الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

انطلاق أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس بمشاركة الرئيس

جانب من مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس

القدس عاصمة فلسطين/ القاهرة 17-1-2018 - بمشاركة الرئيس محمود عباس، انطلقت أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس، صباح اليوم الأربعاء، تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 86 دولة عربية وإسلامية، ودولية.

 شيخ الأزهر يدعو إلى مواجهة إعلان ترمب الجائر بقرار عربي واسلامي جاد

دعا شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب في كلمته خلال افتتاح المؤتمر إلى ضرورة إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة، وفي القدس خاصة، ومواجهة الإعلان الأميركي الجائر بقرار عربي وإسلامي جاد يؤكد حرمة المساس بالقدس، وعروبتها.

وأوضح الطيب أن مؤتمر اليوم ينعقد بعد 30 عاما على آخر مؤتمر عقد ليناقش الشأن الفلسطيني والقدس، وذلك بسبب الأبعاد التاريخية والسياسية التي تحدق بنا، والتي تدق ناقوس الخطر، وتتطلب العزم والتصميم من الزعماء العرب والمسلمين في مواجهة التمييز العنصري، وما آل اليه شعب فلسطين الأبي، مشيرا إلى "أن كل قوة متسلقة محكوم عليها بالانحطاط".

وأضاف: سنناقش ما آلت اليه التعقيدات السياسية التي تتعرض لها القدس، وخالص الدعاء، بالتوفيق والسداد، والصلابة. منوها إلى ضرورة التركيز على المقررات المدرسية، بهدف تكوين وعي حقيقي في أذهان ملايين الطلبة حول مكانة مدينة القدس، وقدسيتها.

وتابع: نحن دعاة سلام مشروط بالعدل، كما أمرنا نبينا محمد(ص)، سلام لا يعرف الذل، والخنوع، سلام تصنعه قوة العلم، والتسليح، الذي يمكن أصحابه من بتر أي يد تحاول أن تسلبهم أرضهم، ومقدساتهم، مؤكدا أن كل احتلال إلى زوال.

وأضاف: منذ ابريل 1948 وحتى 1988 عقد الازهر 11 مؤتمرا عن فلسطين، والمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية، حضرها الكثير من أنحاء العالم، وقدمت فيها أبحاث غاية في الدقة، وجميعها تعبر في كل مرة عن رفض العدوان الصهيوني على المقدسات، واحتلال المسجد الأقصى، واغتصاب الأرض، والآثار الإسلامية، والمسيحية من كنائس، وأديرة، ومقابر في القدس، وطبرية، ويافا.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لم يهزمنا في عامي 1948 و1967، بل نحن صنعنا هزيمتنا بأيدينا بسبب فشل حساباتنا في تقدير الأخطار، مشددا على ضرورة أن يخرج المؤتمر بنتائج عملية، وأن يكون هذا العام عاما للقدس الشريف، وعاما لدعم المقدسيين، ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، تتعهده المؤسسات العربية والإسلامية الدينية والعلمية والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني.

وقال إن تأثير الكلمات المستمرة والرافضة للاحتلال الإسرائيلي خلال 70 عاما لم توقف شهوة ابتلاع الأرض، ولم تغير الواقع، في ظل استمرار تضحية الشعب الفلسطيني، ومقاومته، وصبره الذي لم ينفذ، محذرا من خطورة ما يتعرض له العالم العربي والإسلامي من أحداث لا تتناسب فيها استخدام الشعارات مع حجم الخطر، داعيا الأمة للتنبه إلى ما تتعرض اليه القدس من هجمة، تتطلب منها أن تستعيد وحدتها.

وأثنى شيخ الأزهر على دور الرئيس محمود عباس، وقال" نشد على يد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وندعوه لمواصلة الصمود والثبات".

الرئيس يؤكد: لم يولد بعد من يساوم على القدس أو فلسطين

وفي كلمة الرئيس عباس، أكد أن القدس ستظل عاصمتنا الأبدية التي ننتمي اليها وتنتمي الينا، وأنه لم يولد بعد الذي يمكن أن يساوم على القدس أو فلسطين.

وأضاف سيادته، ان إعلان الرئيس الأميركي ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن يعطي لإسرائيل اي شرعية فيها، وأن أميركا اختارت أن تخالف القانون الدولي وتتحدى ارادة الشعوب العربية والاسلامية والعالم بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي.

