الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

مواقع التواصل الاجتماعي.. نوافذ للعلاقات المحرمة

سراب عوض ـ يعد استخدام البعض لمواقع التواصل الاجتماعي سبباً رئيسياً في فتح مسارب لاقامة علاقات بين الرجل والمرأة خارج اطار الحياة الزوجية، بل ان هذه المواقع أحدثت نقلة هائلة لدى الجنسين للافلات من الرباط المقدس الى أفق عاطفي آخر في ظل مناخ يساعد على انشاء هذه العلاقات وبلوغها الذروة لتتوج لاحقاً بلقاءات حقيقية بين الطرفين على الأرض.
ويكون هذا المناخ آمناً لطرفي "العلاقة" فلا يخشيان عيوناً ترصد أو أية محاذير كما هو في عالم الواقع.
وتوفر هذه المواقع متنفساً لكاظمي وكاظمات الغيظ من الحياة الزوجية، عندما تفتح نوافذ الأحاديث الخاصة بعد اطمئنان كل طرف الى الآخر وتوافر الثقة بينهما ما يدفع العلاقة الى خطوات حثيثة في اتجاه اقامة العلاقة المحرمة خارج اطار الحياة الزوجية.
وأشار تقرير صدر مؤخراً عن ديوان القضاء الشرعي الى أن المحكمة الشرعية شهدت نحو 4 الاف حالة طلاق مقابل 24 ألف عقد زواج خلال العام، ما رفع نسبة الطلاق الى حوالي 20 بالمئة، مشيراً الى أن 5 بالمئة من هذه الحالات كانت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي واتهام أحد الزوجين شريكه بالخيانة عبر الفضاء الالكتروني.
نساء في شرك الفيس بوك 
السيدة (م .ن) 34 عاماً تروي ذريعتها وتقول:" زوجي يعتقد أنني مجرد مقعد ضمن اثاث في البيت، لا يعرف عن احتياجاتي شيئا ويعتقد أن كل شيء يشرى بالنقود لم يرغمني أحد على الزواج منه، بهره جمالي وبهرني ماله ولم أتردد بالقبول رغم معرفتي أنني سأكون زوجته الثانية".
وتضيف:" بعد اتمام الزواج اكتشفت أن زوجي لا يعرف كيف يخاطب قلبي، المعاشرة الزوجية هي أهم ما لديه ومجرد أن يقضي وطره يبتعد عني كما لو أنه لا يعرفني، منعني من الانجاب لأن لديه أبناء من زوجته الاخرى ويدعي أن الحياة أمامنا ويجب أن أتفرغ له وحده، لا يأتي الا يومين في الأسبوع ويقضي بقية الأيام عند زوجته الأولى وأبنائه منها، أشعر بغربة لا توصف بدأت اسلي نفسي بمواقع التواصل الاجتماعي وانسج علاقات لأقتل الفراغ وأنزع من داخلي شعور الوحدة حتى بدأت علاقتي مع شخص على الفيس بوك، وتطور الامر وأصبحنا نتحدث لساعات طويلة، كان يستمع لكل تفاصيل حياتي ويشاركني حزني وفرحي، يكرس وقته لي ولمحادثتي حتى بت لا أخفي عنه شيئاً وهو كذلك، لم أعد أتخيل أن تمر ساعة دون أن أسمع صوته، نعم كان لا بد أن يكون هناك رجل آخر يعوضني عن حرماني العاطفي، وكما أن زوجي من حقه الاستمتاع بي أي وقت يشاء فمن حقي أيضاً أن أعيش وأن أبحث عن رجل يوفر لي الحب الذي كنت أنشده".
خيانة بداعي الانتقام
السيدة (ن. ق) 27 عاماً وهي نزيلة في البيت الآمن ببيت لحم، اعترفت بأنها خانت زوجها انتقاماً منه ومن اخوتها الذين أجبروها على الارتباط به رغم سوء طباعه فهو لم يخف خياناته عنها بل كان يفتخر بتعدد علاقاته، واذا حاولت الاعتراض على أي سلوك له فانه ينهال عليها ضرباً وشتماً.
