في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

ناطوري كارتا حركة يهودية تناضل لتحرير فلسطين من توحش الصهيونية

تقرير يوسف الشايب لموقع ذوات.

 

يتحدث رئيس حركة ناطوري كارتا، رابي مير هيرتش، عن بدايات الحركة التي أسسها جده في العام 1935، بعد مقتل الحاخام دهان بثلاث رصاصات من قبل الصهاينة نتيجة مساعيه مع الحاخام اليهودي الأكبر زمنفيلد لإلغاء وعد بلفور، خاصة بعد شعور الصهاينة أن مساعيه هذه قد تتكلل بالنجاح.

كما يأتي إلى حادثة تعرض والده موشي هيرتش لإلقاء مادة حارقة على عينيه أدت إلى فقده إحداهما من قبل الصهاينة، كما يسميهم، ويسهب في الحديث عن عشرات الآلاف في القدس وغيرها من المناطق التي يرفض تسميتها إسرائيل، والذين يعيشون دون بطاقات هوية، ولا يتمتعون بالتأمين الصحي، لرفضهم تسجيل أبنائهم كمواطنين في "دولة الصهاينة. يقول إنهم يعيشون ظروفاً معيشية مأساوية لكونهم ينتمون إلى "ناطوري كارتا" التي لا تعترف بإسرائيل، وترى أنها أرض فلسطين من البحر إلى النهر.

ويتحدث هيرتش عن الرئيس الشهيد ياسر عرفات ويصفه بزعيمهم، وعن الرئيس محمود عباس ويصفه بقائدهم، كونهم يعتبرون أنفسهم فلسطينيين، فتشعر أنك أمام مجموعة من اليهود ناضلت وتناضل من أجل فلسطين حرة، ولو على حساب ابنائها.

هيرتش، أكد في حديثه مع "ذوات"، أن "ناطوري كارتا" تأسست بعد هذا الاغتيال لمحاربة الفكر الصهيوني، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية "من البحر إلى النهر" وعاصمتها القدس بأكملها. وقال: نحن يهود فلسطينيون، ونريد أن نعيش تحت الحكم الفلسطيني، بمعنى دولة فلسطينية واحدة من البحر إلى النهر يعيش فيها اليهود والمسلمون.

وأضاف: نحن ضد إسرائيل والصهيونية التي تستهدف إخراج اليهود عن ملتهم، فهي لا تؤمن بأننا نتخلص من العذابات بوساطة الرب، بل بقوة السلاح .. هيرتسل تعرض لشتيمة في باريس على اعتبار أنه يهودي. لم يكن هيرتسل يهودياً بل كان كافراً بدينه، لكنه طرح ما سماه حل مشكلة اليهود، بتحويل الشعب اليهودي إلى المسيحية بشكل أو بآخر، وهذا هدف الصهيونية، وبالتالي تحويل الشعب اليهودي من مؤمن إلى كافر.

 

ربط خاطئ

 وشدد هيرتش، على أنه ومنذ تأسيس ما سماه الصهاينة دولة إسرائيل، وهم يربطون بين الصهيونية واليهودية، ولذلك طالبنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراراً بأن يعلن أن الصهاينة ليسوا يهوداً، وذلك ليعري الصهاينة أمام الرأي العام العالمي. نتنياهو ومن سبقوه يتشدقون باليهودية ويعملون ضدها. هم أرادوا بناء قوة تمكنهم من الحكم والسيطرة على فلسطين، وذلك باستغلال المحرقة التي حدثت في ألمانيا قبل ثمانين عاماً.

يدين هيرتش العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ويرى أنه وفق الشريعة اليهودية، فإنه من المحرّم على أي يهودي دخول الحرم القدسي

قبل ثمانين عاماً، يقول هيرتش، العالم دعا إلى تعويض اليهود بإعطائهم فلسطين، ما شكل نافذة تسلل منها الصهاينة للسيطرة على فلسطين .. الصهاينة تعاونوا مع النازية من أجل قتل أكبر عدد من اليهود، ليكون من السهل عليهم إقامة دولة، وهو ما عبر عنه إسحق برينغوم أحد رموز الصهيونية في هنغاريا بقوله: "فقط من خلال الدم ستكون لنا دولة .. كلما قتل المزيد من اليهود ستكون لنا دولة".

وتابع: نحن نطالب بكل مكان وفي كل مناسبة بفصل هذه الدولة المسماة إسرائيل عن ديننا، لأن الصهيونية واليهودية شيئان متعارضان كلياً، فلا علاقة للصهاينة بالشعب اليهودي، وهم لا يمثلون اليهود، ولا علاقة لهم بفلسطين، ودولة الصهيونية أقيمت على الدم والإرهاب والجرائم والترويع والعنصرية، وليس لها حق في الوجود.. المحرقة حدثت فعلاً، وأجدادي كانوا بين الضحايا، وعلى إثر ذلك كان يجب تعويض اليهود بدولة في ألمانيا وليس في فلسطين.. أن تذبح الشعب الفلسطيني وتقتله وتهجره بالقوة لتقيم دولتك الصهيونية يخالف أي منطق إنساني.. الحاخام الكبير توشينسكي كان طالب الأمم المتحدة، وقبل عام من قيام "إسرائيل"، بعدم السماح بقيام دولة صهيونية على أرض فلسطين. بنفسي كتبت رسالة إلى بان كي مون، أطالبه فيها بإلغاء قرار التقسيم والدولة الصهيونية، وشددت على أن هذا هو موقف اليهود المناهضين للصهيونية.

