الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

لنعمل أكثر ونشتم أقل

باسم برهوم

هناك مثل عربي في غاية الدقة والذكاء يقول "الإناء ينضح بما فيه"، وهذا باختصار يلخص علاقة البعض مع صفحات التواصل الاجتماعي، والفضاء الالكتروني بشكل عام. هذه العلاقة بحاجة لإعادة بحث وتقييم، لأنها غالباً ما تكون سلبية سواء بما فيها من اكاذيب وإشاعات، إضافة الى ان المساحة الاكبر فيها، مكرسة للشتم، وخاصة شتم العرب للعرب.

من دون شك وللإنصاف، أننا وفي أحيان كثيرة، استخدمنا التواصل بطريقة ايجابية، خصوصاً عندما نتبادل المعلومات ذات المصداقية المأخوذة من مصادر موثوقة، او عندما نوجه من خلالها رسائل سياسية وفكرية واجتماعية، ذات بعد يحث على العمل الايجابي وتخدم فكرة بناء مستقبل يكفل شكلاً افضل من التضامن والتقدم والتطور للامة العربية.

ظاهرة الشتم قد تكون هي الاكثر دلالة على ما في الاناء العربي هذه الايام، بمعنى شتم اكتر وعمل أقل، او أشتم وأنام "مرتاح الضمير"، دون ان تعي ان شتمك لا يفيد في شيء، وإنما يزيد من تمزق الامة العربية ويعمق الكراهية فيما بينها وهو الهدف الاهم للصهيونية والاستعمار العالمي وللقوى الاقليمية، التي تكشر عن انيابها لتتمدد في نفوذها على حساب العرب والجغرافيا الخاصة بهم.

 الجزء الاقل فعلا في هذه الفضاء من بعض العرب والفلسطينيين، هم هؤلاء الشتامون، بهدف تغطية تقاعسهم وسلبيتهم، ان يصدقوا الاكاذيب والإشاعات ويتبادلونها على الفور دون أي تدقيق في مصدرها، او ان يسألوا انفسهم لماذا كثرت هذه الأكاذيب والاشاعات في هذه المرحلة والتي أسهم انا شخصيا في بثها؟

نحن الفلسطينيون، وبعد اكثر من مائة عام من الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري، اكثر الشعوب ظلما في التاريخ المعاصر، نعرف بالضبط وبشكل دقيق من هو العدو، ومن هو الصديق، ومن هو المنافق والمتخاذل والمتواطئ، وادركنا ايضا ان بوصلة كفاحنا يجب الا تنحرف لحظة عن العدو الرئيسي، والا نضيع وقتنا في النزاعات الجانبية التي اخذت  منا ومن نضالنا في الماضي الوقت الطويل، وهو ما كانت ترغب فيه وما زالت دولة الاحتلال.

الغريب في الامر ان البعض يعبر عن سعادته وهو يتبادل الاشاعات والاكاذيب، وسعادة اكبر عندما يتناقل الشتائم على العرب، هؤلاء بالذات هم الاقل فعلاً، وهم الاكثر ضرراً بالقضية الفلسطينية، وبأي محاولة لإعادة ترتيب البيت العربي الداخلي على اسس ايجابية او قومية مفيدة للجميع.

واقع الامة العربية، وبدون شك غاية السوء في هذا العصر حتى الان، العرب حاولوا النهوض في القرن العشرين، ولكنهم ولأسباب عديدة لم ينجحوا، والسؤال هل في تحليل هذا الواقع شيئاً جديداً، فلماذا اذا الردح وتبادل الشتائم؟ هل هذه الوسيلة ستنهض بالأمة؟ ام تزيدها انحطاطا...؟؟؟

ليكن شعارنا، لتعمل اكثر وتشتم اقل، لنعمل لما يفيد فعلاً القضية الفلسطينية، لنعمل، ما يمكن ان يؤذي عدونا الرئيسي، لنعمل من أجل اعادة  روح العزة للامة العربية والنهوض بها عبر رسائل ايجابية وليس عبر الشتم، الذي لا يخدم الا اعداءنا.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024