الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان

الآن

العلامة السيد - محمود ابو الهيجاء

قبل رحيله بستة ايام، وعندما كان لا يزال في غيبوبة المرض، والحديث عن العلامة السيد هاني فحص، كتب طلال سلمان في صحيفته "السفير اللبنانية" مقالة يرجو فيها "السيد" ان يخرج من "ليل الصمت" الذي دخل اليه، وان يعود الى المنابر وجلسات الندامى التي اشتاقت له، غير ان العلامة السيد كان قد ذهب بعيدا في ليل الصمت حين راح يغادر الغيبوبة الى الغيبة، اعني الى ذلك النوم الطويل، الذي لا صحو فيه ولا صحو له، إلا حين تقوم الساعة، وهكذا رحل "هاني فحص" الذي ما من نص بوسعه ان يضعه في اطار محدد ...!! للنص ان يتحرج اذا ما حاول ذلك، فالرجل العلامة في سيرته ومسيرته، أكبر من أي نص، خاصة بالنسبة لنا، فهو الذي رأى في فلسطين هويته العقائدية والانسانية، كما رأى فيها طريق الحرية حينما انتمى الى حركة فتح، فتمسك بها، وقبض عليها كالقابض على الجمر شأن المؤمن الصالح القابض على دينه وتقواه في زمن الشدة والردة، وظل كذلك حتى الرمق الأخير، لم يفارق فلسطين ولم تفارقه فلسطين، وقد كان قبل قليل أحد أبرز كتاب صحيفتنا "الحياة الجديدة" هو "السيد" الذي قال، كما اورد طلال سلمان في مقالته (انا الجنوبي فلسطيني بالعقيدة والموقف وليس فقط بالجغرافيا وانا مع الثورة ولو كانت لي ملاحظات عليها) هذا الفلسطيني ابن جبل عامل وكما جاء في برقية التعزية للرئيس ابو مازن (واحد من العظماء الذين تركوا بصمة في حياتنا وقضيتنا وزرعوا النواة الاولى للتلاحم اللبناني الفلسطيني).
لا نص يحتويه، رجل التقوى والفكر والقصيدة، تقوت بخبز الفقير، وترفع على مماحكات الطوائف (هو المسلم الشيعي الذي اجتهد لهدم الاسوار التي بناها تجار المذهبيات بين ابناء الدين الواحد والذي اجتهد مرة اخرى لهدم الاسوار الاعلى والاقسى بين الاديان، كان يعرف ان تلك البدع جميعا من خارج الدين).

هو السيد حقا بنبله وشفافيته وإنسانيته، يتفتح بالحوار، ويتحلى بالشعر، ويحنو على النثر بثقافته الموسوعية وهو يدعو الى وعي التغيير لصالح الحق والعدل والجمال.
لا نص يحتويه، والكلمات التي كانت طوع "السيد" دائما، لن تكون كذلك بالنسبة لنا الآن، لنكون قادرين على وصفه كما ينبغي لكلمات أن تصف فارسا في اسطورة، ولا رثاء قادراً على تكبيت حزن القلب عليه، غاب العلامة السيد.. غاب، وانا لله وإنا اليه راجعون.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024