ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    شهداء وجرحى في غارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    تشييع جثمان الشهيد جهاد أبو عليا في قرية المغيّر    المستعمرون يواصلون هجومهم على المغيّر: إحراق منازل ومركبات    المستعمرون ينقلون جرائم الحرب في غزة إلى الضفة    5 إصابات في هجوم للمستعمرين على قرية أبو فلاح    هجوم دموي للمستعمرين شمال شرق رام الله بداعي البحث عن "مفقود"    "فتح" تدعو إلى النفير العام والتصدي لعدوان المستعمرين على قرية المغير    جماهير شعبنا في طوباس تشيّع جثماني الشهيدين شحماوي ودراغمة    8 مجازر في قطاع غزة وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 33634    تركيا تقيد تصدير بعض المنتجات إلى إسرائيل  

تركيا تقيد تصدير بعض المنتجات إلى إسرائيل

الآن

الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية بالقدس- د. حنا عيسى - استاذ القانون الدولي

الاستيطان: منذ قيام دولة "إسرائيل" وحكومات الاحتلال المتعاقبة تسير وفق مخطط ممنهج وشامل لتهويد مدينة القدس المحتلة، يرتكز هذا المخطط على الاستيطان بكافة أشكاله من بؤر وتجمعات استيطانية، ومصادرة الاراضي والمنازل العربية ومنحها للمستوطنين، وزيادة اعداد المستوطنين والمتطرفين في المدينة المقدسة، وذلك كله على حساب الارض العربية الفلسطينية وسكانها المقدسيين، ومن أجل تحقيق هدفها الأبرز بالسيطرة الكاملة على مدينة القدس المحتلة، عملت على توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "والنبي يعقوب، كفعات زئييف، والتلة الفرنسية، كفعات حدشا، كفعات هاردار" من الشمال، فالسياسة التي اتبعتها "إسرائيل" أدت إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان الفلسطينيين، حيث بلغت نسبة المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة حوالي 300.000 مستوطن. ووفقاً لمعطيات مكتب الإحصاء لشهر ديسمبر من عام 2013 الذي نشرها موقع المستوطنين7، فقد بلغ عدد المستوطنين 375 ألف مستوطن في الضفة الغربية، فقد أضيف لعدد المستوطنين خلال العام المنصرم 15,400 مستوطن.
يشار الى أن عدد المستوطنات في القدس حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس، أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في محافظة القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.

يعتبر مشروع E1 من أخطر المشاريع الاستيطانية التهويدية التي تستهدف مدينة القدس المحتلة وتواصلها مع الضفة الغربية، صادقت عليه حكومة الاحتلال اول مرة عام 1999م، يشمل مساحات للسّكن والسياحة والتجارة والخدمات المنطقية ومقبرة إقليمية، ويقع إلى الشمال من منطقة البناء في (معاليه ادوميم)، ويهدف الى خلق تواصل يهودي بين مستوطنة (معاليه ادوميم) والقدس، وسيشكل عازلاً إسرائيلياً في عمق الضفة الغربية ليفصل منطقة رام الله في الشمال عن بيت لحم في الجنوب، ويفصل القدس الشرقية عن باقي الأراضي الفلسطينية، وتكمن خطورته في انه سيؤدي في نهاية المطاف إلى حرمان القدس الشرقية من اخر المناطق المتبقية التي تكفل لها النمو والتطور الاقتصادي في المستقبل، اضافة لسيطرة إسرائيل على ملتقى الطرق الرئيس الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، اضافة لعزل القدس الشرقية بصورة دائمة عن بقية مناطق الضفة الغربية، وتقسيم الضفة الى قسمين، ناهيك عن القضاء على اية فرصة لتطبيق حل الدولتين وإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
 
