الأحمد يتصل بالنائب سعد مهنئاً بالسلامة    في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة  

إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة

الآن

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 24 نيسان 2014- حملة تحريض اسرائيلية واسعة النطاق على الفلسطينيين

نتنياهو يخير السلطة بين اسرائيل وحماس وواشنطن تبدي "قلقا" وتطالب بتوضيحات!
تناقلت الصحف ومواقع الانترنت الاخبارية الاسرائيلية، حملة التحريض الواسعة التي تشنها اسرائيل منذ يوم امس، على السلطة الفلسطينية، على خلفية اعلان المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس، والذي تعتبره اسرائيل يخرق التزامات السلطة الفلسطينية ويقدم السلام مع حماس على السلام معها! وجاء اول رد اسرائيلي على توقيع الاتفاق باعلان ديوان رئيس الحكومة عن الغاء اللقاء الذي كان مقررا بين طاقمي المفاوضات الاسرائيلي – والفلسطيني، اليوم.
وأشارت صحيفة "هآرتس" بتوسع الى توقيع اتفاق المصالحة الذي تم في قطاع غزة، امس، ونقلت اعلان رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية عن انتهاء فترة الانقسام الفلسطيني الداخلي. وقوله في حفل توقيع الاتفاق ان حماس وفتح تلتزمان بالاتفاقيات السابقة، وان الرئيس محمود عباس سيعلن خلال خمسة أسابيع عن تشكيل حكومة وحدة وطنية. 
وكتبت "هآرتس" انه بموجب الاتفاق الموقع بين الجانبين ستتألف حكومة الوحدة من تكنوقراطيين او من ممثلي الفصائل، وستعمل على التمهيد لاجراء الانتخابات. وسيتم ضم حماس والجهاد الاسلامي الى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. كما تم الاتفاق على اجراء الانتخابات لرئاسة السلطة والمجلس التشريعي ومنظمة التحرير بشكل متزامن، خلال ستة أشهر من موعد تركيب الحكومة. وسيتولى الرئيس عباس تحديد الموعد الرسمي. وحسب الصحيفة فان الاتفاق ينص، ايضا، على عقد اجتماع للجنة خاصة في منظمة التحرير تتولى مناقشة نشاطات المنظمة بما يتفق مع الاتفاق. 
وقالت مصادر فلسطينية في رام الله، ان عباس سيترأس حكومة الوحدة، فيما سيتولى اسماعيل هنية ورامي الحمدالله منصبي نائب رئيس الحكومة. ولم تستبعد المصادر تكليف شخصية مستقلة مقربة من حماس، مهام رئاسة الحكومة. وقالت مصادر فلسطينية لصحيفة "هآرتس" ان مسألة حل الاجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس ومستقبلها ليس واضحا، وانه لم يتم الاتفاق على هوية القوة التي ستسيطر على المعابر الحدودية. وحسب التكهنات سيتم ضم اجهزة الأمن التابعة لحماس في غزة، الى اجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. مع ذلك، قالت المصادر ذاتها، ان حماس ستحافظ على استقلالية ذراعها العسكري، كتائب عز الدين القسام، كما حزب الله في لبنان. ولن يؤثر هذا الاتفاق على استمرار الكفاح المسلح لحركة حماس ضد اسرائيل. 
وقال رئيس وفد فتح الى محادثات المصالحة، عزام الأحمد، بعد توقيع الاتفاق في غزة: "لقد اتفقنا على تطبيق كل البنود التي اتفق عليها في السابق في القاهرة والدوحة". وقال عضو الوفد ورئيس حركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي لصحيفة "هآرتس" انه "طرأت متغيرات كبيرة على الأجواء والرغبة بالتوصل الى الاتفاق. لقد ناقشنا كل التفاصيل، بما في ذلك المسائل الحساسة، وستتولى الحكومة الجديدة التي سيتم تركيبها تنفيذ التفاصيل.  ولذلك فان المهمة الأساسية الآن، هي تركيب الحكومة المشتركة وتفعيلها في الضفة وقطاع غزة". وفي رده على سؤال حول ما اذا كان سيتم تمديد المفاوضات في ظل توقيع اتفاق المصالحة، قال البرغوثي انه لا توجد أي علاقة بين الأمرين، مضيفا "اذا كانت الحكومة الاسرائيلية جدية، فعليها اجراء المفاوضات المباشرة مع ابو مازن". ولكنه تكهن بأنه لن يتم تمديد المفاوضات لأن اسرائيل تعرقل كل تقدم.
وحسب ما قالته مصادر فلسطينية فان عباس سينشر بيانين رئاسيين يتعلقان بتركيب الحكومة الجديدة والانتخابات. وقال عباس بعد توقيع الاتفاق ان الوحدة والمصالحة ستقودان الى تعزيز مكانة الجانب الفلسطيني في المفاوضات مع اسرائيل، في سبيل الحفاظ على المصالح القومية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل الدولتين، الذي يتفق مع اتفاقيات المصالحة التي تم توقيعها في القاهرة والدوحة، ومع مبادرة السلام العربية ومقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة. 
ونقل موقع "واللا" العبري رد نائب الامين العام للجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، على الاجراءات الاسرائيلية. وقال ان المصالحة تعتبر مسألة داخلية – فلسطينية قومية، ولا يملك أي طرف يؤمن بالحل القائم على الدولتين حق رفضه. واضاف الرجوب ان اساس المصالحة مع اسرائيل يقوم على مبدأ اقامة دولة فلسطينية على حدود 67، كما تم الاتفاق في الرابع من ايار 2011 في اتفاق القاهرة الموقع بين كافة الفصائل، بما فيها حماس. 
واتهم الرجوب نتنياهو بقيادة حكومة عنصرية وفاشية تعمل ضد الاطار الدولي. وحذر من ان نتنياهو سيتحمل المسؤولية عن سياسة الارهاب التي يديرها ضد الشعب الفلسطيني بواسطة المستوطنات. واكد الرجوب ان منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة ابو مازن، ملتزمة بحل الدولتين وتسعى الى انهاء الصراع بناء على هذا الحل. وقال: نريد من الشعب الاسرائيلي ان يفهم بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود إسرائيل يكمن في مشروع الاستيطان.
