مشاركون بمؤتمر 'الأمن الغذائي' يدعون لتعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية
أوصى مشاركون في المؤتمر الثاني حول الزراعة 'الأمن الغذائي واقع وتحديات'، بتعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية ووزارة الزراعة لتمكين المزارعين من تحسين إنتاجيتهم ودخلهم.
كما أوصوا خلال المؤتمر الذي عقدته كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية، اليوم الخميس، برعاية رئيس الوزراء رامي حمد الله، وبالشراكة مع وزارة الزراعة، وبدعم من شركة دواجن فلسطين 'عزيزا'، بإدخال التقنيات الحديثة لتمكين المنتج الزراعي من المنافسة إقليميا وعربيا، وتفعيل المجلس الزراعي الأعلى ليقوم بالمهام المناطة به، والعمل على إيجاد فرص عمل لدى القطاع الخاص والعام لخريجي كليات الزراعة والطب البيطري في فلسطين.
ودعوا إلى زيادة وتفعيل الرقابة البيطرية على كافة المنتجات الحيوانية، والعمل على توفير التمويل اللازم لتطوير البحث العلمي الزراعي في فلسطين.
وأشار الأكاديمي سليمان خليل إلى تقرير للجهاز المركزي للإحصاء، وبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات العالمية التي تعنى بالغذاء، والتي أظهرت مستويات انعدام الأمن الغذائي في فلسطين، وبين أن نحو 33% من الأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي ووفق إحصائيات عام 2013، وفي قطاع غزة وبعد الحرب الاسرائيلية على القطاع تشير الدلائل الى ارتفاع النسبة الى 76%.
وعبر وزير الزراعة شوقي العيسة في كلمة راعي المؤتمر رامي حمد الله، عن اعتزازه بجامعة النجاح الوطنية وتقديره للجهود التي بذلها القائمون على المؤتمر، مؤكدا أن الأمن الغذائي والزراعة في فلسطين يعتبران جزءا هاما ومكونا اساسيا من مكونات النسيج الوطني والثقافي والاقتصادي والاجتماعي للشعب الفلسطيني، وما نسبته 34% من شعبنا يعتبرون غير آمنين غذائيا.
وأشار إلى أن هذه النسبة العالية لانعدام الامن الغذائي ما هي الا نتيجة التحديات التي فرضها الواقع الاحتلالي أمام الاقتصاد الفلسطيني، ما أدى الى محدودية فرص العمل والدخل، وهذا أدى الى زيادة معدلات البطالة والفقر.
وأضاف أن الاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته التعسفية، هو المعوق الرئيسي الذي يحد من تنمية وتطور الامن الغذائي في فلسطين، مشيرا الى أن الاحتلال يسيطر على ما يزيد عن 85% من الحقوق المائية الفلسطينية والذي يحول دون وجود طفرة حقيقية في النمو الاقتصادي والزراعي، لأنه من المستحيل تحقيق الامن الغذائي دون الامن المائي.
بدوره، شكر محافظ طولكرم عبد الله كميل، جامعة النجاح الوطنية ممثلة بكلية الزراعة والطب البيطري على تنظيمها هذا المؤتمر العلمي الذي يناقش واحدة من اهم المشاكل التي تعاني منها العديد من الأسر الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية عنوان المؤتمر ومحاوره وأهمية الامن الغذائي، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الاراضي الفلسطينية، وفي ظل الظروف القاسية التي يعيشها اهلنا في قطاع غزة.
بدوره، قال نائب رئيس الجامعة محمد العملة، إن مؤتمر الأمن الغذائي يعتبر من أهم المؤتمرات، فالأمن الغذائي عنوان الحياة المستقرة لكل المجتمعات، فمنذ أن خلق الله الإنسان أعطاه القدرة على السعي والانتشار لتوفير الغذاء لاستمرارية الحياة، لأن احتياجات الغذاء أمر غريزي وفطري.
وتابع: مسؤولية الأمن الغذائي في المجتمعات هي مسؤولية مشتركة بين الحكومات وهيئات المجتمع والجمعيات الاقتصادية والزراعية، وهذه معادلة ثابتة، وإدراكا من إدارة جامعة النجاح الوطنية لهذه الأهمية أنشأت كلية الزراعة والطب البيطري منذ سنوات، وخرّجت الكفاءات والمؤهلات، وشرعت بتشجيع وتكثيف البحث العلمي في مجالات الثروة النباتية والحيوانية وتربية الأسماك، وفتحت برنامجي الماجستير في الإنتاج النباتي والانتاج الحيواني، وبرنامجا لمرحلة البكالوريس في التغذية والتصنيع الغذائي بهدف مواكبة الحداثة في مجالات ومعايير الغذاء في المجتمع الفلسطيني.
وأشار العملة الى انه تواصلا مع التطوير والبحث، فقد تم توقيع اتفاقية بين جامعة النجاح الوطنية وجامعة نابولي في ايطاليا، لفتح برنامج ماجستير مشترك في التغذية والتصنيع الغذائي اعتبارا من عام 2015.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة دواجن فلسطين 'عزيزا' عبد الحكيم الفقها: 'إننا في شركة دواجن فلسطين كنا وما زلنا شركاء دائمين لكافة النشاطات والفعاليات التي تنظمها جامعة النجاح عامة وكلية الزراعة والطب البيطري خاصة، وسنعمل دوما على استمرارية هذه العلاقة وتعزيزها'.
وهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على طرق الوصول الى أعلى نسبة من الاكتفاء الذاتي من الغذاء في بلدان الأراضي الجافة وشبه الجافة، من خلال زيادة وتحسين الإنتاج، واستعراض فرص الاستثمار في القطاع الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي الفلسطيني، من خلال تحديد الاحتياجات وسبل توفير ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجال الأمن الغذائي، إضافة إلى تعزيز الوعي لدى المستهلك والمنتج.