في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

45 دقيقة من الرعب

الجريح مبروك محمود جرار

نابلس– زهران معالي- يرقد الجريح مبروك محمود جرار (40 عاما) على سرير الشفاء في مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، بعد أن وصل مساء أمس من مستشفى العفولة في أراضي 48، مهشم الأطراف إثر تعرضه للعض من كلب بوليسي، أثناء اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل 10 أيام.

في الثالث من شباط/فبراير الجاري، كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحا عندما استيقظت عائلة جرار مفزوعة على أصوات انفجارات ضخمة ناتجة عن قذائف "انيرجي"، هزت أركان منزلها في بلدة برقين جنوب غرب مدينة جنين.

سارع جرار وزوجته إيناس لإحضار طفليه صهيب (9 أعوام) ومحمود (5 أعوام) من غرفة نومهما وتجمعوا جميعا في غرفة النوم الرئيسة، أخبر طفليه أن جنود الاحتلال في الخارج سيقتحمون المنزل ويعتقلونه "لا تخافوا"، قبل أن تعيش العائلة 45 دقيقة من الرعب المتواصل. 

يروي جرار، أن قوات الاحتلال ضربت عدة قذائف أدت لتحطم زجاج المنزل وانقطاع الكهرباء عن شقتهم الواقعة في الطابق الثاني، فيما فجر الاحتلال مدخل ونوافذ الطابق السفلي بعدة قذائف صاروخية.

تعالت أصوات الجنود الذين قارب عددهم أربعين جنديا، على الدرج المؤدي للشقة التي تقطن بها عائلة جرار، عم الصمت قليلا، لكن سرعان ما دوى صوت خمسة انفجارات على مدخل الشقة.

ويضيف "كنا نتوقع دخول الجنود، لكن تفاجئنا أن كلبا بنيا مخططا بالأسود غير مكمم يهاجم غرفة النوم، انقض عليّ من بين أبنائي وزوجتي وعضني في كتفي الأيسر".

قرابة ربع الساعة حاول جرار خلالها الإفلات من أنياب الكلب البوليسي، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، فكلما صده عن كتفه الأيسر عاود إمساكه بفخذه، حاولت زوجته هي الأخرى حمايته لكن دون جدوى، فيما بقي طفلاه متجمدان في زاوية الغرفة بلا حركة، والصدمة تعلو وجهيهما.

يقول جرار "شعرت أن عظم يدي يتفتت خلال تلك اللحظة، صرخت مطولا لكن لم استطع المقاومة واستسلمت".

صرخت زوجته إيناس على الجنود "انقذوا زوجي من الكلب"، إلا أن الجنود عرضوا عليها مقايضة تسليم الشهيد أحمد نصر جرار الذي لا تعرف العائلة مكان اختبائه، مقابل إنقاذ زوجها من أنياب الكلب.

تشير الزوجة، "أدركت أن الجنود لن ينقذوا زوجي فتوجهت لإنقاذه، وفي تلك اللحظة طالبنا الجيش بالخروج من المنزل، حاولت إخراجه لكن الكلب ما زال ينهش لحمه، كان الوضع مرعبا ومروعا".

حاولت الزوجة مرارا سحب زوجها لمدخل الشقة، إلا أنها لم تقوَ على مواجهة شراسة الكلب البوليسي، زحف مبروك رغم استمرار نهشه من الكلب فباغته أحد جنود الاحتلال بلكمة على وجهه أدت لكسر أنفه.

وتضيف الزوجة "لم يكتف الاحتلال بالإجرام لهذا الحد، فواصل جنود الاحتلال سحب مبروك على درج البناية حتى مدخل المنزل والكلب ينهش فيه، بالرغم من نزفه".

وتتابع "أخرجنا الجنود من المنزل وأبعدونا مسافة 10 أمتار عن مبروك والمنزل، ولاحقا أخرج الجنود زوجي مكبل اليدين ووجهه عبارة عن شبح ملطخ بالدماء بشكل مروع جدا".

وعقب انسحاب قوات الاحتلال من المنزل واعتقال جرار، الذي اعتقل عدة مرات سابقا، كانت قطع من لحمه ودمائه تلطخ درج المنزل وأركانه، تؤكد الزوجة.

ووفق الجريح جرار، فإن قوات الاحتلال نقلته عقب اعتقاله مكبلا لمعسكر سالم العسكري غرب جنين، وبقي ملقى على أرض المعسكر ينزف لثلاث ساعات دون تقديم العلاج فيما مارس الجنود عربدتهم واستهزائهم به عبر التقاط صور "السيلفي" معه.

وتابع: نقلني جنود الاحتلال بسيارة إسعاف إلى مستشفى العفولة، وبالرغم من إصابتي البالغة ووضعي الصحي الصعب، خضعت للتحقيق في المستشفى، حيث حضر محقق وبدأ يسألني عن علاقتي بالشهيد أحمد جرار، وحاول التغاضي عن إصابتي وجروحي، وكان يحاول أن يتهرب كلما أذكر له الجريمة التي تعرضت لها".

وأصدرت قوات الاحتلال يوم الأحد الماضي قرارا بالإفراج عن الجريح جرار.

ورغم بشاعة الجريمة التي مارسها جنود الاحتلال بحق عائلة جرار، إلا أنهم عاودوا اقتحام منزلهم بعد خمسة أيام من الاقتحام الأول، أجرى خلالها الجنود تفتيشا عاريا لزوجته ووالدته (75 عاما) وشقيقته (50 عاما) التي تعاني من الإعاقة، وفق ما أكدت الزوجة إيناس.

وتحدث أخصائي علاج العظام والمفاصل في مستشفى رفيديا د. مؤمن خراز، المشرف على حالة جرار، لـ"وفا"، أنه يعاني من علامات عض الكلاب وتهشم بالجلد والطبقة ما تحت الجلد ومنطقة العضل. وأشار إلى أنه وصل الكتف الأيسر متهشم مع علامات عض وبالفخذ الأيسر والكوع الأيسر وتحت الإبط.

وأضاف "وضعه الصحي حاليا، ما زال هناك التهاب في الجروح ويحتاج العلاج والمتابعة اليومية والفحوصات الدورية لتماثل الجروح للشفاء". وتابع أن الخوف من تحول جروحه لجروح بكتيرية، لأن أي إنسان يتعرض للعض يبقى الخوف من الصرع وأمراض أخرى بكتيرية، وفرع الطب الوقائي بوزارة الصحة يتابع تلك الأمور.

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024