الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

بيت لحم حاضرة السلام والصمود

 عنان شحادة

تعتبر مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح في هذه الأوقات، محط أنظار العالم بل العاصمة الدينية لمسيحييه، وهي تستعد لاحتفالات أعياد الميلاد المجيدة، ومع ذلك فهي أسيرة لسياسية أميركية متمثلة بإعلان الرئيس دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الأجواء العامة ومظاهر البهجة والفرحة، عشية الأعياد .

مهد المسيح كباقي محافظات الوطن، شهدت خلال الأيام الماضية هبة شعبية تنديدا بإعلان ترمب، وكان المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم مسرحا لذلك، لكن على الجهة الأخرى كانت التحضيرات حسب الستاتيكوس المتبع تسير على قدم وساق، كاستحقاق وطني ديني، فزينت المدينة بمختلف شوارعها وأحيائها وأضيئت شجرة الميلاد، وأقيمت مغارة مالطا في الساحة، عدا عن فعاليات أخرى وفق البرنامج الذي أعد مسبقا .

 حديث الشارع التلحمي أصبح يتمحور حول كيف ستكون بيت لحم يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ذروة الاحتفالات بعيد الميلاد واستقبال موكب المدبر الرسولي بيير باتسيبالا.

على المدخل الرئيس المؤدي الى ساحة المهد، جلس الثمانيني راجي قمصية أمام محله لبيع التحف الشرقية ينظر يمينا وشمالا لعله يشاهد سائحا أو زائرا أو حاجا يمر قرب محله ويدخل إليه، علّه يسترزق منه .

لم يخف هذا المسن حقيقة الوضع الصعب الذي تمر به مدينة بيت لحم بعد إعلان الرئيس الأميركي، الذي رمى بكل سلبياته على الحركة الشرائية في ظل الحضور الضعيف للأفواج السياحية الاجنبية، لافتا إلى أنه رغم ذلك استعد للمناسبة الدينية الوطنية كما في كل عام، لكن يبقى الأمر متعلقا بالوضع العام قبل الاحتفالية.

ليس بعيدا عن قمصية، وفي قلب ساحة المهد، وقفت مجموعة من الأدلاء السياحيين يتحدثون فيما بينهم حول الوضع السياحي الذي أخذ بالتقلص خلال الأيام الماضية .

الدليل السياحي عيسى موسى قال لـــ"وفا": كما تشاهد ويشاهد كل من يدخل بيت لحم، الساحة فارغة من السياح والحجاج، منذ سنوات لم تشهد بيت لحم هذا المشهد. هناك تخوف من الجميع، وخاصة سفارات الدول التي أصبحت تحذر رعاياها من القدوم للمنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص .

رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، لم يخفِ في حديثة لــ"وفا"، حقيقة حالة الترقب التي يعيشها كل مواطن فلسطيني في ظل ما يجري، ولكن الاحتفالات الدينية للمناسبة ستسير حسب الستاتيكوس المتبع ولكل إنسان الحق أن يمارس شعائره الدينية .

وقال إن إعلان الرئيس ترمب بخصوص القدس ألقى بظلاله حتى الآن على طبيعة المشاركة، فالصورة ما زالت غير واضحة على المستوى المحلي والخارجي، مشيرا إلى تطمينات سابقة بأن السياحة في أعياد الميلاد ستكون رائجة، لكن في الظروف الحالية لا إحصائيات للحجوزات والالغاء .

وأضاف أن رسالة بيت لحم للعالم هذا العام هي رسالة أمل تضيء درب الخلاص في زمن اشتدت فيه المحن وعظمت التحديات.

وقال رئيس البلدية غن بيت لحم دوما ما تكون شاهدا حيا على أنها مدينة السلام والصمود من خلال التحدي لكل إجراءات الاحتلال والظروف الأخرى، واليوم وكباقي أيام السنة، تقول للعالم إنها تسعى للعيش بأمن وأمان .

