسيرة ثورية طويلة ونضال شعب قارب على القرن، الذي لن يتوقف قبل تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال والعودة، عندها وعندها فقط سيرتاح أبو سطيف تحت شجرة عليق في دير طريف لينز نسغها على تراب قبره هناك ليتذوق الشهيد حلاوته بعد هذا الغياب الطويل.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024