وقال الرئيس لن نثق بالإدارة الأميركية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، وسنتمسك بالسلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، وسنذهب الى كل الخيارات، لكن لن نذهب الى الارهاب والعنف، ولن نتوقف أيضا عن الكفاح في حماية ارضنا وشعبنا وقدسنا وباقون فيها ولن نغادرها.

وطالب بخطوات عملية من أجل منع اسرائيل من مواصلة انتهاكاتها في القدس وفي عموم أرضنا الفلسطينية، وأن القدس بأمس الحاجة لنصرتها والوقوف معها، مشددا على أن التواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها وليس تطبيعا مع الاحتلال.

البابا تواضروس: للقدس مكانة كبيرة فى قلب كل مسيحي

بدوره، قال بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، أعلنا رفضنا التام لقرار الإدارة الأميركية الذي يؤسس الى تهويد القدس، مؤكدا رفضه للتفسيرات التوراتية التي تنفي حقوق الاخرين وتجور عليها.

وأضاف، نلتقي اليوم بقلب واحد، وفكر واحد، من أجل قضية مصيرية، هي المدينة المقدسة وزهرة المدائن التي تمثل قيمة خاصة في تاريخ الوحي الإلهي الكتابي وفيها حدث الالتقاء بين السماء والأرض حيث خاطب الله البشر، وفيها عاش السيد المسيح وكل شبر وطأته قدميه كان له مكانة خاصة، وأصبح لكل كنائس العالم أماكن مقدسة فيها.

وتابع، إن السلام اختيار لا بديل عنه، وإن السلام الدائم لا يأتي إلا باحترام الحقوق المشروعة، والسلام وثيق الصلة بالدين المسيحي وعندما جاء المسيح صحبته الملائكة في رسالة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"، ولن يصبح السلام واقعا ما لم يتوقف العنف ولغة التهديد والوعود التي أعطيت دون الالتفات الى الشعوب التي يقع عليها هذه القرارات.

وأشار الى أن القدس ووضعها المميز يجعلها قادرة على أن تكون واحة سلام، تلتقي فيها الصلوات والقلوب، ومن المحزن ان تكون المدينة المقدسة مسرحا للأحداث التاريخية من حروب، ودموية. لافتا الى ان الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه المشروعة وطالما ارتضى المجتمع الدولي حل الدولتين، وان القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، واليوم تعود القدس لتنادي ضمير العالم.

وأشار إلى دور الكنيسة المصرية القبطية الارثذوكسية الثابت والراسخ في دعم ومساندة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، بالإضافة الى مخاطبتها كنائس العالم والهيئات الدولة لمناصرة الشعب الفلسطيني ورفضا لحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ودعا الى ضرورة البحث عن كيفية تنفيذ القرارات الدولية التي تحدث عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه في ظل العقول التي لا تفكر بمشاعر المسلمين والمسيحيين. مؤكدا أن الكنيسة لا تعادي أي كيان أو دين، بل هي ترفض التعصب والقهر، واستغلال الدين وتوظيفه.

واكد التزامه بحقوق المقهورين في ضوء التاريخ والجغرافيا وإسقاط أساليب القهر والعنف. داعيا الى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس يعيش مسلموها ومسيحيوها حياة كريمة، وتنفيذ قرار حق تقرير المصير، وأن يكون المؤتمر خطوة للأمام لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

 الغانم للرئيس: شعوب الأمة وممثلوها لن يتركوك وحيدا، نحن لن ننسى الشعب الذي يعاني ويدفع من دمه فاتورة صموده 

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم "أن تكون في حضرة الأزهر أمر لا يخلو من عاطفة، وأمام قامات دينية وفكرية لها تأثير على جمهور يثق بها، وكيف والقضية هي قضية مفعمة بالانفعال، وهي قضية القدس، والشعب الفلسطيني، رغم كل محاولات طمسها، ليست لأنها عادلة وإنسانية وتاريخية ودينية فقط، بل ولأنها مغروسة في وجداننا الجمعي، ولا تقبل بالحلول الوسط، التي لاحقت وستلاحق المتقاعسين، وستبقى شاهدا على السقوط الأخلاقي لهم".