"خيبة امل امريكية"!!
وفي واشنطن اعربت الادارة الأمريكية عن خيبة أملها، وقالت الناطقة بلسان الخارجية جين ساكي، ان "اتفاق المصالحة يثير القلق ومن شأنه تعقيد محاولات تمديد المفاوضات السلمية". وحسب قولها فان "توقيت الاتفاق يثير القلق، وخاب أملنا من هذا الاعلان، وتم تحويل رسالة بهذا الشأن الى الفلسطينيين والاسرائيليين". واضافت ساكي: "يصعب رؤية كيف يتوقعون من الحكومة الإسرائيلية اجراء مفاوضات مع حكومة لا تعترف بحقها في الوجود. الطابة الآن موجودة في الملعب الفلسطيني، وعليهم ان يجيبوا على التساؤل كيف سيؤثر اتفاق المصالحة هذا على محادثات السلام". وقالت ان وزارة الخارجية تنتظر تلقي المزيد من المعلومات والتوضيحات من الجانب الفلسطيني حول اتفاق المصالحة". 
وقال مسؤول امريكي لصحيفة "هآرتس" ان الولايات المتحدة ستعترف بحكومة الوحدة فقط اذا اعترفت باسرائيل وتنكرت للعنف واحترمت الاتفاقيات السابقة التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف: "كنا واضحين بشأن المبادئ التي يجب أن تقوم عليها حكومة الوحدة الفلسطينية كي تقوم بدور ايجابي في العملية السلمية وبناء الدولة الفلسطينية. وسيتحتم على كل حكومة فلسطينية الالتزام بشكل واضح بعدم استخدام العنف والاعتراف باسرائيل والموافقة على الاتفاقيات والالتزامات السابقة بين الجانبين، بما في ذلك خارطة الطريق، وهو ما يلتزم به الرئيس عباس". 
اسرائيل تناقش ردها اليوم
وفي اسرائيل سيعقد المجلس الوزاري السياسي -الأمني المصغر اجتماعا، اليوم، لمناقشة اتفاق الوحدة الفلسطيني. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان المجلس سيناقش اتخاذ خطوات عقابية وقطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية، بما في ذلك وقف تحويل المستحقات المالية للسلطة، وتوصية الكونغرس الامريكي بوقف دعم السلطة الفلسطينية.
وقال مسؤول اسرائيلي ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحدث مع وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، حول هذا الاتفاق، وابلغه ان اسرائيل ترى في هذا الاتفاق "تكرارا للطابع الفلسطيني المعروف، فكلما تحتم عليهم اتخاذ قرارات، يهربون" على حد زعمه. ونشر نتنياهو بيانا رسميا قال فيه: "هذا المساء وفي الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات اختار ابو مازن حماس وليس السلام، فمن يختار حماس لا يريد السلام". وقال نتنياهو خلال اجتماعه بوزير الخارجية النمساوي، سبستيان كورتس، امس، "ان ابو مازن يتقدم في السلام مع حماس بدل التقدم في السلام مع اسرائيل، وعليه الاختيار بين المصالحة مع حماس او السلام مع اسرائيل، لأنه يمكن تحقيق احد الخيارين فقط. وانا آمل ان يختار السلام، وهو ما لم يفعله حتى الآن"!
وقالت وزيرة القضاء الاسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات تسيفي ليفني ان هذا التطور يعتبر اشكاليا ويمس بالجهود المكثفة التي تم بذلها لتحقيق السلام، وبالفرص التي تولدت مؤخراً. فحماس ترفض منذ سنوات الموافقة على شروط الرباعي التي تشمل الاعتراف باسرائيل ووقف العنف والاعتراف بالاتفاقيات التي تم توقيعها بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي ضوء الوضع الجديد، يتحتم على اسرائيل فحص الأمور والتفكير بخطواتها".  
اما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فاعتبر انه "لا يمكن صنع السلام مع اسرائيل ومع حماس التي تدعو الى تدمير اسرائيل. والتوقيع على تشكيل حكومة الوحدة بين فتح وحماس يعني التوقيع على انهاء المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". وقال الوزير نفتالي بينت "ان هذه الحكومة هي حكومة وحدة الارهاب، فحماس ستواصل قتل اليهود وابو مازن سيواصل المطالبة باطلاق سراحهم (الاسرى). ومن اعتقد بأن ابو مازن يعتبر شريكا فمن المناسب ان يبدأ التفكير بمسار جديد". واضاف بينت ان " توقيع اتفاق الدمج بين فتح وحماس والجهاد الاسلامي يدخل الشرق الاوسط في عهد سياسي جديد. لقد تحولت السلطة الى اكبر جهة ارهابية في العالم تقوم على بعد 20 دقيقة من تل ابيب. وكما لا يتحدث الامريكيون مع حماس والجهاد الاسلامي والقاعدة، يتحتم على اسرائيل ان تكون واضحة وتعلن انه لا يتم اجراء مفاوضات مع القتلة". وقالت عضو الكنيست ميري ريغف ان الاتفاق "يثبت بأن وجهة السلطة ليست نحو السلام وانما نحو الارهاب".
وزعم وزير المالية يئير لبيد، خلال مشاركته في مؤتمر قادة EJC، مساء امس الاربعاء، ان الفلسطينيين يتهربون من اقامة دولة لهم!! وقال ان السؤال الذي يشغل الجميع في الأسابيع الاخيرة يتعلق بما اذا كان الفلسطينيون يريدون دولة، فاذا كان الجواب نعم، فانه يمكنهم الحصول على دولة خلال ستة أشهر، واضاف ان حزبه سيدعم ذلك طالما تم ضمان الاحتياجات الأمنية لإسرائيل. 
وحسب رأيه فانه يمكن للفلسطينيين اليوم، اقامة دولة تلبي 90% من طموحاتهم، حتى على المستوى الاقليمي والقومي، ويمكنهم الحصول على اكثر من 90% من اراضي الضفة الغربية اضافة الى غزة، ونيل الاعتراف الدولي والحرية. لكن لبيد يزعم انه بدلا من سعي الفلسطينيين الى الحصول على ما يمكن، وهو ليس قليلا، ومن ثم الدخول في النقاش في شروط اكثر مريحة، فانهم يتجاهلون جهود كيري، واستعداد اسرائيل لمنحهم غالبية مطالبهم، ويدعون انهم اذا لم يحصلوا على 100% مما يطالبون به، فسيواصلون رفض اقامة دولتهم المستقلة! 
