فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

صفقات القرن.. وصفقتنا مع الوطن

موفق مطر
رؤية الرئيس دونالد ترامب والادارة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني– الاسرائيلي ليست قدرا، ولن تكون كذلك ما دام للشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية قيادة سياسية بمستوى حكمة وعقلانية الرئيس ابو مازن.

لن تمر اية مشاريع لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني المعلنة، والمقررة في قرارات الشرعية الدولية، وتحقق هدف قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، حتى لو كانت صفقة القرن، فنحن لن نكون ضحايا سياسات ومصالح دول عظمى، كما ذهب أجدادنا ضحايا لوعد جريمة القرن التاريخية بحقنا (وعد بلفور) عندما اعطت بريطانيا العظمى وعداً لقادة المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاستعماري اليهودي الصهيوني بإنشاء وطن لليهود على ارض فلسطين.

قد لا نبالغ اذا قلنا ان للشعب الفلسطيني اليوم قيادة هي صورة طبق الأصل عن ارادته وطموحاته وآماله وعنفوانه، فلدى رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ومعه الوطنيون المخلصون الصادقون، ادراك ومعرفة بتشعبات متاهة الصراعات الدولية، وتنازع مصالح دول الاقليم، وكذلك الاشكاليات المانعة من تقديم المبادئ على المصالح الآنية، فيتعامل مع الأوضاع المعقدة، ويسير بقاطرة المصير على خطين متوازيين الأول التعامل على قواعد الثوابت الوطنية مع الاحتلال والاستعمار الاستيطاني اليهودي، ودرء مخاطر سياسات وخطط ومنهج حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو، ومنعها من تحويل الصراع الى سفك دماء على أساس ديني، والتأكيد لقادة النظام العنصري الاسرائيلي أن قوة في الأرض لن تمنع الشعب الفلسطيني من تثبيت حقوقه التاريخية والطبيعية في ارض وطنه فلسطين، وأن المستحيل بعينه شطب ما تم انجازه في المحافل الدولية في هذا الاتجاه، فالشعب الفلسطيني هنا على ارض فلسطين هو الحقيقة الأبدية التي لن تنال منها الصفقات ايا كان أطرافها.

إن نظرة سريعة ودقيقة وعميقة لمنهج الرئيس ابو مازن السياسي الوطني، تؤكد لنا ايمانه بالحقيقة التالية وهي: ان قوة عظمى في العالم مهما بلغت قوتها لن تجتث فكرة الوطن من وعي الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع فرض حل عليه لا يرضاه، فتجارب قرن كامل من الكفاح والفداء واستخلاص العبر، كافية لتكون بمثابة كتاب، يتوجب على كل سياسي عاقل يعمل على تعميم السلام والأمن والاستقرار في هذه الأرض أن يقرأ كل صفحاته بعناية، واذا شاء ما بين السطور ايضا.

قد ترسم الأمبراطوريات حدودا لدولة ما، لكن الوطن في وعي الشعب لا ينشأ بقرار، ولا بصفقة، لذلك نحن لا نخشى الصفقات، وانما نتعامل معها بما يحفظ توازننا، ويمكننا من البقاء كرقم رئيس وصعب في المعادلات الجديدة المطروحة، فصفقتنا مع الوطن خالدة ومقدسة، لا يمسها مناخ السياسة بسوء، حتى لو بلغت تبدلاته مستوى الأعاصير المدمرة.

نعلم جيدا مساعي حكومة دولة الاحتلال لتعظيم خطر ايران، والصراعات العرقية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولاتها لزحزحة ارهاب الدولة وجريمة الحرب التي ترتكبها في فلسطين واسقاطها من قائمة الارهاب وأشكاله وتصنيفاته، لكننا ندرك بالوقت ذاته أن للشعب الفلسطيني وللأمة العربية ذاكرة لا تصدأ ولا تتآكل، وتعجز عن اختراقها أعتى تقنيات التزوير والتحريف حتى لو بلغت الكتب المقدسة.

ستبقى قضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية، وشعوبها المكافحة من اجل النمو والتطور ونيل الحريات كما شعوب العالم المتقدمة، وسيبقى حل الصراع الفلسطيني العربي - الاسرائيلي المفتاح السحري لحل قضايا الصراع في منطقة الشرق الأوسط، الكامنة منها والتي يتم ايقاظها، أو الدائرة قبل عقود، حيث بذرتها الدول الاستعمارية في بلادنا، وفي أحسن الأحوال عملت على تغذية الكامن، وأججت نيران ما رأت فيه امكانية لإدامة امد سيطرتها.

 قد نصيب اذا قلنا ان وعي الشعوب اليوم متقدم جدا قياسا بوعيها عندما حدثت صفقات القرن الاستعمارية، وحرمت شعوبنا العربية عموما وشعبنا الفلسطيني خصوصا من نعمة التحرر والاستقلال التام والبناء والتقدم.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024