الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

عبد ربه يخوض معركة الدفاع عن أرضه في الولجة وحيداً..!!

أسامة العيسة - يحاول عبد الفتاح عبد ربه (55) عاما، ان يخفي حزنه وغضبه ومشاعر أخرى، بعد ان هدمت سلطات الاحتلال، عريشته ومغارته في قرية الولجة، جنوب القدس، إلا انه لا ينجح كثيرا. فتظهر علامات شعوره بالقهر على وجهه حادة، ومريعة.
يعيش عبد ربه، في مغارة قديمة، ويحمي نحو 40 دونما من أرضه، ويعتبره الإسرائيليون، شوكة في حلق التمدد الاستيطاني في تلك المنطقة الحيوية، التي ضمتها بلدية الاحتلال إليها.
وتقع مغارة عبد ربه، بين مجموعة من المستوطنات، وقريبا من الحاجز العسكري المؤدي إلى قرية المالحة المحتلة، وحديقة الحيوانات التوراتية، التي يوسعها المحتلون، باستمرار على حساب الأراضي الفلسطينية.
احتل جزء من قرية الولجة، عام 1948، فانتقل الأهالي إلى مخيمات اللجوء، وبعضهم إلى الجانب الآخر من البلدة التي يفصلها خط سكة حديد القدس-يافا، وبنوا ما سموه الولجة الجديدة، ولكن المحتلين لاحقوهم بعد حزيران 1967، وضموا أرضهم، دون السكان، إلى حدود بلدية القدس الاحتلالية، ونفذوا عمليات طرد وهدم للمنازل.
عبد الفتاح عبد ربه، قرر الصمود في وجه بطش المحتلين، وبقي صامدا في مغارته، رغم حملات التخويف والقمع والترغيب، وعروض الشراء السخية.
منذ نحو 18 عاما، يعيش عبد ربه حياة بدائية في مغارته، يستقبل أصدقاءه، والمتضامنين الأجانب معه، في أرضه التي يطلق عليها المتضامنون (عبد لاند). 
وبجهود تطوعية، بنى عريشة أمام مغارته، وفرن صغير، وحمّام عبارة عن جورة في الأرض، ولكن سلطات الاحتلال، التي جربت معه عدة أساليب لاقتلاعه من الأرض ولم تنجح، اخطرته بهدم المغارة، والعريشة وكل ما عمله في أرضه.
تمكن عبد ربه بصموده، وبعد معارك قضائية مع الاحتلال، من تثبيت حقه في الحمّام، وفي شهر نيسان الماضي، انتزع قرارا، بأحقيته في المغارة، التي يؤكد بانها عبارة عن تجويف طبيعي، وانتدبت المحكمة أحد العاملين في الآثار لتفقد المغارة، الذي اقر، كما يقول عبد ربه، بانها مغارة طبيعية.
ولكن كل هذه القرارات، تبين، كما يقول عبد ربه، بانه ليس لديها أية قيمة، أمام مخططات الاحتلال الاستيطانية في المنطقة، التي يعتبرها الإسرائيليون استراتيجية، ويسابقون الوقت، من أجل المزيد من التمدد الاستيطاني، وبناء أجزاء من جدار الفصل العنصري، لعزل من تبقى من أهالي الولجة في ارضهم، مع تأمين، طريق سريع للمستوطنين إلى القدس، لا يتجاوز دقائق.
يوم الاثنين، كان عبد الفتاح في مغارته، عندما دهمته قوة احتلالية كبيرة، ترافقها جرافة، وهدمت العريشة والمغارة والحمّام والفرن، واقتلعت الأشجار، وشردت الحمام الذي يربيه.
أُصيب عبد الفتاح، الذي خرج من المستشفى قبل أيام، وينتظر اجراء عملية في القلب بالانهيار، بسبب وضعه الصحي الحرج، ولكنه سرعان ما تحامل على نفسه، وما ان غادر المحتلون المكان، حتى بدأ يفكر في كيفية تعمير ما هدم.
أمضى عبد ربه ليلته في العراء، بينما بدأ متطوعون في مساعدته، لنصب خيمة تؤويه، والبدء في تنظيف ما دمره الاحتلال، ليواصل الصمود حتى الجولة المقبلة من المواجهة.
يتوقع ان تكون المواجهات المقبلة مع الاحتلال في المنطقة أكثر شراسة، خصوصا ان صمود عبد ربه، يحول دون ربط مجموعة من المستوطنات واقامة مستوطنة باسم (جفعات يائيل) على اسم عين يالو، التي يُطلق عليها المحتلون (عين ياعيل).
يفخر عبد ربه، بانه أصبح نموذجا للصمود، ويقول بانه لن يرحل مهما كان الثمن، ومهما كانت المعركة صعبة وقاسية.
 

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024