وتقول:" زوجي صاحب شلة من رفقاء السوء الذين دلوه على حياة الليل سواء في المقاهي أو في بيوت معدة لهذا الغرض، وبات أهل الحي يتحدثون عن زوجي الذي تعرف الى احدى الفتيات وقرر الزواج منها وهذا ما حصل فعلا، عدت الى بيت أهلي وطلبت الطلاق فرفض أخي الأكبر وضربني وشتمني وأجبرني على العودة الى بيت الزوجية بحجة أن لدي من الزوج طفلين وأن زواجه من امرأة أخرى لا يضاهي سمعة ابنتهم كـ "مطلقة"، معتبرين أن هذا حق من حقوقه فعدت الى المنزل وبات يأتي ويذهب كالمعتاد، يعيش حياته كما يشاء ولا يتحدث معي الا بلغة الأوامر".
تضيف:" في أحد الأيام تعرفت على شاب بدأ يكلمني على الفيس بوك رفضت في البداية، وفي يوم كنت محتاجة بشدة لأن أتكلم مع أي شخص فكلمته وبدأت بيننا الأحاديث الغرامية وبعد فترة اكتشف زوجي أنني أكلم أحد الشباب فضربني ضرباً مبرحاً واتصل بوالدي واخوتي وشاهدوا مراسلاتي مع الشاب حينها شعرت بالخطر، فهددني اخي الأكبر بالقتل فلجأت الى البيت الآمن لارتاح من زوجي ومن أهلي الذين لا يهمهم شيء غير سمعة العائلة التي حلفت بكل ما لدي أن الطخها انتقاماً منهم".
وحدة قاتلة..وفراغ عاطفي
وأرجعت السيدة (ر.أ) 40 عاماً خيانتها لزوجها الى انعدام رومانسيته وحنانه حيث لم يكن يسمعها أي شيء من كلمات الغزل والحب طيلة سنوات زواجهما، وعندما طرقت أذنيها كلمات من هذا القبيل من فم جارها الذي استغل هذا النقص الحاصل في شخصيتها وقعت في المحظور. 
واستمرت في معصيتها خاصة أن زوجها دائم الانشغال والترحال وتقضي معه حياة كئيبة حسب قولها فبدأت العلاقة بينهما بتبادل أرقام الهواتف ومن ثم الأحاديث المطولة التي بدأت عبر الفايبر والسكايب وانتهت الى علاقة عشق متبادل حسب تصورها.
الخيانة لا تحتاج الى فتوى 
وفي هذا السياق أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن الخيانة تعد واحدة من السبع الموبقات، حتى انه عندما بين الرسول الأكرم في الحديث الشريف آيات المنافق أوضح بينها أنه اذا أؤتمن خان، بغض النظر عن تلك الخيانة، وكذلك قال صلوات الله وسلامه عليه كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها أي زوجها وأبنائها فاذا ما ارتكبت جريمة الزنا أو خطت أولى الخطوات في طريقها تعتبر خائنة للأمانة، والخيانة الزوجية كجريمة يجب أن تتصف بشروط شرعية كي تكتمل أركانها وهي العناصر المادية التي يجب توفرها في أية جريمة أي النية المسبقة للخيانة، وأداة الجريمة، ووضعية التلبس، ومنها أحاديث الهاتف المسجلة وما هو مدون بينهما من مراسلات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وما الى ذلك، مؤكداً أن لمواقع التواصل الاجتماعي استخدامين أحدهما حميد والآخر خبيث، فان كان استخدام هذه المواقع لغرض المعرفة العلمية والثقافية وحسن العلاقة مع الناس على أسس الاحترام المتبادل يكون الاستخدام حميداً أما ان كان الاستخدام للتهتك والفجور والحث على المعصية فانه استخدام خبيث، موضحا أن الخيانة لا تحتاج الى فتوى لأن أسمها يدل عليها. 