وهاجم لبيد اتفاق المصالحة الفلسطيني ورفض اعتبار حماس حكومة، وانما "تنظيما ارهابيا هدفه قتل اليهود" على حد تعبيره، وقال: اذا كان الفلسطينيون يريدون حقا التوصل الى اتفاق مع اسرائيل فلماذا لم يطالبوا حماس الاعلان عن ترك طريق الارهاب والالتزام بعدم التعرض للابرياء، والانصياع الى القانون الدولي؟ 
وزعم لبيد ان الفلسطينيين يتخوفون من اقامة دولة لهم وان إسرائيل اقترحت عليهم ذلك المرة تلو الاخرى، لكنهم تجاهلوا اقتراحاتها. وادعى انه كان يمكنهم الحصول على الدولة منذ كامب ديفيد 2000 عندما اقترح عليهم براك وكلينتون اكثر مما يمكن ان يحلم به أي فلسطيني، وكل ما كان يجب على عرفات عمله هو التوقيع، لكنه اختار الهرب في اللحظة الأخيرة وامر باشعال الانتفاضة!
من جهتها قالت عضو الكنيست زهافا غلؤون (ميرتس) ان "نتنياهو دفع عباس نحو حماس، والان يطالبه الاختيار بين اسرائيل وحماس. هذا الطلب يتناقض مع المصلحة الاسرائيلية، لأن كل مصالحة بين الضفة والقطاع تعتبر حيوية، طالما كان أي اتفاق بين ابو مازن واسرائيل يلزم حماس، أيضا، وفي مقدمة ذلك وقف العنف". وقالت ان نتنياهو ادعى حتى الآن ان عباس لا يمثل كل الفلسطينيين، والان، عندما جاءت المصالحة التي ستجعله يمثل كل الفلسطينيين، تطالبه اسرائيل الاختيار بينها وبين حماس". 
واعتبر رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ "ان هذا الاتفاق هو نتاج غياب المبادرة السياسية من قبل نتنياهو". وقال ان مسؤولية الاثبات ملقاة على عاتق ابو مازن، واختباره سيكمن في قدرته على توحيد سلاح السلطة، وهو ما لم يتحقق في السابق". واعتبر هرتسوغ ان ميزة هذا الاتفاق تكمن في كونه سيضم غزة الى المفاوضات السياسية.
"عدوانية نتنياهو ورجاله كانت متوقعة"
وفي تعليقه على الرد الاسرائيلي كتب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس براك ربيد ان "عدوانية نتنياهو ورجاله كانت متوقعة وتشكل ردا آخر من ردوه التي تعكسها المتغيرات في الشرق الأوسط". واضاف ربيد في انتقاده للحملة الاعلامية الواسعة التي اطلقتها حكومة نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية، فور الاعلان عن التوصل الى اتفاق المصالحة في غزة، ان ديوان رئيس الحكومة خرج في هجوم على كل الجبهات، وقام ببث الرسائل الى الوزراء، و"فجر" الصحفيين بالرسائل النصية، وامطرت صفحات الفيسبوك وتويتر التابعة لديوان رئيس الحكومة، النيران والكبريت. 
وقال ربيد ان الناطق بلسان نتنياهو لوسائل الاعلام العربية، اوفير غندلمان، بز الجميع في هجومه، فقد نشر تغريده عبر موقع تويتر حدد فيها انه يمكن لاسرائيل "سحق" فتح وحماس معا اذا رغبت بذلك". ويقول ربيد ان الرد العدائي الاسرائيلي يعكس حالة من الذعر، ويظهر ان كل تغيير في الوضع الراهن تعتبره إسرائيل تهديدا وليس فرصة. 
ويضيف ان الرد الاسرائيلي لم يكن متوقعا فحسب، بل كان مرائيا. فخلال سنوات حكمه الخمس، اجرى نتنياهو مفاوضات مع حماس، كانت اطول واكثر جدية من تلك التي اجراها مع عباس. ولمن نسي ذلك، نذكر بأن نتنياهو توصل الى اتفاقين خطيين على الاقل مع التنظيم الارهابي الغزي، مرة في صفقة الافراج عن الجندي غلعاد شليط، ومرة في وقف اطلاق النار الذي انهى عملية عامود السحاب. كما ان نتنياهو الذي أذاق عباس الأمرين في سبيل اطلاق سراح 80 أسيرا متقاعدا، امضوا اكثر من 20 عاما في السجن، وفجر المفاوضات بسبب رفضه الافراج عن 14 أسيرا عربيا اسرائيليا، قدم لحماس ألف أسير بكامل قواهم، وبينهم عدة أسرى من عرب اسرائيل. وقال: "لقد تعامل نتنياهو مع عباس ببخل شديد ورفض منحه أي رمز للسيادة في الضفة الغربية، لكنه لم يتردد عن الاعتراف بسيادة حماس على قطاع غزة". 
اما من حطمت الرقم القياسي للرياء، امس، فكانت الوزيرة تسيفي ليفني، التي اضافت طبقة اخرى من غراء النجاري الى الكرسي الذي تجلس عليه في وزارة القضاء. فقد اتفقت ليفني مع خط نتنياهو وادعت ان اتفاق المصالحة الفلسطيني "يمس بجهود السلام والفرص التي تولدّت مؤخرا". لقد نسيت ليفني التبليغ عن انه حتى لو كانت المحادثات قد حظيت باحياء مؤقت، فإن ذلك لن يكون الا استمرارا للمحادثات الفارغة التي شاركت فيها خلال الأشهر الثمانية المنصرمة. 
ويضيف ربيد: "كان  يتحتم على الحكومة الاسرائيلية التي تريد دفع حل الدولتين التعبير عن الفرح امس، واعتبار اتفاق المصالحة بين حماس وفتح بمثابة فرصة، وليس تهديدا. ففي نهاية الأمر، كان نتنياهو وليبرمان ورفاقهما في الحكومة هم من ادعوا بأن عباس لا يمثل كل الجمهور الفلسطيني، وانه لا يمكن التقدم في الوقت الذي لا تسيطر فيه السلطة على قطاع غزة. فاتفاق المصالحة، اذا تم تطبيقه، سيوفر الرد على هذا الادعاء بالذات، وسيولد حكومة تمثل كل الفلسطينيين". 
