صرخات المعذبين في مراكز المباحث تثير رعب الطالبات في غزة
نفوذ البكري - فجأة وأثناء الهدوء الذي يسيطر على أجواء الفصل المدرسي دوت الصرخات والآهات من أحد الأماكن المتلاصقة للمدرسة ليتبين بعد ذلك أن تلك الصرخات والأوجاع تنطلق من أحد الموقوفين لدى قسم المباحث العامة الذي يشهد بصورة يومية المزيد من حالات الاستدعاء والتحقيق والتوقيف والتعذيب.
وجاءت تلك الصرخات التي أثارت حالة من الخوف والرعب في صفوف طالبات المدرسة الواقعة في منتصف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة والتي تعمل على نظام الفترتين للمرحلة الإعدادية حتى الصف العاشر بالتزامن مع حجم الضغوطات والصدمات التي تشكو منها الطالبات جراء العدوان واللواتي بحاجة للمزيد من حملات الترفيه والتفريغ النفسي وليس إجبارهن على الاستماع للصرخات التي تزيد من معاناتهن المتراكمة والمتواصلة.
وتلقت " الحياة الجديدة " مجموعة من الشكاوى والمناشدات ليتم رفعها للجهات المختصة دون التمكن من نشر الأسماء, خاصة وأن سكان المنطقة يتابعون ويسمعون ولكن ليس بإمكانهم التذمر والشكاوى لأنهم يخشون تبعات ذلك.
فالطالبة " م " في الصف التاسع التحقت بالمدرسة هذا العام بعد أن كانت في مدرسة أخرى وفوجئت في الأيام الأولى بالصراخ وحاولت الاستفسار إلا أن زميلتها " ع " والتي التحقت بالمدرسة في العام الماضي أخبرتها أن هذا الصراخ صادر من أحد الموقوفين وأشارت لها بأن ذاك المكان الملاصق للمدرسة يتبع للمباحث العامة.
أما الطالبة " ص " فقالت انها بدأت تشعر بالخوف الحقيقي في ظل تواجد قسم الشرطة بالقرب من المدرسة سيما وأنه من المفترض أن تكون الشرطة حارسة للأمن والاستقرار والنظام وليس إثارة الخوف والرعب في تكدس عربات الشرطة وحركة الاستدعاء الدائمة سيما وأن المقر كان في وقت سابق يتبع للمحكمة وكانت تشاهد حالات الإحضار والخروج للمتهمين وكيفية إغلاق المكان جراء ذلك والآن انتقلت المحكمة بكافة أساليبها وحل محلها قسم المباحث بكافة تبعاته وتداعياته الذي يثير المزيد من الرعب والتوتر في صفوف الطالبات.
وأعربت بعض المؤسسات الحقوقية والنفسية " للحياة الجديدة " عن بالغ قلقها جراء هذا الأسلوب واكتفت بتقديم نصيحة لأهالي الطالبات وإدارة المدرسة بتقديم مذكرة خاصة للجهات المختصة للحد من هذه السلوكيات خاصة أثناء الدوام المدرسي للحفاظ على الوضع النفسي للطالبات أثناء التواجد في الفصل الدراسي.