في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

شاب يصرخ في ثلاجة الموتى.. هذه امي.. الله اكبر.. لم يبق احد من اسرتي

قذيفة كل خمس ثوان

 حسن دوحان - بينما كان يقف بعيدا لا يريد ان يقترب من جثث الشهداء المتناثرة في ثلاجة الموتى بمجمع الشفاء بغزة حتى لا يصدم بالتعرف على جثة، بعدما تأكد من جثث كافة افراد عائلته.
امتلأت ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء بجثث الشهداء، ووضع جثث الشهداء في اكياس بلاستيكية على الأرض.
وقد انتشر فيديو للشاب الذي اصيب بحالة هستيرية وهو يخاطب صديقه قائلا "شادي.. شادي؟ أمي؟ أمي؟ مش عارفينها"، فيقترب من جثة والدته ويرفع الغطاء عن وجهها وقد بدت عليه حالة من الذهول والصدمة وصرخ "الله اكبر..هادي أمي، راح اخوتي كلهم وهذه امي"، ويكبر الله واكبر في حالة هستيرية، ثم يبدو عليه الانهيار التام وتبدأ دموعه تنهمر، ويأخذه صديقه بعدما ارتمى في حضنه.
ولم يتسن الى الآن معرفة اسم الشاب أو اسماء أفراد عائلته وسط حالة الازدحام من المواطنين للتعرف على جثث شهدائهم.
وفي مشهد أقرب إلى مجزرة صبرا وشاتيلا نقلت وسائل الاعلام صورا عن مجزرة بشعة شهدها الحي الشرقي وجثامين الشهداء ملقاة على جنبات الطرق والشوارع, وصور لأب يحتضن طفلته، وأم تمسك بيد طفلها، وشقيق كان يسبق شقيقته لحمايتها.
وكانت اسرائيل اطلقت مئات قذائف المدفعية على المنازل ما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات بجروح متفاوتة، وذكر خبراء بانه كانت تسقط كل خمس ثوان قذيفة أي بمعدل 12 قذيفة في الدقيقة، و720 قذيفة في الساعة في احداث استمرت على مدار ست ساعات متتالية.
ومع بزوغ فجر الأحد بدأت عائلات الشجاعية بمغادرة منازلها بعد فشل محاولة البعض من النزوح من منازلهم واستشهادهم في تلك اللحظات، ويقول الزميل موسى ابو حليمة لقد امضينا ليلة مرعبة، فالموت كان يطاردني مع اسرتي البالغ عددها 20 فردا مع افراد عائلات اشقائه من كل اتجاه، وفي ساعات الصباح خرجت مع اسرتي وسط تساقط قذائف المدفعية من حولنا.
وبينما يسترسل في حديثه، اذ بدموعه تنهمر ويصاب بحالة من العصبية، وهو يقول "هذا حرام، شو ما بدهم ايانا نعيش، يا رب سلم الناس وحقق مطالبهم، وانصر مقاومتهم".
وتعالت مناشدات المواطنين بضرورة إنقاذهم، غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبلغت الطواقم الطبية بأن مساحة "4 كيلو مترات في قطاع غزة" عبارة عن عمليات عسكرية مغلّقة.
ورغم اعطاء هدنة انسانية لمدة ساعتين لانتشال جثث الضحايا، الا انها لم تكف لانتشال ما خلّفه القصف الإسرائيلي العشوائي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فالمشهد بدا صادما مرعبا وكأنه إعصار أو زلزال ضربه بقوة وعنف.
فثمة بيوت هُدمت على ساكنيها، وعمارات سكنية تحولت إلى أكوامٍ من التراب، فيما داخل تلك البيوت انتشرت برك الدم، وأشلاء الأطفال والنساء في كل ركن وزاويـة.
وبعد مرور نصف ساعة فقط، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صواريخها تجاه حي الشجاعية، ما دفع طواقم وسائل الإعلام إلى مغادرة المكان خشية التعرض للقصف.
