عائلة ابو زعنونة تفقد المعيل والبصر
قد تكون في غزة، وتغدق على نفسك بالحرص وتستنكف عن النزول للشارع، في ظل القصف الاسرائيلي الهستيري خشية على اطفالك وعائلتك من عشوائية هذا العدوان، لكن حرصك لن ينقذك من صاروخ غاشم.
الشهيد احمد أبو زعنونة (30 عاما)، شيب والده الذي انسل بالدموع اثناء الحديث عنه، فيما أحفاده ابناء الشهيد (ليلى،نجوى،قاسم) يحدقون النظر في جدهم وعلامات استفهام تعتري وجوههم، فهم في حيرة ماذا يفعلون هل يبكون والدهم كما جدهم ام يواصلون النظر الى الارض من حياء البكاء..
هي لحظة حيرة وتأثير تتأبط الانسان، حيث يشاهد ابا ينحب نجله واحفاده يسترقون الحزن منه، في اعتى مشاعر الانسانية قسوة، والتي خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر لليوم الـ47 على التوالي، بعد هدن لم تحفظ الانسان الفلسطيني.
في ساعة صباحية باكرة من نهار 19 رمضان الماضي، في اوج القصف الاسرائيلي، اي قبل شهر تقريبا يقول ابو عمار ابو زعنونة (53 عاما) ان نجله احمد كان نائما في منزله في الطابق الـ9 من ابراج المخابرات غرب مدينة غزة، ولكنه لم يستيقظ من نومه بعد ذلك للابد فظل خالدا الى الابد، منتظرا لقاء ربه بجانب التراب، نسأل الله له الرحمة والجنة".
ابو عمار يحاول جاهدا التواري عن ذرف دموعه ولكن حمرة عينيه كشفت حزنه فكانت الكلمات تسوقها الدموع الى ورقة الكتابة فصارت حبرا معطرا برائحة الاسى الذي تجرعته عائلات 2090 ضحية فلسطينية، تعيش في قطاع غزة الذي يترنح تحت حصار اسرائيلي منذ 8 سنوات.
يكمل ابو عمار حديثه، وبجواره عدد من الجيران والابناء والعائلة برفقة اطفال الشهيد احمد "كما قلت لك في الصباح، دوى انفجار كبير خرجنا فورا لرؤية الاستهداف فكانت شقة ابني احمد في الطابق الاخير اعلى البرج المجاور لمنزلنا، راينا ابني ملقى على الارض شهيدا مضرجا بالدماء بعد ان قصف بصاروخ اسرائيلي ايقظه من نومه، الى حياة الاخرة، ولم اعرف ماذا حصل بعد ذلك لأنني انهرت."
اصيب في هذا القصف ابناء وزوجة الشهيد احمد ابو زعنونة بشظايا في اعينهم، جعلتهم يرقدون لفترة طويلة في المشفى وما زالت زوجة الشهيد تتلقى العلاج، مع تعافي جزئي لنجله قاسم.
قاسم (7 اعوام) من زهور الربيع ضربت عينيه شظايا من القصف الاسرائيلي، يقول " صار قصف بعدها لقيت وجهي مليان دم، ومش شايف حاجة والحيطة وقعت، رحت عالباب، حسيت حدا فتح وطلعت عجارنا الي فوق، وماما كانت متصاوبة ورحنا عالاسعاف".
قاسم قال إنه لم يعرف الشخص الذي فتح له الباب، بعد ان كان القصف قد التهم الشقة وحائطها الخارجي، والقى بوالده من اعلى البناية الى الارض".
اشرف شاهد عيان تحدث عن لحظة القصف قائلا" لقد تم استهداف الشقة على ما يبدو من المدفعية او الطيران، ثم رأينا شخصاً يهوي على الارض، صراحة لقد سقط بهدوء وكانه تم وضعه وضع اليد على الارض، ويبدو انه استشهد اثناء القصف، وسقط شهيد لم نجد اي اثار للسقوط في جسده، مثل الريشة سقط وانا لا ابالغ ابدا". وفق حديثه
ويقول قاسم وبجواره شقيقتاه، ليلى "11 عاما"، نجوى "10 اعوام" ينظرون صورة والدهم في غرفة الضيافة بمنزل جدهم ابو عمار" ابويا في الجنة، احنا ما عملنا شيء كنا نائمين وبس الله ينتقم من الي قصفونا".