في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

... خضوري على خط النار

 شادي جرارعة

يبدو المشهد في جامعة فلسطين التقنية خضوري بمدينة طولكرم مألوفا كغيرها من جامعات الوطن؛ الطلاب يتجولون داخل حرم الجامعة يمارسون شعائرهم اليومية بشكل اعتيادي، لكن ما أن ينتصف النهار حتى يبدأ الهدوء بالتلاشي؛ أصوات القنابل تسمع هنا وهناك، رائحة الغاز المسيل للدموع بدأت بالانتشار لتملأ أرجاء المكان.

جنود يطلقون الرصاص الحي والرصاص المغلف بالمطاط، أصوات ومشاهد اعتاد عليها الطلاب منذ قرابة الثلاث سنوات.

كر وفر ؛ شبان يدورون وبين أيديهم مقاليع يقذفون بها جنودا اعتلوا تلة ليطلقوا منها رصاصهم نحو الطلاب، صراخ وصيحات تعلو بين الفينة والأخرى .. إسعاف .. إسعاف، إصابة.

في العام 1930 تأسست خضوري كمدرسة زراعية لتدريس الطلبة الفلسطينيين والعرب بعد نحو 8 عقود، يمكن رؤية المدرسة التي تحولت إلى جامعة أقرب الى ساحة حرب، وتقع الجامعة على خط التقسيم الدولي لعام 1947، الذي يفصل بين الاراضي المحتلة عامي 1948 و1967، ما جعلها بحالة تماس دائم مع الاحتلال الإسرائيلي.

الطالبة في تخصص التربية التكنولوجية فاطمة الشيخ تقول: "أنا الان في عامي الأخير بالجامعة، كنت شاهدة على بداية الاحداث هنا منذ عام 2015، وقتها كنت أجلس داخل قاعة إحدى المحاضرات عندما بدأ الغاز المسيل للدموع بالتسلل من النوافذ، أصيب أغلب الطلاب بحالات اختناق والبعض الاخر أصيب بحالات من الهلع الشديد، فلم يعودوا يقدرون على الرؤية او التنفس".

وتتابع: "لقد أثرت الاحداث على تحصيلنا العلمي، فكثيرا ما تلغى المحاضرات عند اقتحام قوات الاحتلال للجامعة وإطلاق القنابل والرصاص، خاصة القنابل المسيلة للدموع".

وتوضح الشيخ أنه "منذ بداية الاحداث الأخيرة، وبالوقت الذي لا يكون لديّ أي محاضرات أتواجد بأماكن قريبة من المواجهات لتقديم المساعدة لأي شخص يحتاجها ببعض الأدوات البسيطة التي نمتلكها كالعطور والسبيرتو".

وتضيف، "هذا هو الفرق بين ان نكون داخل القاعة لا نملك شيئا يساعدنا عند تسلل الغاز إلينا، وبأن نكون خارجا ببعض الأدوات البسيطة التي تقلل من خطورة الغاز علينا".

وتشير الاحصائيات الصادرة عن الجامعة، إلى أن الاحتلال صادر ما يقارب 200 دونم لصالح جدار الفصل العنصري، وأقام ميدانا للتدريب والرماية على أراضيها التي يقع عليها مجمع مصانع "جيشوري" للمواد الكيماوية مهددة بيئتها الزراعية ورواد الجامعة، وهذا سبب رئيسي للاشتباكات التي تدور هناك.

وكانت الفترة ما بين عامي 2015-2016 الأسوأ من خلال الانتهاكات التي تعرضت لها الجامعة من قبل قوات الاحتلال، وأصيب ما يقارب 138 بالرصاص الحي، معظمها في الركب والمفاصل، و313 إصابة بالرصاص المطاطي، و850 حالة اختناق بالغاز السام والمسيل للدموع ، كما اعتقل 14 طالبا من داخل الجامعة، كما تعرضت الجامعة خلال 85 يوما لـ130 اقتحاما، بمعدل 1-5 مرات يوميا.

ومع بداية الاحداث منذ العاشر من الشهر الجاري وحتى الرابع عشر بلغ عدد الإصابات بين الطلاب وموظفي الجامعة 16 إصابة بالرصاص الحي، و49 بالرصاص المطاطي، و167 حالة اختناق، و18 إصابة كان السبب المباشر لها القنابل المسيلة للدموع، منها حالتا إجهاض لموظفتين في الجامعة، حسب بيانات الجامعة.

وتعد إصابة الشاب تامر شهاب الأخطر على مدار مواجهات الجامعة منذ اندلاعها في عام 2015، حيث أصيب ببتر بيده بعد أن انفجرت بيده قنبلة صوت ألقاها أحد الجنود.

يقول أحد الشبان بعد أن جلس يستريح بعد أن قذف عدد من الحجارة بمقلاعه: "أنا أشارك بالمواجهات هنا منذ أن اندلعت بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل، لا أملك شيئا غير مقلاعي هذا أواجه به جنود الاحتلال".

ويتابع: "أعلم أن المواجهة مع جنود الاحتلال من داخل الجامعة ستأتي بشكل سلبي على الحياة الجامعية والطلاب، ولكن لا يوجد مكان آخر أقرب من هذا المكان للمواجهة، لا أقترب كثيرا من أماكن تواجد الجنود خوفا من الاعتقال فنحن هنا نستخدم المقاليع لرشقهم بالحجارة".

الحياة في جامعة فلسطين التقنية– خضوري معرضة للتمزيق في أي لحظة كورقة يمزقها طفل صغير من دفتر يومياته برصاصة طائشة من جندي او قنبلة غاز.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024