الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

مقهى الشيخ قاسم.. ذاكرة الروح

 بسام أبو الرب

يجلس الحاجان عمر أمين حبيبة (80 عاما) وعبد الله دويكات (75 عاما) ، في مقهى الشيخ قاسم في البلدة القديمة بنابلس، يتربع كل منهما على كرسي خشبي قديم، وكأنه عرشه، يلتفان حول طاولة خشبية هشاشة الزمن أصابتها، مثلما المكان.  

الحاجان حبيبة ودويكات اعتادا الجلوس على مدخل مقهى الشيخ قاسم، وعلى نفس الكرسي والطاولة منذ أكثر من 30 عاما، وكان للمكان حكايات وتفاصيل تناولها العديد من رواده خاصة في ثمانينيات القرن الماضي، ويستعيد كل منهما ذكريات خلت ويسترجعان أحاديث مضى عليها أكثر من 30 عاما، من أمور السياسية والثقافة والظروف الاجتماعية، مع بعض المقارنة بين الماضي والحاضر.

جلسة حبيبة ودويكات لا تخلو من مناكفات وتجاذبات الحالة العامة خاصة بفلسطين، حيث ما زال كل منهما يعيش على أمجاد بعض حكام العرب ويتغنوا ببطولاتهم، مع ذاكرة تجر في ذيولها نكبات الشعب الفلسطيني.

ذاكرة المكان بقيت شاهدا على التاريخ الذي لم يتغير منذ سنوات، حسب ما أكده الحاج حبيبة، 'هذا المقهى لم يتغير عليه شئ منذ عشرات السنين. ما زالت زواياه تحفظ لكل زائر ذكرى مع أحد الأصدقاء أو الأحبة'.

ويصف المقهى مطلع الثمانيات من القرن الماضي،  فيقول 'تغير الزمان والزوار الذي كانوا يأتون من كافة الأماكن، يلبسون اللباس التقليدي مثل القنمباز والطربوش، ويجلسون ويتحدثون بالسياسة والحياة الاجتماعية والثقافة، وأحيانا يعقدون صفقات تجارية في هذا المكان'.  

وأشار الحاج حبيبه بيده قائلا: في تلك الزاوية غنت أم كلثوم وصدح صوتها.. وهناك جلسنا مع الكثير من الأصدقاء الذين اعتادوا المجيء هنا من كل مكان، حيث أصبح المقهى مجمع الأحبة.

في زاوية صغيرة، اعتاد صاحب المقهى رائق كلبونة (73 عاما)، على تحضير المشروبات والنراجيل لزبائنه.

يروي كلبونة تاريخ وحكايات المكان الذي عج بالزوار منذ نحو 200 عام: 'الشيخ قاسم' من أقدم مقاهي مدينة نابلس، وتعاقبت عليه أجيال، وما زال يحافظ على صبغته التراثية بكافة التفاصيل من طاولاته وكراسيه الخشبية، حتى فناجين القهوة التي كنا نجلبها من الشام.

وقال 'معظم عمري قضيته في هذا المكان الذي أعمل فيه منذ سن الخامسة عشرة، واليوم أولادي يعملون معي لتقديم الخدمة لزوار المقهى الذين باتوا جزءا منه، عدا عن الزوار الأجانب والسائحين'.

وأكد كلبونة أن عددا من كبار الفنانين غنوا في هذا المكان، أمثال أم كلثوم وأسمهان، وكان السياسيون والمثقفون من رواد المقهى.

لكن رائق ربما لم يأخذ من اسمه شيئا، وذلك أنه يتذمر من تناقص عدد رواد المقهى وضنك العيش، خاصة في الآونة الأخيرة.

ذكريات كبار السن بنابلس، لم تبتعد كثيرا عن ذاكرة المكان بين أزقة البلدة القديمة ومقاهيها، التي عرفت بطراز معماري لم يبتعد كثيرا عن المعهود،  خاصة بطرازها الداخلي المؤلف من صالة واحدة، وبأرضية مرصوفة بقطع الباطون، وجلساتها تحت أشجار الحمضيات والعنب في الفضاء الرحب.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024