استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان    منظمات "الهيكل" تواصل حشد المستعمرين لاقتحام الأقصى وترصد مكافآت مالية لمن يذبح "القرابين" داخله    "الأشغال العامة" تباشر بإزالة آثار عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس    انتشال عشرات الجثامين من مقبرة جماعية بخان يونس    شهيدان برصاص الاحتلال شمال شرق الخليل    الإضراب الشامل يعم محافظات الوطن تنديدا بمجزرة مخيم نور شمس    "فتح": غدا الأحد إضراب شامل حدادا على شهداء طولكرم وغزة    الصحة: 14شهيدا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مخيم نور شمس    عزام الأحمد يتصل ببهية وأحمد الحريري معزياً    تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة    الرئيس : "الفيتو" الأميركي مخيب للآمال وغير مسؤول    عريضة مجرية: أوقفوا شحنات الأسلحة إلى إسرائيل    الرئيس يصدر مرسوما رئاسيا بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات المركزية برئاسة رامي حمد الله  

الرئيس يصدر مرسوما رئاسيا بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات المركزية برئاسة رامي حمد الله

الآن

موسم الخير وتجمع العائلة

 بدوية السامري

يحمل المواطن أحمد عوض من قرية قريوت جنوب نابلس، عدة العمل، وبعض قوت يومه وعائلته، الوالدة، والعمة، والزوجة، متوجهين الى أراضيهم في أطراف القرية لقطف الزيتون.

أحاديث كثيرة عن أمور عدة، تجمع العائلة حول الزيتون، مع تحضير الإفطار، وأحيانا كثيرة الغداء، وتناول الشاي في الهواء العليل، حيث تقضي العائلة ساعات يومها في 10 دونمات من الأراضي هي ملك للعائلة، وتحتاج أسابيع عدة لقطفها.

تحمل أم محمد عوض المشط الخاص بجني الزيتون، وتقول إنه "موسم الخير والعائلة، عشرات السنين وأنا أقطف الزيتون من أراضينا في قريوت، تجتمع العائلة حول الزيتون، ونجني الخير ورزقنا".

أصبحت لدى أم محمد الخبرة الكافية كيف سيكون موسم الزيتون من بداية قطف شجرة أو اثنتين، وما هي كمية الزيت الذي سيتم إنتاجه، وتعتقد أن خير هذا العام من الزيتون متوسط، وأن كمية الزيت المتوقعة ليست بالكمية المرجوة، لكنه أفضل من العام الماضي.

ويمكن ملاحظة الأجواء الشعبية الجميلة التي تجمع العائلة عند المرور بأي من  قرى المحافظات المختلفة في موسم قطف الزيتون، فمن لديه الوقت الكافي يمكنه اللحاق بالقطف.

آلاف العائلات شغلها الشاغل وتفكيرها في هذه الفترة هو الزيتون، بعض الأفراد متفرغون لذلك، ومنهم من يأخذ إجازة خاصة من عمله، فللزيتون طقوسه، يقول عمر عيد من بورين.

ورغم المضايقات العديدة من قبل المستوطنين القادمين من المستوطنات القريبة المقامة على أراضي القرى، إلا أن ذلك لا يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، وتحدي كل الصعوبات.

يقول عيد الذي بدأ قطف الزيتون من أرضه منذ أسبوعين: من لديه الوقت من العائلة والأبناء يأتي للمساعدة. الزيتون جيد، لكن الزيت بداخل الزيتون ليس كما يجب في هذا العام.

ويضيف: في العام الماضي لم يكن الموسم جيدا، وكان الناتج حوالي 400 كيلوغرام، لكن هذا العام أتوقع 1300 كيلوغرام. الزيتون يعطينا خيره عاما بعد عام.

ويشير مدير عام مجلس الزيت والزيتون فياض فياض، إلى أن المزارعين في محافظات الوطن يشاركون بموسم قطف الزيتون تقريبا في مليون و100 ألف دونم من مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون، وذلك حسب آخر إحصاء عام 2010 أجمعت عليه وزارة الزراعة والاحصاء المركزي الفلسطيني.

وعلى حساب أن الدونم الواحد فيه حوالي 16 شجرة زيتون، فسيكون لدى الفلسطينيين جني الزيتون من 11 مليون شجرة زيتون، منها 8.5 مليون شجرة مثمرة، و2.5 مليون شجرة غير مثمرة بعد.

وقال إن هذا العدد ليس نهائيا، لأنه بالتأكيد وخلال سنوات الماضية، زادت المساحات المزروعة، وارتفع عدد أشجار الزيتون المثمرة.

وشجرة الزيتون ليس لديها عمر محدد لتعطي أكثر، حيث إن أقدم شجرة زيتون في العالم تقع في منطقة الولجة غرب بيت لحم، وعمرها حوالي 5559 عاما، وما زالت تعطي خيرها من الزيتون في كل عام.

وحسب فياض، هناك 37 صنفا أساسيا من أشجار الزيتون في فلسطين، من أصل 300 صنف في العالم.

وقال: كان من المتوقع أن يصل إنتاج الزيت هذا العام إلى 19 ألف طن، لكن الواقع خذل المزارعين، حيث إن نسبة السيولة داخل الزيتون متدنية، وذلك بسبب قلة نسبة الأمطار العام الماضي، وموجات الحر المتلاحقة الت خلال فصل الصيف، لذلك لم يتشكل زيت كاف داخل الزيتون.

وأوضح أن موعد قطف الزيتون يعتمد حسب المنطقة، لكن من المفضل عدم بدء القطف قبل الخامس عشر من شهر تشرين الأول.

وأشار إلى أنه في آخر 20 عاما كان الزيتون ينتج نحو 19 ألف طن من الزيت، وفي آخر 7 سنوات ارتفع الى 21 ألف طن، بسبب الاهتمام بأشجار الزيتون، وتوجه الكثير من الأيدي العاملة إليه بسبب البطالة.

وقال فياض: ومنذ العام 2005 حتى الآن، أصبحت القدرة التخزينية أعلى، لكن ومع ذلك نحن متأخرون جدا على مستوى العالم من ناحية الإنتاجية لأسباب كثيرة أهمها هرم أشجار الزيتون، إذ أن 65% من الأشجار في بلادنا عمرها أكثر من 80 عاماً، وهي بحاجة الى إعادة شبابها، بطرق عدة.

وأضاف أن هناك سبب آخر وهو استفحال الأمراض في الزيتون، تصل نسبة الضرر فيها إلى 65% من مرضين رئيسيين، وهما عين الطاووس، وذبابة ثمار الزيتون.

ويحتاج قطف الثمار عن الأشجار، ثم جمعها من على الأرض، وتعبئتها في أكياس أو أي عبوات أخرى، ونقلها إلى المعصرة أو مكان التجميع، لمجهود كبير، لصغر حجم ثمار الزيتون، بالنسبة لثمار الفواكه الأخرى.

ورغم الأبحاث العديدة التي أجريت في موضوع طرق القطف البديلة مثل القطف الميكانيكي، والقطف الهرموني، إلا أن القطف اليدوي يبقى الأكثر شيوعًا في مختلف دول العالم المنتجة للزيتون.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024