القدس فلسطينية

ويدين هيرتش العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ويرى أنه وفق الشريعة اليهودية، فإنه من المحرّم على أي يهودي دخول الحرم القدسي، فالقدس بأكملها يجب أن تكون فقط عاصمة فلسطين.. هيكل سليمان كان موجوداً في محيط المسجد الأقصى، ولكن ذلك كان قبل ألفي عام، ودمر بالكامل وانتهى، لم يبق شيء من الهيكل. الحل هو أن تسيطر الدولة الفلسطينية على هذه المناطق المقدسة، وتقوم بدورها بإعطاء حرية ممارسة الشعائر الدينية للجميع.. قبل 65 عاماً كانت هناك فلسطين، وما نريده أن تعود فلسطين دولة دون انتداب .. نريد كيهود فلسطينيين أن نعيش في كنف الدولة الفلسطينية، وعاصمتها "القدس"، ولفظها "القدس".

 

معاناة مستمرة

 أعضاء "ناطوري كارتا" في فلسطين التاريخية كما يسمونها، وإسرائيل كما هي على الخريطة، وهم قرابة 80 ألفاً في القدس، إضافة للآلاف في بيت شيمش وبتاح تكفا وغيرها، بينما يوجد في الولايات المتحدة وحدها 200 ألف، يتعرضون لملاحقات يومية من سلطات وقوات الاحتلال تصل حد الاعتقال والسجن بتهمة معاداة الدولة، وفق هيرتش، الذي أشار إلى أن أكثر من عشرة آلاف يهودي من أعضاء الحركة يعانون من فقر شديد، فهم يرفضون أن "تصرف" عليهم الدولة، بل يرفضون جنسيتها وكل ما يتمتع به مواطنو دولة الصهاينة، لدرجة أنهم لا يسجلون أبناءهم كمواطنين فيما "يسمى دولة إسرائيل"، على حد تعبيره.

وقال هيرتش: الكثير من أتباعنا لا يحملون بطاقة هوية أو جنسية، كونهم يرفضون الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي يعيشون دون هويات، وهم ممنوعون بالتالي من السفر، فإذا ولد مولود جديد لنا، لا نزود السلطات الصهيونية بمعلومات عنه كي لا يسجل في سجلاتهم. هم يدرسون في المعاهد الدينية التابعة لنا، ونرفض أي موازنات من الدولة الصهيونية .. أعضاء ناطوري كارتا يعيشون على التبرعات التي يقدمونها من اليهود وأعداء الصهيونية، وهم كثر، لكن غالبيتهم يعيشون في حالة فقر شديد.

هيرتش: الكثير من أتباعنا لا يحملون بطاقة هوية أو جنسية، كونهم يرفضون الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي يعيشون دون هويات

أما مساعد رئيس "ناطوري كارتا"، اريتسور كاسبر فقال لـ"ذوات": هناك الملايين من اليهود لا يعترفون بما تسميه دولة الصهاينة يوم الاستقلال، ويمارسون أعمالهم كالمعتاد كأي يوم آخر، بل إن البعض يضع رايات سوداء في ذلك اليوم .. إن ولد لنا مولود في ذلك اليوم نطلب من الله له الرحمة لكونه ولد في هذا اليوم السيئ، الذي نقيم فيه صلاة ندعو خلالها لزوال دولة الصهاينة.

وأضاف كاسبر: يومياتنا تبدأ بالصلاة في الصباح الباكر، ثم نتوجه إلى المعاهد الدينية، التي تقدم رواتب لأرباب الأسر، وهي بالتأكيد ليست كافية .. الكثيرون من المنتسبين لـ"ناطوري كارتا" كجماعة دينية يهودية يعيشون الفقر بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نحن لا نعمل في التجارة ولا في الصناعة ولا في الزراعة لأن ذلك يتطلب الاعتراف بإسرائيل دولة الصهاينة، كما أننا لا نريد أن نساهم في الاقتصاد الصهيوني، وبطبيعة الحال نرفض التجنيد. في حال قيام الدولة الفلسطينية يمكن حينها أن نعلم أبناءنا في الجامعات إضافة إلى المعاهد الدينية.

وأخيراً، أكد هيرتش أن أعضاء ناطوري طالبوا بالتمثيل داخل مؤسسات الشعب الفلسطيني، خاصة أن والده كان وزيراً في حكومة فلسطينية قبل رحيل الرئيس عرفات، كما يطالبون بالهوية الفلسطينية، خاصة أنهم "فلسطينيون، ورئيسهم هو محمود عباس (أبو مازن)، ومؤسسات السلطة مؤسساتنا"... "لكن الضغط الصهيوني هو من يحول دون ذلك ربما"، خاتماً حديثه بالقول: نحن نصلي لنتحرر كفلسطينيين من نيران الصهيونية، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وفي الحرب على غزة تجندنا لفضح جرائم ما يسمى بإسرائيل في كل أنحاء العالم.

wa

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024