وأضاف: "يتحدث عنوان هذا المؤتمر عن نصرة القدس، فكيف ننصرها، هنا سنختلف وهذا أمر غير مقلق، ففريق سيدعو للسلام، وآخر للمقاطعة، والدبلوماسية، وفريق يدعو لعدم خوض المغامرات غير المحسوبة، وفريق يدعو للسلاح، ويزاود هذا على ذاك، ولكن هذا أمر طبيعي".

وتابع: "فخامة الرئيس عباس قال قبل قليل إن مئات القرارات صدرت عن الجمعية العامة، والعشرات صدرت عن مجلس الأمن، وسأل أين نذهب؟؟، أقول له اذهب لشعوب الأمة، والى ممثليهم، فهم لن يتركوك وحيدا، نحن لن ننسى الشعب الذي يعاني ويدفع من دمه فاتورة صموده، وعلينا ان نجعل شعبنا الفلسطيني الذي يعاني تحت الاحتلال هو الهدف لدعمه، وتعزيز صموده، وعلينا أن لا ننسى أن الفلسطيني هو الذي يموت ويهجر، والمقدسي هو الهوية العصية على الطمس، وأن نحدد مفهوم النصرة والانتصار".

وأشار الغانم إلى أن كل كلمة وصرخة من شأنها أن ترفع من معنويات الفلسطينيين هي مهمة، وكل كلمة مفصلية وفارقة في هذا المجال، ولكن أشد الأطروحات خطورة هي التي تقول أن لا فائدة من الكلام والمحاضرات، مضيفا: أن هذه هي دعوة حق يراد بها باطل، فهم يريدوننا أن لا نذكر القدس في كلامنا اليومي، ومن يعيب بيانات الشجب والاستنكار يريدوننا أن ننسى أضعف الايمان، هنا يصبح قضم المزيد من الأراضي، وطمس هوية صاحب الأرض مسألة وقت".

وأردف" حتى ننصر القدس علينا أن نعرفها، وليس مطلوبا حماية القدس والدفاع عنها، ليس لأنها مدينة المسلمين والمسيحيين، ومدينة الرسالات والانبياء فقط، بل ولأنها مدينة كل البشر، فهي ليست مكة المسلمين وفاتيكان المسيحيين، فهي مدينة الكل الإنساني، فكيف يريدون أن يلونها شذاذ الآفاق بلونهم المقيت".

وقال: "لا أريد ان يغيب عن أذهاننا التفريق بين عنصرية الصهيونية، والديانة اليهودية، التي أمرنا ديننا ان نتعامل معها بالحسنى، معرفة القدس هي بوابتنا الى اليقين، وطرفي المعادلة غير متكافئ، الأصالة مقابل التطفل، والعادي والمؤلف، مقابل المتصنع والشاذ والمؤقت، سينتصر الحق ولو بعد حين".

وأضاف: "أنا من بلد ولدت فيه بدايات الاستهلال الفلسطيني المقاوم، ومن بلد يعمل حاكمها لتحقيق التعاون العربي، ولتحقيق رؤى الحرية، على رأسهم أبناء الشعب الفلسطيني".

أبو الغيط: واهمٌ من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء

من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لحشد الموارد المالية لدعم ونصرة القدس وأعرب عن تقديره للإمام الأكبر لمبادرته بإقامة هذا المؤتمر لنصرة القدس في هذا الوقت الحرج، موكدا أنه واهمٌ من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء.

وشدد في كلمته خلال المؤتمر على أن القدس ليست مجرد قطعة من الأرض، وإنما هي رمز كبير، وأكد أن قرار ترمب رفَضَه غالبية العالم بما يشبه الإجماع الدولي، والموقف العربي واضح ولا لبس فيه، فالقدس عربية، وتوافق الوزراء العرب في 9 ديسمبر الماضي علي خطة للتصدي لهذا القرار الجائر، وسيجتمع الوزراء العرب أول فبراير لتحديد وتنفيذ هذه الخطوات وتصعيد وتفعيل الحملة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

وأوضح ان القدس قضية كل عربي، وتمثل مغزي روحي، ترضخ للاحتلال وبها 300 ألف فلسطيني يحافظون علي عروبة القدس، يحولون دون تهويد المدينة، داعيا لحشد الموارد المالية لدعم ونصرة القدس.