وعليه، يعتبر الكاتب اتفاق المصالحة بمثابة فرصة، لأن الضائقة التي تمر بها حماس، ستحتم عليها تغيير توجهها، كما حدث لياسر عرفات ومنظمة التحرير بعد حرب الخليج. ويقول ان اتفاق المصالحة يشمل انضمام حماس الى منظمة التحرير والموافقة على مبادئها، ما يعني "الاعتراف بإسرائيل وتقبل اتفاقيات اوسلو وخارطة الطريق. ويعني هذا الاتفاق، ايضا، ان حماس مستعدة، ولأول مرة، للتخلي عن جزء من سيطرتها على قطاع غزة لصالح حكومة الوحدة. 
ويضيف: ان تطبيق اتفاق المصالحة يعني، ايضا، اجراء انتخابات جديدة للرئاسة والمجلس التشريعي، والتي لم تجر منذ سنوات. وفي ضوء الوضع المتدني لحماس في الرأي العام الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، يمكن للانتخابات ان تقود الى تراجع قوتها السياسية ومنح تفويض جديد للرئيس عباس او تمكين منافس آخر من الفوز بالمنصب بدلا منه، ونيل الشرعية الشعبية الأوسع، ليكون شريكا قويا ومستقرا.
انتهى عهد التعامل مع شقي فلسطين ككيانين منفصلين
يرى المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" تسفي برئيل في اتفاق المصالحة يهدف الى نقل رسالة واضحة الى اسرائيل والادارة الأمريكية، مفادها انتهاء عهد التعامل مع شقي فلسطين ككيانين منفصلين. وقال "ان من يريد التوصل الى اتفاق سلام مع الشعب الفلسطيني، ويطمح الى انهاء الصراع، لا يمكنه نفي وجود حماس وبقية التنظيمات، وعليه التعامل مع حكومة الوحدة كجهة تمثيلية متفق عليها. كما يوضح الاتفاق للولايات المتحدة، التي هددت عباس قبل يومين فقط بقطع المساعدات اذا قام بتفكيك السلطة، ان تفكيك السلطة ليس مطروحا الآن على الجدول، ولكنه ستكون منذ الآن سلطة فلسطينية مختلفة". 
ويرى الكاتب ان الطريق نحو تشكيل سلطة جديدة لا يزال طويلا ومليئا بالعقبات. فالقرار المبدئي بتعيين عباس رئيسا للحكومة التمثيلية، والى جانبه حكومة تكنوقراط، لا توفر حلا لمسألة التركيب الوزاري، ولا تفكيك اسلحة حماس واخضاع قواتها المسلحة الى قيادة عسكرية موحدة، ولا طريقة توزيع الأموال بشكل يضمن لحماس مواصلة تمويل مؤسساتها الحركية، ولا طريقة اجراء الانتخابات، التي يتوقع ان تتم في نهاية السنة او مطلع العام المقبل. وحسب رأيه فان "تجربة الماضي، ابتداء من انتخابات 2006 التي فازت فيها حماس بغالبية ساحقة، تعلمنا ان هذه المسائل الأساسية كانت سببا لفشل كل محاولات المصالحة، قبل قرار حماس السيطرة على قطاع غزة في تموز 2007، وحتى بعد توقيع اتفاق المصالحة. ويمكن للخلافات التي قد تنشأ في هذه المسائل ان تعرقل المصالحة الحالية، لكن الظروف السياسية التي تواجه حماس والسلطة الفلسطينية تختلف عن الماضي، ويمكنها ان تساهم عمليا في ترسيخ المصالحة". 
ويقول "ان الضائقة التي تواجهها حماس، اقتصاديا وسياسيا، وخلو خزائنها من المال، والحصار الذي تفرضه مصر على غزة، والعلاقات الهشة مع ايران، والضغط الداخلي في غزة، ساعدت على التنازل المبدئي لحركة حماس وهو ما اتاح التوصل الى المصالحة. والتحول في موقف حماس من "التوصل الى اتفاق شامل" الى موقف يوافق على طلب عباس تشكيل قيادة مؤقتة ومشتركة قبل اجراء الانتخابات، يبقي على عباس صاحبا للبيت حتى نهاية 2014 على الأقل، وهو الموعد النهائي للمفاوضات مع اسرائيل، اذا تقرر تمديدها. وسيضطر عباس على المستوى العملي الى مواجهة الرد الاسرائيلي على الوحدة مع حماس. واذا كان قد اعلن ان المصالحة لا تتناقض مع المفاوضات، فان اسرائيل ترى غير ذلك، ويمكنها ان تعتبر ذلك بمثابة تحطيم للآليات وخرق لاتفاقيات اوسلو من جانب واحد. وهذا ليس مأزقا اسرائيليا فحسب، فالولايات المتحدة ستضطر، ايضا، الى بلورة موقف امام مشاركة حماس في السلطة، لعدم اعترافها باسرائيل. فهل ستوافق واشنطن على التعاون مع حكومة فلسطينية تضم اعضاء يمثلون تنظيما ارهابيا او ستتعامل مع الحكومة كحومة تكنوقراط لا تمثل ايديولوجية معينة؟" ويشير برئيل الى ان الولايات المتحدة تتعامل مع حكومة لبنان، التي تضم، ايضا، ممثلي حزب الله، وهي تدعم المصالحة في افغانستان بين الحكومة وفصائل طالبان المعتدلة، بل تساعد تنظيمات راديكالية اسلامية في سوريا.
ويخلص برئيل الى القول: "اذا تحقق اتفاق المصالحة فسيحظى عباس "بتصحيح" الفشل التاريخي الكامن في سحب غزة من تحت سيطرة القيادة الفلسطينية المتفق عليها والسيطرة عليها من قبل حماس، واذا لم يتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، فسيسجل لصالحه، على الأقل، نجاحه في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني". 