مقبرة مأمن الله:
مقبرة "مأمن الله " هي أقدم مقابر القدس عهداً وأوسعها حجماً، وأكبرها شهرة ولقد ساير تاريخها تاريخ القدس، وفيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي (636ب.م)، وعندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا فيها مجزرة بشعة حيث قدر عدد الشهداء في هذه المجزرة من الرجال والنساء والأطفال بـ ِ(70.000) شهيد، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفن الشهداء في مقبرة "مأمن الله"، وفيها عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد، وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – القدس من يد الصليبيين أمر بدفن من استشهدوا في المعارك مع الصليبيين في نفس المقبرة. توالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام من المدينة، وأحيطت المقبرة في أواخر العهد العثماني بسور عام 1318هـ وأستمر المسلمون في دفن موتاهم حتى عام 1927م حيث أصدر المجلس الإسلامي الأعلى حظراً على دفن الموتى فيها بسبب إكتظاظها واقتراب العمران إليها، وقام المجلس الإسلامي الأعلى أيام الانتداب البريطاني على فلسطين بترميمات متكررة لسور المقبرة وغرفة الحارس وتسوية منخفضات وخصوصا تعبئة حفر المحجر بالتراب.
 
ومن الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لحرمة المقبرة ما جرى عام 1935  حيث بدء اليهود بالقاء أنقاض أبنية لهم في تربة مقبرة مأمن الله. وفي عام 1947 استولى الجيش البريطاني على مقبرة "مأمن الله" وهدم أجزاء من سور المقبرة. وفي عام 1948 احتلت القوات الإسرائيلية، الجزء الغربي من القدس ، فسقطت من ضمنها مقبرة الشهداء والعلماء والصالحين ومأمن الله، وأقرت إسرائيل قانونا بموجبه يعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد – بعد الحرب – بأراضي تدعى أملاك الغائبين، وأن المسؤول عنها يسمى "حارس أملاك الغائبين" وله الحق التصرف بها.  ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المؤسسة الاسرائيلية تقوم بتغيير معالم المقبرة وطمس كل اثر فيها، حتى لم يتبقَ فيها أقل من خمسة بالمئة من القبور التي كانت موجودة فيها، وقدرت المساحة المتبقية منها بحوالي ثمن المساحة الأصلية أي حوالي 19 دونما .
 
أما في عام 1967 حولت المؤسسة الإسرائيلية جزءا كبيرا من المقبرة الى حديقة عامة، دعيت بحديقة الاستقلال بعد أن جرفت القبور ونبشت العظام البشرية وقامت بزرع الأشجار والحشائش فيها، وشقت الطرقات في بعض أقسامها، كما بني على قسم آخر واشتهرت الحديقة باستعمالها وكرا لممارسة أعمال الرذيلة خاصة من الشاذين اليهود.  وفي أواخر عام 1985م انشات وزارة المواصلات موقفا للسيارات على قسم كبير منها.  وفي عام  2002 أعلن عن النية بإقامة مبنى للمحاكم الإسرائيلية في منطقة مقبرة "مأمن الله". و2004 أعلنت الصحف الإسرائيلية نية الحكومة الإسرائيلية افتتاح مقر ما يسمى"مركز الكرامة الإنساني – متحف التسامح في مدينة القدس"، وفي 2/5/2004 وضع حجر الأساس لما يسمى بمتحف التسامح بمشاركة والي كالفورنيا. وحتى اليوم تستمر سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعمليات الحفر والتدمير والتهويد في مقبرة مأمن الله دون الاكتراث بحرمة وقدسية هذه المقبرة.
 
الحفريات اسفل المسجد الاقصى:
منذ اللحظة الأولى لاستكمال احتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك عام 1967م، تواصل ما تسمى "بسلطة الآثار الإسرائيلية" حفرياتها الواسعة وأنفاقها في محيط وأسفل المسجد، لتخترق جدرانه وأساساته، وتُحدث تشققات وانهيارات ترابية بداخلها تؤثر على سلامة المباني، وتشكل خطرًا كبيرًا على وجوده. وحولت سلطات الاحتلال هذه الحفريات إلى مقرات تلمودية توراتية سياحية، وأقامت المتاحف والمعارض فوق الأرض وتحتها، ودمرت بشكل كامل كل الآثار التاريخية العريقة الموجودة منذ الفترة الأموية وحتى العثمانية، وكذلك الفترة الكنعانية.