وقال، إن إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها مدانٌ ومرفوض وليس له من أثر قانوني أو سياسي سوى إدانة الدولة التي اتخذته، وعزلها، ووصم سياساتها بالظلم ومواقفها بالانحياز وقراراتها بالبُطلان.. إنه قرارٌ لم يرفضه العرب وحدهم، ولا المسلمون دون غيرهم، وإنما رفضته الكثرة الغالبة من أمم العالم من أقصاه إلى أقصاه، في قرارٍ للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي صوت لصالحه 128 دولة، بما يعكس حالةً تقتربُ من الإجماع الدولي على بطلان القرار وعدالة الموقف الفلسطيني.

وأضاف الأمين العام، إن الموقف العربي في شأن القرار الأميركي واضحٌ لا لبس فيه.. القدس الشرقية أرض محتلة، وهي عاصمة للدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرارُ في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الشرعية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأكد أن الوزراء العرب في اجتماعهم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في 9 ديسمبر الماضي اتفقوا على خطة عملٍ من أجل التصدي لهذا القرار الأمريكي الجائر، والإبقاء عليه في دائرة البطلان والرفض الدولي، والحد من تبعاته السلبية، والحيلولة دون إقدام أية دولة على خطوة مماثلة.. وسيجتمع الوزراء العرب أول الشهر القادم لمناقشة الإجراءات التفصيلية والخطوات المُحددة التي ستقوم بها الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، والحفاظ على هذا الزخم العالمي المؤيد والمُساند.. وتصعيد الحملة الداعية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إن هذا الجهد المبذول على الصعيد الرسمي مهمٌ وضروري.. إلا أن القضية – كما تعلمون- أكبر من أن تُحصر في المجال الرسمي أو أن تحمل لواءها الحكومات وحدها.. القدس قضية كل عربي، مسلماً كان أو مسيحياً .. ويتعين على القوى الحية في هذه الأمة أن تحتضن هذه القضية احتضاناً كاملاً، وأن تحتشد لها، وتنافح عنها .. ولا أملُّ من التذكير بأن القدس، على ما تنطوي عليه من معنىً رمزي وما تمثله من مغزى روحي، ليست مدينة في الخيال، وإنما هي واقعٌ من روح ودم .. يسكنها بشرٌ يرزحون تحت نير واحدٍ من أشد أشكال الاستعمار بطشاً وقسوة، وأكثرها إمعاناً في التنكيل .. في القدس نحو ثلاثمائة ألف فلسطيني يمارسون كل يوم صموداً أسطورياً .. وجودهم في المدينة هو العنوان الحقيقي على عروبتها ..صمودهم شرفٌ على جبين هذه الأمة.. استمساكهم بالأرض وصلاتهم في الأقصى هو ما يحول بين المحتل الغاشم وبين تحقيق مخططاته لتهويد المدينة.

وبين أبو الغيط، إن لدى إسرائيل سياسة مُمنهجة لتهميش الوجود العربي في المدينة وحصاره، عبر منع تصاريح البناء لتحجيم النمو العمراني الطبيعي.. وسحب الهويات وعدم تجديدها، وزرع المستوطنات بين مدينة القدس وبقية مناطق الضفة الغربية، بل وفي قلب الأحياء العربية في القدس، فضلاً عن المخططات الخطيرة للحفر أسفل المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم.. وإدخال جماعات من اليهود المتطرفين كل يوم إلى باحات المسجد الأقصى بحجة الصلاة.. وانتهاءً بالقانون الباطل المدعو "القدس الموحدة" الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي، وهو الحلقة الأخيرة في سلسلة من القرارات والإجراءات والقوانين العنصرية التي تهدف إلى إجراء عمليات تهجير قسري للمقدسيين، من أجل الإبقاء على أغلبية يهودية في المدينة.

وأكد أن مساندة المقدسيين هو واجبٌ على كل عربي ومسلم.. وقد تعهد الوزراء العرب في القرار الذي تبنوه في 9 ديسمبر الماضي بزيادة موارد صندوقي القدس والأقصى دعماً لصمود الفلسطينيين الأبطال "المرابطين على أرضهم والمتمسكين بمبادئهم".. إنني أدعو الجميع -من على هذه المنصة الكريمة ذات الاحترام الكبير والتأثير الواسع في العالمين العربي والإسلامي- إلى حشد الموارد المالية لهذين الصندوقين.. إن نصرة الأقصى لا تتم سوى بنصرة أهله.. ونصرة أهل القدس لا تتحقق بالكلمات ولا تتأتى بالأمنيات، وإنما بعملٍ منهجي من أجل دعم وجودهم في المدينة، وتعزيز نضالهم اليومي من أجل تحدي الاحتلال وإفساد مخططاته.