"الاتفاق لا يبشر بخراب الهيكل"
يرى المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل  ان توقيع اتفاق المصالحة في غزة، امس، لا يبشر بالضرورة بخراب الهيكل الثالث، رغم زعيق الألم الذي صدر عن القدس. ويقول ان توقيع هذا الاتفاق لا يعني ان كل شيء اصبح نهائيا". 
ويعتبر الكاتب ان حماس وفتح اظهرتا في السابق قدرة كبيرة على تحطيم التفاهمات الموقعة بينهما. ويقول ان هذه المرة تظهر جدية اكبر من تلك التي رافقت اتفاقي المصالحة السابقين في 2011، لكنه في هذه المرة، ايضا، لا يزال الطريق بعيدا نحو تحقيق المصالحة واجراء الانتخابات وحتى انشاء حكومة التقنيين، التي يفترض نشر اسماء اعضائها خلال خمسة أسابيع. 
ويقول ان التوقيع على الورقة التي لم يشاهد احد فحواها، امس، لا يعني التوصل الى نهاية سعيدة. فقد بلور الطرفان تفاهمات تتعلق فقط في المسائل السهلة نسبيا: الاعلان الرسمي عن المصالحة ورسم الخطوط العامة للانتخابات. اما المسائل الكبيرة والمختلف عليها، فتتعلق بتوحيد الاجهزة الأمنية في الضفة والقطاع، مرورا بمبنى المؤسسات القومية الفلسطينية وحتى اختيار الاستراتيجية المتفق عليها تجاه إسرائيل (الكفاح المسلح او الكفاح الشعبي، او مفاوضات من اجل السلام). 
ويرى الكاتب ان اتفاق المصالحة يعكس تجاوبا من قبل فتح وحماس مع تطلعات الجمهور الفلسطيني، الذي يسعى في غياب الاتصالات مع إسرائيل الى تحقيق التقارب وتوحيد الصف الفلسطيني على الأقل. والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم ينتخب منذ عام 2006، يحتاج الى المصالحة من اجل اكتساب الشرعية لسلطته، اما هنية فيحتاج الى المال بعد تقلص المساعدات من قطر، وبالتالي تقلص نشاطات حماس في القطاع بسبب الضغط الذي تمارسه حكومة الجنرالات المعادية في القاهرة. 
وبالنسبة لاسرائيل، يكتب هرئيل، ان السؤال الفوري يتعلق بتعامل السلطة مع حماس في الضفة. فهل ستواصل اعتقال نشطاء الحركة الذين يشكلون خطرا امنيا؟ ولا يرى هرئيل في اعلان المصالحة يعني اختيار عباس لحماس بدل السلام، حسب ما ادعاه رئيس الحكومة نتنياهو. ويقول: صحيح ان هذا الاعلان يزود نتنياهو بمادة اعلامية في اطار محاولته اقناع المجتمع الدولي بأن الفلسطينيين يتحملون المسؤولية عن فشل المفاوضات، ولكنه من ناحية جوهرية، لم يتغير أي شيء حتى الآن، فلا وجود لحكومة الخبراء، وبالتأكيد لن تجري الانتخابات حاليا، ولا يزال بامكان عباس الضغط على كرسي الهرب في أي لحظة.
ويتطرق الكاتب الى تزامن التوقيع على الاتفاق في غزة مع الهجوم الجوي الاسرائيلي على ناشط فلسطيني يعتقد الجيش انه المسؤول عن اطلاق الصواريخ في مطلع الأسبوع، ويعتبر ان هذا التزامن جاء صدفة. لكن غير المفهوم، يقول هرئيل، هو قرار الجيش الاعلان المكثف، امس بالذات، عن المناورات المفاجئة التي اجراها القائد العام للجيش في قيادة المنطقة الوسطى، لفحص جاهزية الجيش لمواجهة أي تصعيد في الجانب الفلسطيني. ويقول ان موعد هذه المناورة كان بلا شك قد تحدد في وقت سابق، ولكنه فهم من النشر المكثف عنه، انه يوجه تهديدا اضافيا لقيادة السلطة الفلسطينية.
"الخداع الفلسطيني يتكرر"!!
تحت هذا العنوان يكتب البروفيسور اليكس بلاي، من جامعة مستوطنة اريئيل مقالة في صحيفة "يسرائيل هيوم" تنضح بالتحريض على الفلسطينيين، ويقول ان الاعلان عن اتفاق المصالحة بين حماس وفتح  يعتبر انذارا يوجهه ابو مازن الى اسرائيل والولايات المتحدة، بأن عليهما الانصياع الى مطالبه خلال خمسة أسابيع، لأن الاتفاق يتحدث عن تشكيل حكومة وحدة خلال هذه الفترة. 
ويدعي بلاي ان السلطة الفلسطينية تخدع اسرائيل، لأنه في الوقت الذي اجتمعت فيه "اطراف الارهاب في الجانبين"، ناقش ممثلو منظمة التحرير الذين يتسترون "كحمائم سلام" مع ممثلي اسرائيل، طقوس ما يسمى  "عملية السلام"، واذا لم يكن ذلك يعني الخداع، فيجب اعادة  تعريف الخداع من جديد! 
ويكتب بلاي انه بشكل سنوي، منذ عام 2009، يبشر قادة منظمة التحرير وحماس بالمصالحة بين التنظيمين الارهابيين. ويعتبر ان منظمة التحرير تتحدث عن "الثورة حتى النصر" واقامة الدولة الفلسطينية على كامل اراضي الانتداب البريطاني سابقا، بما في ذلك الأردن، بينما تؤيد حماس اقامة دولة شريعة اسلامية على كل اراضي فلسطين. ويزعم ان هناك اتفاقا بين التنظيمين على موضوعين فقط: اعتبار ممارسة الارهاب ضد اسرائيل شرعيا، واعتبار تصفية الكيان القومي للشعب اليهودي حاجة لا يمكن التنكر لها. 