ويبلغ عدد الحفريات ما بين 40-60 حفرية، تتركز حاليًا أسفل باب السلسلة، وأسفل باب المطهرة، وأسفل طريق باب المغاربة، وقد وصل الحفر إلى أعماق خمسة أمتار أسفل أساسات الأقصى، ووصل طول الأنفاق إلى 3 آلاف متر. وفي الفترة الاخيرة توسعت الحفريات ووصل أعماقها إلى 15مترًا، حيث تنفذ سلطات الاحتلال منذ خمس سنوات حملة واسعة من الحفريات تتركز في عدة مناطق، المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، وتشمل حفريات ما يسمى بطريق باب المغاربة. وحفريات أقصى الجهة الغربية الشمالية من ساحة البراق تركزت فيها بشكل كبير منذ عام 2007، وجنوب الأقصى من المنطقة الممتدة من الزاوية الشرقية الجنوبية من الخارج حتى الزاوية الغربية، حيث تشهد حفريات واسعة وعميقة، وتم تحويلها إلى منطقة تسمى "بمطاهر الهيكل" أو المسار التوراتي.
 
سحب الهويات:
منذ العام 1967 والسياسة الاحتلالية في القدس تتسم بمعالم واضحة تنظمها سلسلة من الاهداف الجزئية وصولا لهدف محدد، وتلك السياسة غير منقطعة الجذور عما جرى في العام 1948، عام التطهير العرقي الأكبر، فكان الإحلال الديموغرافي للمستوطنين اليهود مكان السكان الفلسطينيين، سياسة ثابتة للوكالة اليهودية وصندوق أراضي إسرائيل، وهذه الحقيقة التاريخية لا يعوزها الإثبات، حيث يعبر الصهاينة عن طابع مشروعهم هذا بقولهم : تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم" أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض" لذلك كانت ظروف العام 1948 من الدعم الإمبريالي غير المحدود للصهاينة، فرصة مثالية لحملة التطهير الواسعة في فلسطين، ومنها القدس.
 
في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها بيت المقدس وأكنافه من تهويد لعروبته ومصادرة اراضيه وزيادة وتيرة العنف لقوات الاحتلال الاسرائيلية التي تعمل بكافة اذرعها الرسمية وغير الرسمية ضد أبناء الشعب الفلسطيني عامة و المقدسيين خاصة من اعتقالات وانتهاكات لا يبررها اي عرف أو  قانون دولي، عملت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على سحب هويات الفلسطينيين المقدسيين بدعوى الاقامة خارج القدس، حيث بلغ عدد من تم سحب هوياتهم من اهالي القدس عام 2008 فقط الى 4500 شخص، ومن عام 1967 وحتى 2009 حوالي 13135 شخص.
 
بدأت وزارة الداخلية الإسرائيلية في 1993 بفحص من كان مقيماً في القدس من حاملي الهويات المقدسية ومن يقيم خارج حدودها، وقدر عدد المواطنين الذين انتقلوا للعيش خارج حدود المدينة ما بين 50 ـ 80 ألف وقد تم إلغاء إقامتهم من القدس، وعُرفت هذه الفترة التي تم خلالها تنفيذ هذه القرارات بـ "التهجير الصامت".
 
في إطار السياسة الإسرائيلية الرامية لتهويد مدينة القدس وتقليص الوجود العربي الفلسطيني إلى اقل نسبة ممكنة، ارتفع وبشكل ملحوظ عدد الفلسطينيين الذين تم سحب حق الإقامة الدائمة منهم في القدس، حيث فقد ما يقارب 20 ألف مقدسي حق الإقامة في المدينة بسبب

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024