استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان    منظمات "الهيكل" تواصل حشد المستعمرين لاقتحام الأقصى وترصد مكافآت مالية لمن يذبح "القرابين" داخله    "الأشغال العامة" تباشر بإزالة آثار عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس    انتشال عشرات الجثامين من مقبرة جماعية بخان يونس    شهيدان برصاص الاحتلال شمال شرق الخليل    الإضراب الشامل يعم محافظات الوطن تنديدا بمجزرة مخيم نور شمس    "فتح": غدا الأحد إضراب شامل حدادا على شهداء طولكرم وغزة    الصحة: 14شهيدا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مخيم نور شمس    عزام الأحمد يتصل ببهية وأحمد الحريري معزياً    تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة    الرئيس : "الفيتو" الأميركي مخيب للآمال وغير مسؤول    عريضة مجرية: أوقفوا شحنات الأسلحة إلى إسرائيل    الرئيس يصدر مرسوما رئاسيا بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات المركزية برئاسة رامي حمد الله  

الرئيس يصدر مرسوما رئاسيا بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات المركزية برئاسة رامي حمد الله

الآن

عيدان يلتقيان كل 33 عاما

 بسام أبو الرب

يتصادف كل 33 عاما بأن يأتي عيد الأضحى للمسلمين وعيد الغفران للسامريين وعند اليهود في اليوم ذاته، كما يصوم المسلمون غير الحجيج قبل الأضحى في يوم عرفة، في حين يصوم السامريون قبل الغفران بيوم.

مع حلول اليوم التاسع غدا الجمعة من ذي الحجة، تتجلى شعائر الحج لدى المسلمين، بالوقوف على جبل عرفة، وتبدأ شعيرة يوم عرفة بصلاة الحجاج الفجر في منى، ثم ينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون طريقهم إلى عرفة.

ومع غروب اليوم الخميس تبدأ الطائفة السامرية التي تقطن جبل جرزيم في نابلس، أولى شعائر الغفران بالصيام لمدة 24 ساعة - من الغروب حتى الغروب، حيث يمسكون عن الطعام والشراب ويكون يوما خالصا للعبادة وطلب الغفران.

وقال مدير العلاقات في مركز الدراسات السامرية خضر عادل الكاهن لـ'وفا' إن الطائفة تحتفل بعيد الغفران أو الصوم، الذي يصادف اليوم العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري، وهو تاريخ محدد ولا يتغير، وعند المسلمين العيد يتقدم عشرة أيام، لذلك كل 33 عاما تتصادف الأعياد مع بعضها.

وأضاف أن الغفران عند الطائفة السامرية وجب على كل فرد الصوم من غروب اليوم التاسع حتى غروب اليوم العاشر، والصوم مفروض على الجميع، كبارا وصغارا بمن في ذلك الأطفال. ويسمح للطفل الرضيع تناول حليب أمه الصائمة فقط، حيث ورد في التوراة عند السامريين: 'كل نفس لم تصم تكون مقطوعة من دين بني إسرائيل'.

وتابع: 'يكون الصيام عن كل شيء ابتداء من الأكل والشرب مرورا بالأعمال المنزلية والعمل والدراسة، ولا يمكن حتى مشاهدة التلفاز، أو القيام بأي نشاطات دنيوية، ويكرس يوم الصوم للصلاة التي تكون عبارة عن ركوع وسجود تتخللها تراتيل دينية'.

وأوضح الكاهن أن طقوس عيد الغفران لا تختلف كثيرا من حيث شراء الحلويات وصلة الرحم والمعايدة، كما أن اليوم الأول من عيد العرش الذي يصادف الأربعاء المقبل يبدأ بالحج على جبل جرزيم ويستمر لسبعة أيام، وفي اليوم الثامن يكون عيد نزول التوراة.

ويعبر الكاهن عن سعادته لمصادفة عيد الأضحى مع الغفران، قائلا 'نحن جزء من الشعب الفلسطيني، وهذا العيد بعيدين، ونأمل بمزيد من التسامح والمحبة، وأن يكون الغفران القادم بحلول السلام العادل، خاصة أننا كسامرين أو مسلمين أو مسيحيين أو يهود أبناء إبراهيم عليه السلام'.

بدوره، قال مفتي محافظة جنين محمد أبو الرب، لـ'وفا' إن 'أعياد المسلمين مرتبطة بالعبادة، سواء الفطر أو الأضحى، وتأتي حسب الأشهر القمرية ورؤية الهلال كما ورد في القرآن، وهي تحل علينا كمسلمين من باب شكر الله على التوفيق بأداء العبادات، وفيها تذكير بالضعفاء والفقراء، إضافة لكونها بابا لصلة الأرحام وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها والترويح عن النفس'.