ويقول انه بينما ترى حماس في الارهاب الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، فان منظمة التحرير تبنت حتى 1974 طريق المراحل، التي تقول انه يجب تحرير اكبر ما يمكن من اجزاء فلسطين بالطرق السياسية، والعمل بعد ذلك فقط بطريق الكفاح المسلح. ويزعم بلاي ان منظمة التحرير لا يمكنها التوصل الى اتفاق مع اسرائيل لأنها تمثل الأقلية في الشارع العربي، بينما لا تستطيع حماس نيل الاعتراف بها كممثل شرعي حتى لسكان قطاع غزة، وهذا يجعل الجانبين، حسب رأيه، يبذلان المحاولات غير المتوقفة من اجل الحوار والتوصل الى الاتفاقيات التي بلغ عددها خمس اتفاقيات حتى الآن، دون ان يتم تطبيقها، او يمكن ذلك في المستقبل. 
ويعتبر انه كما تجري اسرائيل ومنظمة التحرير مفاوضات عقيمة منذ سنوات فقط في سبيل منع اتهامهما من قبل المجتمع الدولي باحباط "عملية السلام"، هكذا تتفاوض المنظمة وحماس كي لا تفقدان مكانتهما بين جمهورهما المحلي! وحسب رأي هذا الكاتب اليميني، فان هذه الامور كلها تقود ابو مازن واسماعيل هنية الى النتيجة المعروفة جيدا، وهي ان المقصود تصريحات فارغة المضمون. 
ويدعي ان الرسالة التي يوجهها هذا الاعلان لا تستهدف الجمهور العربي وانما المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، التي يتم تحذيرها بأنها اذا لم تضغط على اسرائيل للعودة الى المفاوضات وفق شروط منظمة التحرير، فان السلطة المقبلة، ستكون أقل مريحة للولايات المتحدة.
"الاتفاق لن يصمد طويلا"!
يدعو البروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل هيوم" الى التعامل بحذر واشتباه مع اتفاق المصالحة الفلسطيني، ويكتب انه تم خرق اتفاقيات سابقة تم التوصل اليها بين حماس وفتح، وانهارت حكومة الوحدة التي شكلاها في 2006 بعد سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة". 
ويتهجم زيسر على اتفاق المصالحة والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يعتبره "وقف خلال العام الأخير على ساقين: الاولى ساق المفاوضات مع اسرائيل، والثانية ساق المفاوضات مع حماس، فوقع في فخ اضطراره الى التنازل عن احدى الساقين. ولأن السير على ساق واحدة سيؤدي الى سقوطه اختار البقاء مزروعا في مكانه، بحيث يجري مفاوضات مع اسرائيل من جهة، ومع حماس، من جهة اخرى، دون التقدم نحو أي مكان"! لكن عباس اختار الآن التقدم نحو حماس، يكتب زيسر، ويضيف انه يخاطر بذلك بتلقي خطوات الرد الاسرائيلي. 
ويعتبر الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين حماس وفتح تم بدون أي مفر ولذلك يشكك بما اذا سيتم الالتزام به. وحسب رأيه فان حماس تصل الى الاتفاق بدون أي مهر، فسوريا وايران ادارتا ظهرهما لها بسبب دعمها للمتمردين على نظام الأسد، وفي مصر يتم التعامل مع اسماعيل هنية وخالد مشعل كأعداء لا يختلفان عن اخوتهم من الاخوان المسلمين في مصر، وفي غزة تراجعت شعبية حماس في ضوء مصاعب توفير أقل ما يمكن من شروط الحياة للسكان، ولذلك تحتاج حماس الى عباس كما تحتاج الى الاوكسجين للتنفس، تماما كما احتاج عرفات الى اتفاق اوسلو قبل عقدين، كي يخرج من الحطام! 
كما يعتبر زيسر ان ابو مازن يصل الى العرس بأيد فارغة، ويدعي انه لا يحظى بتأييد أحد في العالم العربي، ويعرف أنه لن يحظى بشيء من المجتمع الدولي، وان فشل المفاوضات مع إسرائيل سيثير في الشارع الفلسطيني دعوة الى استئناف الكفاح ضد اسرائيل، الامر الذي يعرف ابو مازن، من التجربة، انه سينزل كارثة به. وهذا هو، حسب رأي زيسر، المحفز الذي جعل هنية وعباس يوافقان على اتفاق الوساطة، لكنه يرى في ذلك استعراضا هدفه السماح لهما بالبقاء امام الرأي العام المحلي الغاضب، وربما تدعيم مكانتهما على الحلبة الدولية. 
مع ذلك، يضيف: يصعب الافتراض بأن ابو مازن وزعيم حماس يمكنهما التغلب على رواسب الماضي، خاصة التناقض الرئيسي في مفاهيمهما ومصالحهما السياسية. ولذلك يتوقع زيسر عدم صمود حكومة الوحدة لفترة طويلة. 
"اسرائيل تتفجر غضبا"!
اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان، اسرائيل تتفجر غضبا، ليس فقط على ابو مازن، بل بسبب التعامل الأمريكي مع الخطوات الاحادية الجانب التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية" على حد تعبيره. وكتب ان حكومة نتنياهو تعتبر ابو مازن حطم كل الآليات في اللحظة التي ادخل فيها حماس من الباب الرئيسي الى معادلة المفاوضات. ويقول: الان تتواجد الطابة، عمليا، في الملعب الامريكي: فاذا لم يأت الرد الأمريكي الفظ، فان ذلك سيعني بداية انهيار سياسي سيؤدي الى اعتراف الغرب بحركة حماس. 
ويضيف فيشمان ان إسرائيل قامت فور الاعلان عن توقيع الاتفاق بعزل نفسها عن المفاوضات، وبدأت على الفور بسلسلة من الخطوات الاحادية الجانب، وبدأت هجوما هاتفيا على واشنطن، مقابل وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، ومسؤولين آخرين. وذكّر الاسرائيليون المسؤولين الأمريكيين بالتزامهم المفصل بعدم التعاون مع حماس طالما لم تتقبل الشروط الثلاثة التي حددها الرباعي الدولي: الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين ووقف الارهاب. وابلغت اسرائيل الولايات المتحدة عدم نيتها العودة الى المفاوضات، ولم يعد الخلاف يتمحور حول تقبل او عدم تقبل شروط ابو مازن، بل أصبح الانفصال مطلقا.