وأضاف واهمٌ من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء.. مخطئٌ من يعتقد أن انتزاع القدس من وعي المسلمين والعرب هو أمرٌ ممكن.. إن قضية القدس لن تموت ما بقيت حية في الوعي والوجدان.. إن للأزهر الشريف دوراً أساسياً في تحصين وعي الأجيال من أي عبث بهذه القضية الهامة، وفي صيانة هذا الوعي من أي تشويه أو تحريف.. وكلنا ثقة في أن الأزهر– كما هو العهد به– لن يُضيع القضية ولن يخذل القدس أبداً.

آل الشيخ يشدد على أهمية بحث آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين وحفظ مقدساتهم

من جانبه، أكد وزير الشؤون الدينية الدعوة والإرشاد السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أهمية إظهار الحقائق، وتوعية الناس بالحق، وأهمية هذا المؤتمر لبحث آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين، والعرب، والمسلمين، تحمي أرضهم، وتحفظ هويتهم، وتحفظ هوية المقدسات الدينية أمام الغطرسة الصهيونية، التي تحدت العرب والمسلمين، والعالم، والقرارات الدولية.

وعبر عن شكره لجمهورية مصر العروبة والإسلام رئيسا، وحكومة، وشعبنا، على جهدها الكبير، ونصرتها للقضية الفلسطينية في عمل متواصل في تاريخ طويل، وللإمام الاستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كما شكره على دعوته لعقد هذا المؤتمر العالمي، ولبيانه المهم في حينه تجاه الخطوة الأميركية الآثمة الباطلة شرعا وقانونا.

 وقال، "إن المملكة العربية السعودية تؤيد هذا الاهتمام من الأزهر الشريف بالقدس، وتعتبر أن الواجب الكبير هو الوقوف الراسخ والدائم الى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، وإنها راعية الحرميين الشريفين، وهي قبلة المسلمين، تقوم اليوم بواجبها الإسلامي والعربي لحماية القدس من كل الأخطار، ومنها تهويدها أو جعلها عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني.

وأضاف: إن بيت المقدس بناه العرب اليبوسيون، سكنوه وعمروه، وكانت هذه الأرض المباركة هي أرض ابراهيم عليه السلام، وأرض الأنبياء من بعده، وإبراهيم عليه السلام كان حنيفا مسلما، ولم يكن يهوديا، والقدس مرتبطة بعقيدتنا الإسلامية، وبولائنا، وايماننا بأنبياء الله، وقد عظم الله المسجد الأقصى بربطه بالمسجد الحرام فهما شيء واحد في الايمان والقداسة.

وتابع: إن راعي السياسة ينتصر للقدس بأخذ الحق بقوة الفعل، والمسؤولية قوة الممكن والمتاح، والأخذ بقاعدة توازن القوى، والتحالفات السياسية، وثنائيات خذ وطالب، والمد والجزر، وتوزيع الأدوار، وتحييد الخصوم، وطول النفس، وبناء الناس، وتربيتهم، وتخطيط لكل احتمال والدفع بكل خطوة ايجابية والاستفاده من كل المستندات القانونية، أما العلماء فهم حملة رسالة لا صناع سياسة، وهم ورثة الانبياء ينتصرون للقدس، وللمسجد الاقصى بإبقاء الايمان بالله ورسوله، ودين الاسلام قويا صلبا في روح جماهير الأمة، إننا نرسخ العزة ونبين من هو العدو حتى لا ينسى، ونحذر من الماسونية، والصهيونية، ونشعل نار الغيرة على المقدسات كل يوم، وكل جمعة.

واختتم كلمته بالقول: إن واجبنا أن نعرض الحق الثابت المجرد من تأثير الزمان، حتى يبقى الحق في النفوس لا يموت، والنصر آت ولا يأس، ولا ملل، وان احتلال أوطاننا وإن طال فإن الرجال الصادقيين مع الله سوف ينهونه، ومن يقوم بتجربة واحدة مرتين لن يأتي بنتائج مختلفة.

البرلمان العربي يؤكد استمرار جهوده في دعم صمود شعبنا في كافة المحافل وعلى كافة المستويات

اكد رئيس البرلمان العربي دكتور مشعل بن فهم السلمي "استمرار جهود البرلمان العربي في دعم كفاح الشعب الفلسطيني في كافة المحافل وعلى كافة المستويات".

