الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

"التنجيد" مهنة تقاوم الاندثار في غزة

 زكريا المدهون

في محله المتواضع غرب مدينة غزة، انشغل سليم العكلوك (50 عاماً)، بتنجيد أحد الأغطية الشتوية الثقيلة أو ما يعرف بـ "اللحاف"، في مهنة تقاوم الاندثار.

يقول العكلوك: إنه بات من آخر "المنجّدين" في غزة، بعدما أصبح عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

منذ نعومة أظفاره قبل أربعين عاماً، يعمل العكلوك في هذه الحرفة التقليدية، التي تحتاج إلى مهارات ورثها أباً عن جدّ.

في منطقة الميناء القريبة من البحر، يبدأ العكلوك عمله منذ ساعات الصباح، ويعود مساء الى منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

"والدي عمل بهذه المهنة قبل النكبة (عام 1948م) في مدينة يافا، وبعد الهجرة واصل العمل في مدينة غزة"، يضيف العكلوك وهو يقوم بتنجيد لحاف أصفر اللون.

ولا توجد أرقام رسمية بعدد "المنجّدين" في قطاع غزة، لكن حسب تقديرات العكلوك فإن عددهم قبل عشرين عاما كان أكثر من ثلاثين شخصا، وحاليا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

خلال حديثه مع "وفا"، أشار العكلوك الى أن عائلته كانت تمتلك ثلاثة محال تنجيد، لكن اليوم لا يعمل بهذه الحرفية إلا هو، مرجعا سبب ذلك الى صعوبة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

ومنذ أكثر من عشر سنوات، تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، ما أدى الى تدهور مناحي الحياة كافة، وارتفاع نسبة البطالة.

وضافة الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة والتي أدت الى اقتراب اختفاء هذه المهنة حسب العكلوك، هناك الأغطية الجاهزة التي تغزو الأسواق وبأسعار أقلّ من تكلفة أعمال "التنجيد"، علاوة على عزوف الأبناء عن هذه تلك الحرفة والتحاقهم بأعمال أخرى.

ويقول إنه لو وجد عملا آخر أفضل من هذه الحرفة لتركها فورا، مشيرا الى المتاعب التي يواجهها خلال عمله، وفي مقدمتها الأضرار الصحية الناتجة عن الغبار المتطاير من القطن، وعجز الكثير من الزبائن عن دفع تكلفة "التنجيد".

على رفوف محل العكلوك، تكدست عشرات الأغطية الجاهزة لعدم قدرة أصحابها على دفع أجرة تجديدها، حسب قوله.

وعن الخطوات التي تمر بها عملية التنجيد، أوضح العكلوك أنها تبدأ بـ "نتف" القطن بواسطة ماكينة مخصصة بدلا من ضربه بواسطة العصا. بعد ذلك يوضع القطن في غطاء مخصص ويضرب بالأيدي حتى يستقيم ويصبح معتدلا، ثم يختار الزبون لونا حسب ذوقه لوضعه بشكل نهائي، قبل القيام بحياكته يدويا وبدقة عالية بواسطة الإبرة والخيط.

العكلوك يقوم أيضا بتنجيد ما يعرف باسم "المز" وهو استخراج الصوف من الملابس البالية، وكذلك صوف الخراف، الذي تعدّ منه المخدات والفرشات.

ومن الصعاب التي تواجه عمل العكلوك، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل الى 12 ساعة في اليوم، حيث بدأ بالاعتماد على الكهرباء من مولدات ضخمة يملكها مواطنون، ما يكلفه مصاريف إضافية هو بغنى عنها.

المنجّد العكلوك أب لـ 17 فرداً، تسع إناث و8 ذكور أكبرهم يبلغ 28 عاماً، وأصغرهم عامين، ويعتمد على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وبعد تنهيدة طويلة، قال العكلوك: "عملي بالكاد يكفيني لإطعام أسرتي الكبيرة".

وتشير تقارير اقتصادية الى اعتماد 80% من السكان الفلسطينيين في قطاع غزة (مليونا نسمة) على المعونات والمساعدات المقدمة من قبل الأونروا، ومؤسسات وجمعيات محلية وعربية ودولية. بينما ارتفعت معدلات الى 45%، والفقر والفقر المدقع يتجاوز 65%.

واشتكى العكلوك من مضايقات بلدية غزة التي تفرض رسوما باهظة عليه، غير مبالية بحالته المادية الصّعبة، كما يقول.

ــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024