 ويقول فيشمان ان الاتفاق سيتيح لعباس الظهور في ايلول القادم امام الامم المتحدة كممثل لكل الفلسطينيين في الضفة والقطاع. واما الرد الاسرائيلي على ذلك، كما يجري العمل عليه في الجهاز الامني حاليا، فسيتمثل في اعتبار ابو مازن مسؤولا عن كل عملية اطلاق نيران تتعرض لها اسرائيل من قطاع غزة، كونه سيتولى رئاسة حكومة الوحدة. ويمكن للثمن المباشر الذي قد تجبيه الخطوة الفلسطينية ان يتمثل في مجال التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، فأجهزة الامن لن تستطيع العمل بشكل فاعل ضد نشطاء حماس والجهاد الاسلامي، في الوقت الذي تحلق فيه حمامة المصالحة فوق رؤوسهم.
 وسواء كان صدفة ام غير صدفة، فان التدريب العسكري الذي اجرته المنطقة الوسطى امس، بحضور القائد العام للجيش بيني غانتس، ينطوي على تلميح اسرائيلي للسلطة واجهزتها الامنية: نحن مستعدون، واذا اضطررنا فسنقوم بتفعيل القوة ونزع اسلحتكم"!
"ابو مازن يصفع الجميع"!
في مقالة تنضح بالحقد والتحريض الاعمي على السلطة الفلسطينية، وبروح خطابه المعادي للفلسطينيين، ينشر غاي بيخور مقالة في "يديعوت احرونوت" يعتبر فيها ابو مازن يوجه في تحالف مع حماس، صفعة الى كل من اعتبروه "شريكا"، خاصة الادارة الأمريكية، جون كيري والاتحاد الاوروبي، بل اهانة لهم. 
ويكتب غاي بيخور ان السلطة الفلسطينية حصلت طوال السنوات الماضية على ملايين الدولارات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في سبيل صد حركة حماس، والدول الاوروبية دعمت رفع مكانة السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة في سبيل اضعاف حركة حماس، والآن بعد كل هذا الجهد الكبير، تقوم السلطة بالذات بالتحالف مع حماس، بل وربما تنقل اليها السلطة في الانتخابات.
ويزعم بيخور ان عباس لجأ الى حماس هربا من القانون الجديد الذي سنه البرلمان الاوروبي في الثالث من ابريل الجاري، والذي سيطرح شروطا حول تحويل الاموال الى السلطة الفلسطينية، وبالتالي سيقضي عليها، لأنه حسب زعم هذا المحرض فان القانون سيكشف عما يسميه "دعم السلطة للإرهاب" وذللك تهرب السلطة الى احضان حماس لمعرفتها بأن تحويل الاموال سيتوقف! 
ويقول انه اذا تم تشكيل حكومة مع حماس الآن، فانه لن يتم تحويل أي سنت الى السلطة، لأن حماس تعتبر تنظيما ارهابيا في الولايات المتحدة واوروبا، ومن الواضح ان اسرائيل ستضطر الى وقف تحويل الاموال الى "الكيان الارهابي الرسمي"، لأنه لا خيار قانوني امامها. ويحرض بيخور الاتحاد الاوروبي على المطالبة باستعادة الاموال التي اهدرتها السلطة، حسب زعمه، واستغلالها لصالح العاطلين عن العمل على اراضيها.
كما يعتبر بيخور التحالف مع حماس بمثابة صفعة للدول العربية، لأن ذلك يعني التحالف مع عدوها "الاخوان المسلمين". ويزعم بيخور ان فتح وحماس اصبحتا تنظيمين مكروهين في الشارع الفلسطيني والعربي، فلا احد سيدعم ولا احد سيهتم، ولا يوجد أي امل لأن الانظمة العربية ليست مستعدة لتمويل السلطة اذا توقف المال الاوروبي والامريكي والاسرائيلي. 
ويرى بيخور في امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة مسألة تخيف فتح وحماس معا، لان من شأنها جعل اسرائيل تحرقهما معا! كما يعتبر التحالف الفلسطيني يوجه صفعة الى اصحاب المصلحة الاسرائيلية الذين يعتبرهم يعيشون بفضل عرفات وابو مازن ورفاقهما منذ 20 سنة، حيث يعتبر نشاطهم من اجل "السلام" صناعة مزدهرة تجذب ملايين الدولارات من اوروبا.  
ويقول: من الجيد ان هذا التحالف يجري الان، سواء تم تنفيذه ام لا، وتصوروا لو انه تم بعد قيام اسرائيل بتحويل اراض في وسط البلاد الى السلطة الفلسطينية وعندها يأتي التحالف بحماس والجهاد وتتم السيطرة على الضفة، فأي تهديد وجودي كانت ستتعرض له إسرائيل، عندما يتم توجيه الصواريخ الى تل ابيب والشارون وحيفا والقدس! 
المستوطنون يعرضون محفزات مالية لاستفزاز الفلسطينيين
قالت صحيفة "هآرتس" ان المجلس الاقليمي لمستوطنات "بنيامين" في الضفة الغربية، يعرض دعما ماليا لتغطية نفقات عروض اطلاق المفرقعات النارية خلال "عيد الاستقلال" في المستوطنات المجاورة للبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية واليت يصفها المجلس في بيانه بـ"الجمهور المعادي"! 
وستصل تكلفة كل استعراض الى 9000 شيكل، طلب الى كل مستوطنة تمويل 1500 شيكل منها فقط، فيما يتحمل المجلس الاقليمي ومتبرع خاص، بقية التكلفة. وقال احد سكان المستوطنات لصحيفة "هآرتس" ان هذا الاقتراح يثير الغضب، مضيفا: "يؤلمني ان الدولة تشجع استفزاز الجمهور الضعيف". واضاف "ان ما يثير في الامر هو وجود جهات حكومية توجه وتحرض على الاستفزاز، وبدل ان تشجع الدولة على السلام والتفاهم والاخوة بين السكان فانها تشجع على التصعيد تحت غطاء الاحتفال". وقال ان "هناك متبرعين يحرضون بواسطة اموالهم على ذلك، وانا اخجل بأن اكون مواطنا في هذا المجلس الذي يعمق الكراهية".
