الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

أجوبة طالما أردت سماعها من سامرية

جميل ضبابات .... تتلمس آية مفرج خطواتها وهي تنتقل من غرفة إلى غرفة في منزل عائلتها بحذر شديد.. فالسيدة التي حصلت على شهادة القانون من جامعة النجاح في نابلس، عليها هذه الأيام التقيد بقوانين صارمة تخص حركتها بين سريرها وبين بقية مقتنيات المنزل. وفي الحي الذي تسكن فيه على قمة جبل جرزيم في نابلس، حيث تعيش طائفة دينية صغيرة تؤمن بأسفار النبي موسى الخمسة الأولى من التوراة، يطلق أقارب آية عليها وصف "مسمدة"، وهو وصف محلي يتعلق بالسيدة التي تكون في حال الدورة الشهرية أو الولادة. ويفسر المصطلح داخل نطاق الطائفة: لا تمس هذه الفتاة. وتلزم نصوص واضحة في التوراة السيدة السامرية أن تعيش في عالم مادي خاص سبعة أيام من بداية الدورة الشهرية، أما إذا ولدت ابناً ذكراً يجب أن تبتعد 41 يوماً، وإذا ولدت أنثى فإنها تبتعد 80 يوماً. وتقول آيه (25 عاما) وهي من الطائفة السامرية: "قضيت 40 يوما وتبقى 40". كانت مفرج أنجبت طفلة أسمتها ليليان وهي الآن ذاتها الطفلة تخضع لكثير من القوانين الدينية التي أقلها عدم لمسها من قبل أي من أفراد الطائفة الذين يتجاوز عددهم بقليل 800 نفر يعيش نحو نصفهم هنا في نابلس والنصف الآخر في حولون جنوب تل أبيب. وخلال 80 يوما سيتعين على مفرج أن تمشي في خط محدد داخل المنزل دون أن تطأ قدماها السجاد، ودون أن تجلس في مقاعد العائلة، ودون أن تمس الأواني أو الخزائن التي يمسها الآخرون. عندما طلب منها أن تستقبل ضيوفا في غرفة قريبة من غرفة نومها، شوهدت السيدة تحمل كرسيا مطويا، وعليه جلست. وعلى الزوار والعائلة، أن يحذروا من لمس هذا الكرسي. ويقول السامريون إن قوانين الطهارة المتعلقة بالسيدة بعد ولادتها، لا يمكن تجاوزها. وكتب أحد الكهنة على صفحة "" الخاصة به قبل يومين: "العالم ينظر إلى السامريين من خلال هذه العادة باستغراب، وكأننا نحتقر المرأة! أليس هذا ما أنزله الله في شريعته المقدسة؟ وهل تكون المرأة على طبيعتها أثناء طمثها؟". وقال الكاهن حسني السامري شارحا أحكام حياة المرأة في فترة الحيض والعادة الشهرية: "عندما تزور امرأة سامرية في منزلها أثناء العادة الشهرية، تجد حياتها وكأنها (..) وهذا يعني أن المرأة في العادة الشهرية يكون بيتها عامراً، كله حيوية ونشاط، وليس كما يحلو للبعض وصف ذلك بالسلبية. ولا يخلو منزل آية من الأقارب الزوار .فبين الحين والآخر يطرق الباب ويدخلون، لكن آية تبقى في مقعدها الخاص. " أنا ملكة. هل ترى؟ الكل يريد مساعدتي (...) حتى ابنتي الصغيرة (4 سنوات) تساعدني" تقول السيدة. يردد المعنى ذاته حماها راغب مفرج. وتجلس السيدة على بعد خطوات من حميها وفي حجرها الطفلة الوليدة. ويبدو الرجل فخورا بلون شعر ليليان المائل للحمرة الظاهرة، لكن عندما سئل إذا ما كان هناك شغف داخلي لديه لحملها أو تقبيلها، قال "سأنتظر 40 يوما أخرى. أريد ذلك، لكن سأنتظر". تقضي الأم والبنت أيامهما بشكل طبيعي ظاهريا في منزل العائلة، ولديهما غرفة خاصة، تتحرك أيضا فيها الأم بحذر دون أن تلمس أي من المقتنيات التي يستخدمها أفراد العائلة مثل خزانة كبيرة. وفي سرير منفصل، تنام الابنة الأولى لمفرج والتي تدعى روبي، وعندما تستيقظ صباحا تقف على مبعدة وتطلب رؤية شقيقتها الصغيرة ليليان دون أن تلمسها. " تعرف ما عليها فعله"، قالت أم البنتين النائمتين في سريرين متباعدين. ويقع الحي السامري وهو حي حديث بني في الثمانينيات من القرن الماضي، على قمة ثاني أعلى جبال نابلس، وهو الجبل المقدس لهذه الطائفة، وفي أيام متفرقة يمكن رؤية بعض السيدات والفتيات في فترة العادة الشهرية يجلسن في الأماكن العامة، وقد تبدو هذه الجلسات إحدى النشاطات اليومية لهن في تلك الفترة. وقالت آية "هناك نستطيع استخدام حاجيات البعض. كلنا في نفس الوضع". وقال الكاهن حسني "هناك العديد من الزوار والسياح الذين يزورون المتحف السامري يومياً، وأثناء مرورهم في ساعات الصباح قاصدين المتحف، يسمعون الفرح والسرور والرقص والأغاني، وهنا يستفسرون ما هذه الجلسات، وبدورنا نجيبهم: إنهن في العادة الشهرية". يوم الجمعة الماضي، اجتمعت آية وخمس سيدات في فترة الدورة الشهرية في ساحة عامة. "الكل هنا ساعدنا وأحضر لنا الطعام والعصائر والمكسرات". قالت السيدة. تقول السيدات السامريات، إن أيام دورتهن الشهرية، أو أيام ما بعد الولادة، فرصة للأزواج لممارسة عمل المنزل. قالت آية "الزوج سيضطر للعمل في المطبخ". وتظهر ابتسامتها بوضوح عندما تشير إلى فترة الراحة الطويلة التي ستقضيها دون أعمال منزلية. " لا أعيش منزوية. أنا فقط أعيش وفق ما تحدد الشريعة. والكل يساعد ( ...) عندما عدت من المنزل كان نحو 15 من العائلة يساعدوني" تقول. في ذلك اليوم الذي عادت فيه آية مفرج من الولادة في مستشفى "بلنسون"، لم تعد في أي مركبة من مركبات السامريين، لكنها عادت في مركبة يملكها سائق مسلم، معروف عنه أنه السائق الذي يعيد السامريات اللواتي ينجبن. " زوجي عاد في مركبته الخاصة. لا أستطيع العودة في مركبته" قالت. إن تفسير أحكام كثيرة في الشريعة السامرية جعل خلال سنوات مضت، قضية أيام الدورة الشهرية وأيام الحيض في حياة السامريات مسألة نقاش في المحيط القريب، لكن ذلك بالنسبة لآية وغيرها مسألة محسومة. تقول السيدة "نشعر بفرح ونحب أن نفسر هذا". وتردد ذلك سامريات كثيرات.
ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024