وبين أن صيام يوم عرفة الذي يصادف يوم غد الجمعة يكون لغير الحاج، وهو من أعظم الأيام التي ذكرها الرسول في الأحاديث، حيث يتجلى الله لعباده ويباهي بالحجاج، وهو يوم للمغفرة.

ويشير أبو الرب إلى أن هذه الشعائر تذكر المسلمين بالسلف الصالح خاصة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وتزيد من الروابط بين الديانات الأخرى خاصة في فلسطين.

ومع اقتراب الأعياد التي تصادف مع بعضها خاصة داخل أراضي عام 1948، استنفرت إسرائيل أجهزتها الأمنية، وأعلنت عن إغلاق عدد من الطرق الرئيسية في المدن المختلفة كالقدس وعكا واللد، تفاديا لوقوع اشتباكات بين المسلمين الذين يقوم عيدهم على التكبير والتهليل، واليهود الذي ينص عيدهم على السكون وعدم الحركة.

وتتعارض فعاليات عيد المسلمين الذي يقوم على التكبيرات في مكبرات الصوت في المساجد، والمسيرات الاحتفالية في الشوارع، مع طقوس عيد الغفران اليهودي الذي يصومون فيه ويعتكفون ويمنعون الحركة في الشوارع.

هذا ما اعتبره الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية وأستاذ القانون الدولي حنا عيسى، في حديث لـ'وفا'، خرقا للقانون الدولي الذي يتحدث عن حماية المدنيين وقت النزاع من جانب، خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يكفل للمواطن حرية الحركة والعبادة والتنقل، ولا يجوز مطلقا حسب القانون الدولي منع المواطن من التحرك أو إغلاق الشوارع لأنه لا يشكل خطورة.

وقال إن إسرائيل فرضت احتلالها على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، دون الانسحاب من هذه الأراضي، كما أن القانون الدولي وحسب القوانين الداخلية لإسرائيل لا يجيز إغلاق الشوارع خاصة في القدس التي تعتبرها 'عاصمة لها'، مؤكدا أنها تغلق الطرق أمام المواطنين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين.

ودعا عيسى كل فلسطيني أن يتحرك كما يشاء وحسب القوانين التي كفلت له، موضحا أن ما تقوم به إسرائيل هو نوع من الانتهاكات الاحتلالية، وتتعامل بازدواجية المعايير خاصة في أراضي 1948، باعتبار المواطن الفلسطيني درجة ثانية، وهو أمر يدلل على تمييز عنصري، المخالف للقانون الدولي.

ويشار إلى أن 'جمعية حقوق المواطن في إسرائيل' بعثت مساء أمس رسالة طارئة إلى قائد شرطة الاحتلال في القدس يوسي بريينتي، لمطالبته بعدم إغلاق شوارع مركزية في القدس يومي الجمعة والسبت المقبلين، نظرا لاحتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.

وفي هذا السياق، طالبت الرسالة التي بعثها محامي الجمعية يوسف كرّام بعدم إغلاق شارع 'طريق الخليل' والذي يخدم آلاف المقدسيين من القرى الجنوبية للقدس ومنها بيت صفافا، وصور باهر، وأم طوبا، وجبل المكبر.

كما دعت إلى عدم إغلاق طريق شعفاط– القدس (شارع رقم 1)، موضحة أن هذا الشارع لا يمر داخل الحارات اليهودية ولن يؤثر على حياة اليهود.

وقالت الرسالة: إننا نطالب قوات الشرطة بحماية المواطنين العرب بدلا من تعزيز القوات لإغلاق الشوارع والطرق المركزية التي يستخدمونها.

كما طالب المحامي كرّام بالرسالة بعدم إغلاق المدخل الرئيسي لقرية العيساوية، مذكرا بأن الشرطة الإسرائيلية كانت قد أغلقت قبل فترة وجيزة أحد مداخل القرية المؤدي إلى الجامعة العبرية، وعليه فإن إغلاق المدخل الرئيسي لن يتيح لأهل المنطقة الخروج منها إلا عبر الطريق الجنوبية، ما سيؤدي لا محالة إلى ازدحامات واختناقات مرورية شديدة.

وتابعت الرسالة: هنالك تخوف حقيقي من المس بحرية العبادة وحرية الحركة والتنقل لـ300 ألف مقدسي، وأن على الشرطة فتح الطرقات أمام المحتفلين بعيد الأضحى، والسماح لهم بإجراء مراسيم العيد من صلوات وزيارة الأقارب.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024