واضاف سلمان "أمل يجدد فينا روح الانتماء لوطننا وشعبنا، ويعزز إيماننا، ويقوي من عزيمتنا لنصبر على واقعنا، ويشجعنا للبقاء والصمود على هذه الأرض المقدسة رغم الظروف الصعبة التي نعيشها، ويرسخ إرادتنا للمضي قدما نحو تحقيق أهدافنا الوطنية بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وكانت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، أعلنت رسميا استنادا لبيانات منظمة السياحة العالمية، أن فلسطين تحتل المرتبة الأولى كأكثر وجهه سياحية من حيث النمو في العالم، للنصف الأول من العام 2017.

وأشارت معايعة إلى أن فلسطين قد حصلت على المركز الأول عالميا، حيث تشير البيانات الإحصائية لدى الوزارة إلى أن حوالي 1,400,951 سائحا زاروا فلسطين في النصف الأول من العام الحالي، بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 596,393 ليلة مبيت.

عيد الميلاد موسم اقتصادي

وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون لـــ"وفا"، إن أعياد الميلاد تعتبر موسما من الناحية الاقتصادية، وكنا نتوقع أن يشهد هذا العام زيارة في المبيعات تتراوح بين 30-40% لأسباب منها السوق المحلي والمحتفلين والزيارات من أراضي 1948 والسياح والحجاج .

وأضاف "التجار أنهوا الاستعدادات التي تتعلق بالأعياد، ووفروا كل المستلزمات منذ نهاية شهر تشرين ثاني/ نوفمبر، لكن في ظل الأوضاع السياسية، فإن النشاط التجاري تراجع عن السنة الماضية من 10-15% وما زال الإقبال ضعيفا قبل ثلاثة أيام من المناسبة .

فنادق بيت لحم محجوزة بالكامل

وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية الفنادق في فلسطين والقدس إلياس العرجا، إنه عادة في شهر كانون الأول/ ديسمبر وحتى الفترة اللاحقة يكون الإقبال ضعيفا، باستثناء الفترة من 20-27 من الشهر الجاري، إضافة الى الأول من كل عام، وأيضا يومي السادس والسابع من شهر كانون الثاني، موسم احتفالات عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي .

وأكد العرجا أن كافة الفنادق ممتلئة بالحجز حتى فترة العيد، بما نسبته 90% وأكثرهم من بولندا وروسيا، لافتا إلى أن مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، يوجد فيها 54 فندقا، تضم 4000 غرفة، تتسع لـ8000 شخص، مشيرا الى أنه تم هذا العام افتتاح فندقين جديدين في بيت ساحور .

وقال إن نسبة الإشغال هذا العام وحتى الآن، فيها زيادة عن السنة الماضية بنسبة 20%، ومع الأحداث تدنت النسبة، لكن يبقى الأمر أن الجميع يعوّل كثيرا خلال فترة العيد.

وأوضح العرجا أن عدد العاملين في كافة فنادق محافظة بيت لحم، يصل الى 2000، وأن العدد اضيف له قبل الأعياد 1000 موظف آخر.

من جانبه، قال مستشار حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس: يجب على الجميع المشاركة في هذه الاحتفالية، وخاصة في هذه الظروف الصعبة لنصلي جميعا من أجل أن يحل السلام، وأن نستنكر من خلال رسالتنا للضمير العالمي، ما يجري في الأراضي المقدسة وضرورة التدخل لإنصاف الشعب الفلسطيني .

وخاطب الجميع قائلا: "لا تحرموا أطفالكم من بهجة وفرحة العيد، علينا أن نكون أصحاب رسالة بأن الشعب الفلسطيني يحتفل بمناسباته رغم كل الظروف المحيطة، وهذا يؤكد أنه صاحب حق وثابت على أرضه".

وحول مشاركة مسيحيي قطاع غزه، أشار فلتس إلى وعود بالسماح لهم بالخروج من غزه إلى بيت لحم، لكن هذا يبقى حتى الأن كلاما وننتظر تحقيقه على أرض الواقع .

ــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024