رام الله: دعوة لاعتماد تقنيات مستدامة في استخدام المياه
دعا متحدثون خلال ورشة عمل حول 'استخدام تقنيات مياه مستدامة'، عقدت في رام الله، اليوم الثلاثاء، إلى استخدام تقنيات مستدامة في إدارة واستخدام المياه بشكل صحيح.
وأكد خبير المياه عبد الرحمن التميمي، ضرورة التغلب على المشكلات التي تواجه قطاع المياه، سواء كانت بفعل الاحتلال أو نتيجة الإدارة المحلية لهذا القطاع، انطلاقا من حق شعبنا بالحصول على ما يحتاجه من المياه.
وطالب بضرورة البحث عن أفكار خلاقة في إعداد المشاريع المتعلقة بهذا القطاع والابتعاد عن الاستنساخ والنمطية خاصة في مؤسسات المجتمع المدني، والوصول إلى مرحلة التفكير اللانمطي، والسعي إلى إنتاج المعرفة والنهوض بالبحث العلمي الحقيقي الذي يعتبر أساسا في التقدم والإبداع .
من جانبها، أكدت ليالي عثمان في كلمة باسم أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، أن نجاح الاستراتيجيات المائية يقتضي تضافر الجهود من الجميع.
وأشارت إلى أن منظومة التقنيات تعتبر الركن الأساس في التدبير المستدام لموارد المياه، وهي تشهد تطورا سريعا بحكم قلة الموارد وما يتهددها من تلوث وضرورة الحفاظ عليها في استعمالاتها المتعددة في التنمية.
بدوره، شدد مدير عام المياه الزراعية والري في وزارة الزراعة عصام نوفل، على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في إدارة المياه، مشيرا إلى تجربة وزارة الزراعة في منطقة الأغوار، من خلال مشروع معالجة تملح المياه، حيث وفر المشروع 1300 متر مكعب من المياه العذبة، ما يمكن المزارع من زراعة أي محصول، وكانت نتيجتها الأولية ارتفاع الإنتاج كما ونوعا.
وقال: 'نحن نعمل على تحليل كلفة-منفعة، بحيث نحصل على نتائج نهائية في الموضوع ، ولكن من خلال متابعاتنا نرى ان المزارعين استفادوا من التجربة، وأخذوا على عاتقهم تكاليف وحدة المعالجة وصيانتها'.
من جانبه، أكد علاء المصري من سلطة المياه، أهمية السياسات والنظم للإدارة المتكاملة لمصادر المياه، وإنشاء إطار لتطوير التنسيق، وعمل استدامة قانونية ومالية لزيادة تزويد المياه وخدمات الصرف الصحي، وخلق أرضية لضمان التعاون والتنسيق بين الهيئات ذات الصلة في المياه من بلديات وهيئات محلية.
وأشار محمد مرعي من مجموعة الهيدرولوجيين إلى تجربة معالجة مياه الصرف الصحي في قريتي صرة بمحافظة نابلس وحجة في قلقيلية، الذي كانت تهدف إلى توفير مياه معالجة للقيام بالري التكميلي لأشجار الزيتون، حيث كانت النتائج مبشرة، ولاقت قبولا مجتمعيا وتنافسا بين المزارعين للحصول على هذه المياه المعالجة خاصة في قرية حجة.
أما فيما يتعلق بمشروع مرج صانور، فقدم صايل وشاحي عرضا بيّن فيه أهمية استخدام هذا النموذج القائم على تغذية المياه الجوفية من المياه السطحية المتجمعة في سهل صانور خلال الشتاء، وإعادتها إلى جوف الأرض، للنهوض بمستوى المياه الجوفية، والحد من المساحات المعرضة للغرق والآثار السلبية الناجمة عنها.
وتأتي الورشة التي تعقد على مدار يومين، بتنظيم من مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، كأحد النشاطات الرئيسية بالمشروع الإقليمي، 'شبكة المعرفة الإقليمية لمنهجيات إدارة الموارد المائية'، والذي ينفذ في فلسطين، والأردن، ولبنان، والمغرب، ومصر، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى إنشاء شبكة معرفية لمنهجيات إدارة المياه، وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول الشريكة، وتوثيق الخبرات والمعلومات للمشاريع ولدراسات المنفذة في الدول الشريكة.