اعتقال ثلاث مستوطنات اثناء تدنيس مقبرة اسلامية في القدس
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان شرطة القدس، اعتقلت ليلة الثلاثاء – الاربعاء، ثلاث فتيات من ناشطات اليمين في مستوطنات الضفة الغربية، بعد ضبطهن داخل المقبرة الاسلامية  المحاذية لباب الاسباط، متلبسات بمحاولة تدنيس القبور وكتابة شعار "بطاقة الثمن" على القبور الاسلامية. 
وقامت الشرطة بإحضارهن الى محكمة الصلح في المدينة، امس، وطلبت ابعادهن لمدة 90 يوما عن القدس، لكن المحكمة اكتفت بإبعادهن عن المقبرة الإسلامية فقط، ولمدة شهر واحد!
اليمين يستعد لمنع احياء ذكرى النكبة في لوبيا
كشفت "يسرائيل هيوم" ان اوساط اليمين الاسرائيلي تنوي منع المواطنين العرب من احياء ذكرى النكبة في "يوم استقلال اسرائيل" في قرية لوبيا المهجرة. وقد اعلنت هذه الاوساط انها تنوي اقامة احتفال الاستقلال في الغابة التي زرعتها اسرائيل على انقاض القرية، وفي المكان الذي ينوي فيه المهجرون احياء ذكرى النكبة. 
كما طالب رئيس المجلس الاقليمي "الجليل الاسفل" موطي دوتان، الشرطة بمنع جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين من احياء ذكرى النكبة في المكان. 
وكانت الجمعية قد قدمت طلبا الى شرطة طبريا للسماح بإقامة مسيرة العودة على اراضي لوبيا التي دمرتها اسرائيل بعد حرب 48، وبعثت برسالة الى دوتان تبلغه فيها الأمر، فرد دوتان على الرسالة مهاجما الجمعية لأنها تحيي ذكرى النكبة في يوم الاستقلال، وزعم ان هذه الخطوة تشكل فرصة لخلق المواجهات العنيفة مع الاف المحتفلين اليهود. وتوجه دوتان الى قائد شرطة اللواء الشمالي زوهر دبير، وحذر مما اسماه "المواد المتفجرة الكامنة في اللقاء بين الاف الاسرائيليين والمتظاهرين العرب". 
وكتب  انه يجب على الشرطة منع المسيرة كما يحدث في اماكن اخرى، حين تم منع دخول اليهود الى الحرم القدسي او منع الجمهور من السفر على شارع 65 بسبب مظاهرة العرب هناك احتجاجا على حرق المسجد في ام الفحم". وقالت الشرطة ان الموضوع قيد البحث.
إسرائيل تقصف بيت لاهيا والصواريخ تضرب مستوطناتها في الجنوب
ذكر موقع "واللا العبري" ان صافرات الانذار الحمراء دوّت في البلدات الاسرائيلية في الجنوب، مساء امس الاربعاء، بعد تعرض المنطقة الى قصف صاروخي من قطاع غزة، ردا على قيام الجيش الاسرائيلي بقصف القطاع. وتم تفعيل صافرات الانذار في كيبوتس "ياد مردخاي" وبلدة "نتيف هعسراه" في منطقة المجلس الاقليمي "شاطئ اشكلون". وسقطت الصواريخ الفلسطينية في مناطق مفتوحة داخل قطاع غزة وبالقرب من حاجز ايرز.
 كما دوت صافرات الانذار في مدينة "سديروت" وبلدتي "غابيم" ونير عام" في منطقة المجلس الاقليمي "شاعر هنيغف"، لكنه لم يتم التبليغ عن سقوط صواريخ هناك. جاء القصف الصاروخي بعد قيام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف شمال القطاع، في الوقت الذي وقع فيه ممثلو فتح وحماس اتفاق المصالحة. وحاولت اسرائيل اغتيال فلسطيني تدعي انه قام باطلاق الصواريخ عليها خلال ايام عيد الفصح العبري. وفيما لم تبلغ اسرائيل عن تحقيق اهداف عملية القصف، قالت مصادر فلسطينية ان سبعة مدنيين اصيبوا جراء القصف الإسرائيلي.
فصل الضابط الذي اتهم بقتل الطفلة ايمان الهمص من الجيش
ذكر موقع واللا العبري ان قسم القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي فصل الضابط الذي اتهم في عام 2004 بقتل الطفلة الفلسطينية ايمان الهمص في قطاع غزة. ويعرف هذا الضابط الذي يتواصل التستر على هويته، بالحرف الاول من اسمه (ر) وكان قد اشتهر في قضية قتل الطفلة ايمان الهمص من رفح في عام 2004 بدم بارد. واتهم في حينه بتأكيد قتلها المتعمد، لكن المحكمة العسكرية برأته من التهم الموجهة اليه. 
ويدعي (ر) ان قرار فصله، بعد تبرئته من قتل الطفلة وترقيته، فاجأه لأنه اعتقد بأنه سيمضي حياته كلها في الخدمة العسكرية. واتهم احد اقربائه الجيش بمواصلة ما اسماه  "حملة الظلم الكبيرة للضابط ر"، مشيرا الى ان هذا الضابط ينوي الاستئناف ضد قرار فصله. 
من جهته قال الناطق العسكري انه تم فصل الضابط قبل تسعة ِأشهر من الخدمة العسكرية، بعد ان تبين غياب افق الخدمة لديه وعدم عثور الجيش على مكان ملائم لدمجه فيه لفترة طويلة. ورفض الجيش أي ادعاء اخر يتعلق بفصل الضابط. 
مناورات عسكرية مفاجئة في الضفة!
كشفت الصحف الاسرائيلية ان قيادة المنطقة الوسطى اجرت امس مناورة عسكرية مفاجئة للواء "عتصيون"، تم خلالها التدريب على سيناريوهات تتماهى مع التكهن بحدوث تصعيد واعمال خرق للنظام ومواجهة عمليات "ارهابية" في الضفة الغربية. 
وشارك في هذه المناورات، القائد العام للجيش، بيني غانتس، وقائد المنطقة الوسطى الجنرال نيتسان الون، وقائد كتيبة الضفة الغربية تمير يداعي، وقائد لواء عتصيون عميت يمين. وتم خلال المناورة تفعيل القوات الامنية المكلفة بنشاطات عسكرية جارية، شملت حرس الحدود والخدمات الطبية العسكرية وقوات التأهب.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024