أسباب وحلول 
من جهته، قال المستشار النفسي د. أكرم عثمان في سياق حديثه عن الاسباب والحلول المتعلقة بهذه القضية:" أثناء مشاركتي قبل سنة في برنامج إعلامي مع أحد القضاة في إحدى المحاكم في بالضفة قال لي إن أحد الأزواج أحضر زوجته لكي يطلقها والسبب أنها تعرفت على أحد الشباب في إحدى الدول العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتولدت بينهما علاقة عاطفية، كشفها الزوج وقام بتطليق زوجته على الفور.
وأرجع عثمان أسباب الخيانة الزوجية من خلال استخدام الانترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى عدة أسباب أهمها ضعف القيم والمبادئ الأخلاقية، وغياب الحب والانسجام العاطفي بين الزوجين، اضافة الى حب الاستكشاف وهوس التواصل مع الآخر بما في ذلك من هوس التقليد لنماذج من الصديقات والقريبات اللواتي يقدمن على التواصل مع الآخرين، والرتابة والملل في الحياة الزوجية وانعدام الأمن النفسي، ما يدفع احد الزوجين للبحث عنه لدى آخرين، وكذلك الانتقام من شريك الحياة خصوصاً اذا كان الزوج خائناً وعلمت الزوجة بذلك، اضافة الى ضعف العلاقة الجنسية بين الزوجين. 
واشار عثمان الى ان العلاج يكمن في تقوية الوازع الديني والضمير الأخلاقي والتفاهم والانسجام مع شريك الحياة اضافة الى ضرورة اشباع الحاجات النفسية والجنسية بين الشريكين –الزوجين- وهذا يرجع الى الاختيار المناسب من كلا الطرفين، مع مراعاة تغيير نمط الحياة والابتعاد عن الروتين والحرص على الترفيه والاستجمام بينهما، ومراجعة طبيب مختص في الجوانب النفسية والأسرية وتلقي الدعم منه.
فتش عن الرجل 
واعتبر الكاتب الصحفي عدلي صادق أن كثيراً من العلماء والباحثين يحجم عن الخوض في الأسباب التي تقف وراء خيانة الزوج أو الزوجة وبعضهم يقول: في خيانة المرأة ابحث عن الرجل، فالخيانة جريمة ولا مراء في ذلك وفق المعايير والقيم الشرعية في الأديان، الا أن هذا لا يمنع من وجود خيانات تتعلق بالخلافات الأسرية وبالاضطهاد في المعاملة وغير ذلك ما يجعل الحياة غير مطمئنة، فان المرأة تنزع بطبيعتها الى الاحساس بالأمان وعندما يعجز الزوج عن توفير هذا الاحساس لها تفتر علاقتها بزوجها الذي لا تجد منه احتراما، وعليه فانها تتجه الى الخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها، لأن فطرة المرأة تجعلها راغبة دائما في الاحساس بأهميتها.
ولفت صادق الى أن هناك نساء غير ناضجات نفسيا ويعالجن خيانات أزواجهن بخطوات من جنس العمل، فتقوم بما تظنه اعادة لاعتبارها بالرد عليه "بالخيانة" وفي مواقع التواصل الاجتماعي هناك مواد سواء في الحوارات التي تقع فيها المرأة بخطأ التواصل مع شخص آخر غير زوجها، وهذه المواد تخلق انطباعا افتراضيا بالفحولة الجنسية في الوقت الذي يكون السياق الطبيعي للحياة الزوجية قد اتسم بحياة جنسية معتدلة، عندئذ تبتلع الزوجة الطعم وتبدأ في الانحراف اذا ما تظنه عالم الفحولة اللانهائية، وكذلك الزوج عندما يخون قد تقدم له امرأة نفسها عبر شبكات التواصل باعتبارها أكثر فتنة وإغراء وتنتقي له الصور التي تعزز من هذا الافتراض وهنا يرى الزوج أن في متناول يديه امرأة أجمل وأفضل.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024