وقال " ان البرلمان العربي شكل لجنة خاصة باسم فلسطين برئاسة رئيس البرلمان العربي، ويعمل على ثلاث خِطط عمل للتصدي لسياسة القوة القائمة بالاحتلال، وفضح ما تقوم به من جرائم وانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني الصامد.

وأوضح السلمي " ان الخطة الأولى هي التصدي لقرار الإدارة الأمريكية المرفوض بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، وقد تم مخاطبة كافة برلمانات العالم الإقليمية والوطنية وتم تشكيل وفود برلمانية من أعضاء البرلمان العربي لزيارة البرلمانات الإقليمية والدولية- اليوم يجتمع وفد البرلمان العربي مع أعضاء البرلمان الأوروبي- لحشد الدعم والتأييد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس.

وأضاف، " أما خطة العمل الثانية فهي لمنع عقد القمة الإسرائيلية الإفريقية التي كان مقررا عقدها في دولة توجو في شهر أكتوبر الماضي، وقد تم الاتصال ببرلمان عموم إفريقيا وكافة البرلمانات الإفريقية، وتم إرسال مبعوثين باسم رئيس البرلمان العربي لبعض البرلمانات الإفريقية المؤثرة، وكُللت جهود البرلمان العربي مع جهود الدول والمؤسسات العربية والإسلامية بالنجاح، بأن أُجلت هذه القمة لأجلٍ غير مسمى.

وأشار إلى أن خطة العمل الثالثة هي التصدي لترشح القوة القائمة بالاحتلال للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2019-2020م، لما لهذا الترشح من تداعيات خطيرة على مصداقية منظمة الأمم المتحدة، عندما تشغل قوة محتلة وتضطهد شعباً بأكمله منذ أكثر من سبعين عاماً، وتمارس بحقه أبشع الانتهاكات والجرائم العنصرية مقعداً في مجلس الأمن الدولي.

وقال " إن ارتباط العرب والمسلمين بمدينة القدس عميق الجذور، مرتبط بالدين والأرض والتاريخ والحضارة، فالقُدس تمتلك قداسة المكان الذي يحوي المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وانطلاقا من واجبنا الديني والقومي والأخلاقي والإنساني، وتُحملاً لمسؤوليتنا في التعبير عن موقف الأمة العربية تجاه مدينة القدس والمخاطر الكبرى المحدقة بها، بادر البرلمان العربي بعقد جلسةٍ طارئةٍ باسم الشعب العربي، في الحادي عشر من ديسمبر الماضي في مقر جامعة الدول العربية، لمناقشة تداعيات القرار الأمريكي المرفوض، الذي يُعد سابقةً خطيرةً للإخلال بمنظومة العلاقات الدولية، والعبث بالقانون الدولي، وانتهاكاً صريحاً لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر القدس مدينةً محتلة، واعتداءً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، واستفزازاً صارخاً لمشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم، وتهديداً للأمن والسلم الدوليين.

وأشار السلمي إلى أن البرلمان العربي الذي أتخذ من القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين شعاراً لدورة انعقاده، يتحرك من إيمانٍ عميق، وقناعةٍ راسخةٍ، لم ولن تتزحزح، من أن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت وستظل قضية العرب والمسلمين الأولى والمحورية، وإن القدس التي نُكن لها محبةً صادقة، وإيماناً راسخاً، واستعداداً للتضحية في سبيلها، بما لها من رمزيةٍ ومكانةٍ دينيةٍ وتاريخية وثقافية عميقة، ليست محلاً للتنازل أو المقايضة، فهي شرف وكرامة وعزة الأمة العربية والإسلامية. ووجه لفخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن تحية إجلال وتقدير على صمودِهم وتمسكهم بثوابت القضية الفلسطينية، وثمن شجاعة وتضحيات الشعب الفلسطيني ضارباً أروع الأمثلة في البطولة والصمود أمام سياسات القتل والتدمير والتهجير الممنهجة التي تمارسها قوة الاحتلال الغاشمة.

وفي الختام تقدم الدكتور مشعل السلمي بالشكر والتقدير والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لعقد هذا المؤتمر الهام، وللأزهر الشريف لما يقوم به من جهود مشكورة نصرةً للأقصى وللقضية الفلسطينية.

