فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

تفاؤل الفكر .. وتفاؤل الارادة

في كلمة الرئيس ابو مازن عبر الهاتف، للمهرجان الجماهيري في جنين، الذي احيا الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، تجلت مرة اخرى وعلى نحو واضح تمام الوضوح، قدرة الفكر السياسي، كلما كان محمولا على مشروع تحرري وانساني، على التفاؤل، فلم يعد هذا الاخير حكرا على الارادة، مثلما جاء في معادلة " تشاؤم الفكر وتفاؤل الارادة " للفيلسوف والمفكر الايطالي "انطونيو غرامشي" والتي اراد من خلالها كما نعتقد، تفسير التردد والتهيب الانساني في اقتحام الصعب، التردد والتهيب الذي يتولد من تشاؤم الفكر، والذي يحسمه في النهاية تفاؤل الارادة الذي ينبع من الروح، هذا الذي يتطلع دائما لاجتراح المستحيل.
لسنا بالطبع في معرض نقد معادلة "غرامشي" ولا التقليل من اهميتها وصواب رؤيتها لما يحرك الطبيعة البشرية في تنازعها بين التشاؤم والتفاؤل، ولكنا بصدد فكر الكلمة السياسية في نصها الوطني الفلسطيني، الفكر الذي بات يحرص تماما على التفاؤل، حتى وكل ما في مشهد الصراع في لحظته الراهنة يبعث على التشاؤم، حيث الصعاب لا تحصى تقريبا، وحيث غطرسة الاحتلال اكثر وحشية وعدوانية من اي وقت مضى، وثمة مترددون ومرتجفون لا يرون سوى الطرق المغلقة، وثمة انقساميون سعاة في دروب الوهم ومشاريعه التدميرية..!! ومع ذلك ليس للتشاؤم مكانا في فكر الكلمة السياسية بنصها الوطني (إن الشعب الفلسطيني وقيادته واجهوا تحديات جسيمة ولكننا صممنا على التصدي لها بكل كبرياء وعنفوان وشهامة رجال، ولن تزيدنا هذه التحديات إلا صلابة واصرارا على المضي في طريقنا الذي لن نحيد عنه.... لن تلين لنا قناة ولن تنكسر لنا ارادة) ليست هذه الكلمات في هذا النص هي كلمات الارادة بتفاؤلها، وانما هي ايضا وبالقطع المعبرة عن تفاؤل الفكر ايضا الذي يوضح بما لا يدع مجالا للشك (اننا ما زلنا وسنظل حركة تحرر وطني حتى نقيم دولتنا، نمارس نضالنا بكل الطرق المشروعة التي تكفلها لنا جميع القوانين والاعراف الدولية، نكسب من خلالها الاصدقاء ونعزل قوى الاحتلال والبغي والغطرسة)، وليس هذا تفاؤلا فحسب وإنما هو ايضا برنامج عمل ونضال واضح المعالم والطرق المشروعة.
وباختصار فإن كلمة الفكر السياسي في نصها الوطني الفلسطيني باتت تقرأ التفاؤل فحسب في معادلة غرامشي، حيث تراه في الفكر والارادة معا، وربما والحالة هذه سنحتاج الى نظرية جديدة بهذا الشأن، والفكر يحتمل دائما التحول الايجابي نحو الاكثر صوابا والاكثر نفعا لحياة الناس وتطلعاتهم.


كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024