وفي داخل أحد البيوت ظنت نساؤه أن أسفله (الدرج)، سيكون درعا حاميا لهن، من القذائف المميتة العشوائية، فتركن أعلى المنزل لتباغتهنّ القذائف وتحيل أجسادهن إلى أشلاء.
وفي احد ازقة حي الشجاعية، تمكن المسعفون من انقاذ طفل وجدوه يبكي ويستغيث مناديا على والدته وعائلته التي لا يدري، أين ذهبت بعد فرارها من جحيم القصف، فيما يعكف مسعفون ومواطنون على انتشال الجثث من بين الشوارع، التي لاحقت القذائف أصحابها حتى بعد هروبهم من المنازل.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة ان عدد شهداء المجزرة لا يزال أوليا لأن كثيرا من القتلى في الشوارع، وتحت الأنقاض ولا تزال الطواقم الطبية تقوم بعمليات إخلاء القتلى الجرحى، وأضاف: " العدد مرشح للزيادة، فهناك الكثير من المفقودين، لهذا تبقى الحصيلة حتى اللحظة أولية".
ووفق شهود عيان فإن كثيرا من الجثث لا تزال تحت الركام، في منطقة تشتعل النيران في كثير من بيوتها وأشجارها.
نزوح جماعي
وتحوّل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، إلى محطة إيواء للنازحين من القصف العشوائي الإسرائيلي للشجاعية، حيث توجّه آلاف المواطنين صوب مستشفى الشفاء، لاستخدامه كمركز إيواء آمن، هربا من القصف العشوائي الذي تعرضت له منازلهم، واضطرت ادارة المستشفى لفتح بعض أقسام المشفى لإيواء النساء والأطفال، فيما يتواصل النزوح من المناطق الشرقية.
وبدت شوارع مدينة غزة، صباح امس باكية، لا يوجد بها ادنى اشكال الحياة سوى اصوات سيارات الاسعاف والدفاع المدني، فيما عشرات الالاف من المواطنين يحملون بعض امتعتهم ويسيرون والذعر يملأ قلوبهم وسط صراخ الأطفال وبكاء النساء.
ونزح آلاف الفلسطينيين من منازلهم، متجهين صوب وسط مدينة غزة، بعيدا عن القصف المدفعي الإسرائيلي العشوائي على مناطقهم، وتحويل بيوتهم وأماكن سكناهم إلى "أراضٍ محروقة" بفعل القصف العنيف.
وتقول المواطنة تغريد يوسف "40 عاما" وهي تهرول بصحبة زوجها، وأولادها الستة "لقد خرجت من بيتي في حي الشجاعية، شرقي قطاع غزة بعد اشتداد القصف الإسرائيلي بشكل عنيف ومميت".
وخلال الليلة الماضية نزح 80 الفاً من احياء الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا ليرتفع عدد النازحين الى اكثر 135 الف نازح جزء منهم يقبع في مدارس الايواء التي خصصتها الاونروا والعدد الاكبر عند اقاربهم أو اصدقائهم.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ان اكثر " أكثر من 81000 شخص طلبوا الأمن والأمان في مراكز الاونروا المخصص كمأوى للنازحين والمشردين من بيوتهم وأحيائهم وهو يفوق عدد الذين نزحوا قبل خمس سنوات خلال الاجتياح الأخير". 
وقامت الأونروا بإطلاق مناشدة عاجلة بقيمة 60 مليون دولار بهدف تلبية الاحتياجات الطارئة للغزيين النازحين ومن أجل الاحتياجات الفورية للإنعاش. 
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية مركزها جنيف بسويسرا)، إن العدوان البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي وما يرافقه من قصف مدفعي عنيف أدى إلى تشريد 135 ألف مواطن في قطاع غزة.
وقال المرصد في تصريح صحفي، إن 135 ألف مشرد، بعضهم شرد نتيجة قصف الطيران لبيوتهم ونسفها، ونزح نحو نصفهم الى العشرات من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024