وسأل الله تعالى أن يُشكل هذا المؤتمر نقلة نوعية للتضامن العربي والإسلامي للخروج بمواقف وتوصيات تدعم صمود المرابطين في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتضع حداً للانتهاكات والجرائم المستمرة بحقه، وتمكينه من انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة لبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، متمنيا العزة والنصر والتمكين لأمتنا العربية والإسلامية، وان تحيا القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين .

بابا الفاتيكان: لن أكف عن وساطة حل الدولتين وحفظ هوية القدس

قال بابا الفاتيكان فرانسيس، إنه لن يكف عن الدعاء من أجل السلام، ورفع الصلاة ليعمل القادة لتجنب نوبة جديدة من التوتر.

وأضاف بابا الفاتيكان، خلال كلمة ألقاها عنه سكرتيره الأول، في المؤتمر، إنه لن يكف عن التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الدولتين، مع الاحترام الكامل لمدينة القدس التي تحتاج إلى وضع خاص للحفاظ على هويتها، وتجاوز النقاش بحدود الأراضي. 

 

مندوب الشيشان: مسلمو العالم لن يتخلوا عن المدينة المقدسة

فيما قال مندوب عن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، إن الولايات المتحدة الأميركية تساهم دائما بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الهائل لإسرائيل، وهي تتخذ هذه الخطوات بهدف إقناع الأجيال بحتمية السيطرة الاسرائيلية الكاملة على فلسطين، ثم يتجسد ذلك كله بإعلان ترمب بشأن القدس.

وأشار إلى أن القدس هي إحدى مقدسات الاسلام، وبالتالي فإن المسلمين في جميع أنحاء العالم لن يتخلوا أبدا عن هذه المدينة المقدسة، مؤكدا على ضرورة اتحاد بلدان المنطقة وإعداد برامج طويلة لتنسيق الإجراءات المشتركة واتخاذ جملة من التدابير والاجراءات السياسية للحيلولة دون حدوث مزيد من العنف.

وأكد أن موقف القيادة الروسية معروف لدى جميع دول العالم ومعروف لدى القيادة الفلسطينية، وهو موقف مبني على ضرورة التوصل الى تسوية شاملة مع مراعاة الحقائق التاريخية والمصالح لجميع الأطراف القائمة منذ قرون.

مجلس الكنائس العالمي: التفرد في المدينة المقدسة سيؤدي إلى حقائق مظلمة جدا

من جهته، قال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القسّ أولاف فايكس تفتيت، إن الزمالة المسيحية العالمية تضمّ 348 كنيسة أرثوذكسية، وأنجليكانية، وبروتستنتية، تشاطركم، وكذلك الكثيرين في أنحاء العالم، شعورا بالمحبة والاهتمام العميقيْن والدائميْن تجاه القدس، نقرأ في العهد الجديد كيف بكى يسوع المسيح على المدينة بمحبة وشوق "إنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ". (لوقا 42:19)

وأضاف، ان يتبع المرء كلام يسوع ويقتدي به يعني أن يقول الحقيقة، ويسعى للعدالة، ويصبح من صانعي السلام في الصراعات والخلافات التي تنشب حول العالم. وبالتالي، فإن مجلس الكنائس العالمي يسعى لأن يفي بالالتزام والمساهمة في تحقيق سلام عادل للقدس، ونصلي دائما لكي يحل السلام في القدس، أعني السلام الذي لا يمكن أن يكون حقيقيا ودائما إلا إذا كان قائما على العدالة.

وبين أن المجلس يضم في عضويته كنائس المجتمعات المسيحية الأصلية المقدسية، التي يتعرض مستقبلها في مدينتها لخطر فظيع وداهم نتيجة الظروف السائدة، إذ يرزح الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال ووطأة الآثار السلبية للمستوطنات غير القانونية، ويحيا على نوايا المجتمع الدولي التي لم تتحقّق وتتمثّل بدعم التوصّل إلى حل عادل وقابل للبقاء، للقدس ولكافة الشعوب التي تعيش في الأرض المقدسة.

ودعا لاحترام "حب وتعلق الجميع العميق في أي حل يمكن تصوره، إن كان ذلك ممكنا".

وقال إن "مستقبل القدس يجب أن يكون متقاسما، لا يمكن أن تكون ملكا لدين واحد على حساب الآخرين، ولا يمكن أن تكون لشعب واحد على حساب الآخرين، يجب أن تبقى القدس مدينة لثلاثة أديان ولشعبين".

وأضاف ان إعلان الرئيس الأميركي عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يأخذ القضية بعيدا عن مائدة المفاوضات فحسب، بل يخلق عقبات أشد خطورة أمام السلام العادل. وقبل صدور القرار، حذر رؤساء الكنائس في القدس، بدعم من الكنائس في جميع أنحاء العالم، من أن "التفرد في المدينة المقدسة سيؤدي إلى حقائق مظلمة جدا"، وقد أدى ذلك بالفعل إلى تأجيج مشاعر الغضب والحزن من جانب، وشجع من ناحية أخرى مقترحات تشمل حتى ضم الضفة الغربية.

وأوضح أن هذا الوضع يجعل من الضروري والملح أن تكون هناك مبادرات جديدة لإحلال السلام العادل في القدس، "فإذا كان التوجه أن تكون القدس عاصمة لشعبين، يعيشان سويا متمتعين بحقوق متساوية، يجب أن يكون هناك حل سياسي بأفكار ملموسة عن كيفية تحقيق ذلك، أما إذا أريد لها أن تكون عاصمة لشعبين ودولتين، يجب تعريف الدولتين والاعتراف بهما كدولتين حقيقيتين قابلتين للحياة ومعترف بهما دوليا ضمن حدود معترف بها دوليا".

وبين أن "خطة الأمم المتحدة لعام 1948 بأن تكون القدس كيانا منفصلا بموجب القانون الدولي لم تتحقق أبدا، ويبدو أن أي خطة لتدويل المدينة رسميا غير محتملة الآن. ومع ذلك، لا يمكن لأي بلد أن يحدد بشكل أحادي ماهية القانون الدولي بشأن هذه المسألة، ولا يمكن لأي بلد خارجي أن يملي الحل. فيجب أن يحدث ذلك من خلال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما ينبغي أن يحدث ذلك بدعم من المجتمع الدولي الأوسع، خاصة من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، التي يجب عليها الآن أن تتحمل مسؤولية أقوى للمساعدة في إيجاد حل مستدام لمستقبل السلام العادل في القدس".

وقال إن "إطالة أمد الصراع، الذي تتخذ فيه القدس حيزا مركزيا، يعد مصدرا للتوتر والصراع في المنطقة وخارجها. وبدلا من تأجيل مسألة القدس إلى مرحلة "الوضع النهائي"، ينبغي النظر في إمكانية حل النزاع حول القدس، فذلك قد يوفر زخما وطاقة لحل جوانب أخرى من الصراع، ولن يكون هناك سلام في القدس ما لم يتم احترام الديانات الثلاثة ومشاركتها في الحل. ومن ناحية أخرى، فإن الوضع يدعو مجتمعات الأديان الثلاثة، محليا ودوليا، إلى تقديم مساهمات صادقة وعملية لتحقيق الآمال والتطلعات من أجل تحقيق سلام عادل للقدس".

وختم كلمته، "لقد حان الوقت لجميع الحاضرين هنا لتطوير مبادرات جديدة يمكن أن توفر سلام مستدام ودائم في المنطقة، فنحن مدينون بذلك لأطفالنا وللأجيال القادمة، فلنساهم معا في سلام عادل، وليس في صراع دائم".

 

ويأتي انعقاد المؤتمر الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، في إطار سلسلة القرارات التي اتخذها شيخ الأزهر- رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، للرد على إعلان نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة وزعم أنها عاصمةً للكيان الصهيوني المحتل.

وكان في استقبال الرئيس أمام قاعة الأزهر للمؤتمرات، شيخ الأزهر أحمد الطيب.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر عدة محاور رئيسية تتركز على استعادة الوعي بقضية القدس والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية، واستعراض المسؤولية الدولية تجاه المدينة المقدسة باعتبارها خاضعة للاحتلال، بالإضافة الى التأكيد على أن القانون الدولي يلزم القوة المحتلة بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض.

كما حضر أعمال الجلسة الافتتاحية الوفد المرافق للرئيس وهم: عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ، وقاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والإسلامية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي لسيادته مجدي الخالدي، بالإضافة الى عدد من الوزراء والشخصيات ورجال الدين الذين وصلوا مساء أمس من فلسطين لحضور فعاليات المؤتمر .

 

يتبع...

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024