في اليوم الـ195 من العدوان: قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية لمدينة غزة    انتشال جثامين 11 شهيدا في خان يونس    مجلس الأمن يصوّت غدا على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    مع دخول العدوان يومه الـ194: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    فصائل المنظمة في لبنان: قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلّم أولويات شعبنا وقيادته    "أونروا": عثرنا في مدارسنا بخان يونس على قنابل لم تنفجر بوزن 450 كيلو غرام    مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه "الأونروا"    الاحتلال يهدم منزل أسيرين في بني نعيم شرق الخليل    يوم الأسير الفلسطيني    المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لصالح طلب دولة فلسطين لعضوية الأمم المتحدة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33,797 والإصابات إلى 76,465 منذ بدء العدوان    "فتح" في ذكرى اعتقاله الـ23: محاولات الاحتلال استهداف القائد مروان البرغوثي لن توهن إرادته    استشهاد طفل وإصابة شابين أحدهما بجروح حرجة خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    إصابات جراء اطلاق الاحتلال النار صوب النازحين عند شارع الرشيد غرب غزة    القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

القائد مروان البرغوثي يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

القبض على "صانع الارامل"

 بشار دراغمة - لم يتوقع الشاب مصطفى سلامة (24 عاما) أن ينجو من الموت بعد أن شعر بآلام شديدة في صدره وفي تلك اللحظة بدأت تتوارد إلى ذهنه صور أقارب له توفوا في ريعان الشباب بعد أن شعروا بأعراض مماثلة، وأيقن أن ساعة الأجل قد دنت.
ولا يصدق سلامة الآن أنه على قيد الحياة، ورغم وجوده في غرفة العناية المكثفة إلا أنه رحب بالحديث مع "الحياة الجديدة" ليُطمئن من يصابون بتجلطات الدم أن فرص نجاتهم باتت عالية جدا، خاصة اولئك الذين يصابون بتجلط للدم في شريان يُدعى "صانع الارامل"، ويطلق عليه الأطباء هذا المسمى نظرا لخطورة الإصابة به التي كانت تؤدي إلى الوفاة، ولا يمكن اكتشاف سبب الموت إلا بعد إجراء تشريح للجثة.
في غرفة العناية المكثفة في المستشفى العربي التخصصي يواصل الشاب سلامة حديثه شارحا الظروف التي مر بها قبل وصوله إلى المستشفى، ومؤكدا أنه شعر في لحظة أنه لا نجاة من الموت.
ويوضح سلامة أنه كان يعمل في مدينة يافا في داخل الخط الأخضر، وشعر بمتاعب في صدره وآلام لا يمكن احتمالها، فركب في سيارة أجرة وتوجه مباشرة إلى المستشفى في مدينة قلقيلية وهناك حوله الأطباء إلى المستشفى العربي التخصصي وحالته تزداد سوءا وآلامه تتضاعف ليبدأ رحلة علاجية في المستشفى العربي استمرت ست ساعات وتكللت بالنجاح حيث أشرف على علاجه أخصائي القلب والقسطرة الدكتور نزار الشخشير.
ويوضح سلامة أن عددا من أبناء عمومته توفوا في ريعان الشباب لذات السبب إلا أنه كان صاحب حظ افضل وعمره أطول، ويقول "انكتبلي عمر جديد"، بفضل التقنيات الطبية الحديثة ووجود أطباء مهرة قادرين على توظيف العلم في انقاذ حياة الناس.
من جهته يقول الدكتور نزار الشخشير ان سلامة أصيب بجلطة حادة في القلب بسبب وجود تخثر في شرايين القلب موضحا أن مثل هذه الإصابات نادرة خاصة عند الشباب في مقتبل العمر مثل حالة الشاب سلامة.
وبين الشخشير أن مثل هذه الحالات تكون شرايين القلب طبيعية جدا ولا توجد فيها تضيقات تذكر عند التصوير بطريقة القسطرة إلا أن هناك تخثرات كبيرة تمنع مرور الدم في الشرايين وتشكل خطورة على حياة المريض.
وبين الشخشير أن المريض سلامة ظهر لديه كم كبير من التخثرات في الشريان الأساسي ويُدعى "widow maker" وتترجم إلى العربية إلى "صانع الأرامل". وأوضح الشخشير انه تم فتح الشريان في عملية القسطرة وجرى استئصال التخثرات عبر جهاز خاص وكل هذا دون أي تدخل جراحي حقيقي، موضحا أن التميز في هذا الموضوع يأتي من خلال انقاذ حياة المريض من ناحية وعدم إجراء عملية جراحية من ناحية أخرى. وبين أن مثل هذه الحالات لم تكن تُشخص سابقا الامر الذي يؤدي إلى وفاة المريض، وفي حال تشخيصها يضطر الأطباء لإجراء عملية قلب مفتوح على أمل إنقاذ حياة المريض أو ربما من خلال زراعة الشبكات.
وقد تمكن الشخشير من علاج الحالة دون أي من هذه الإجراءات الصعبة.
واشار الشخشير إلى ان المريض الذي تلقى العلاج في المستشفى لديه تاريخ عائلي بهذا المرض حيث ان عدة أشخاص من عائلته توفاهم الله بعمر مبكر وبشكل مفاجئ وغالبا ما كانت تلك التخثرات على شرايين القلب هي السبب.
وأكد الدكتور الشخشير على ضرورة وجود فريق متكامل داخل قسم القسطرة حتى يتم التعامل مع مثل هذه الحالات بنجاح، وأضاف "طبيب القلب المُدرب والخبير لا يستطيع العمل إذا لم يتوفر لديه فنيين مدربين وخبراء في التعامل مع الحالات الطارئة وكذلك يتطلب الأمر وجود طبيب تخدير القلب وفريق جراحي يتم اللجوء إليه في حال حصول مضاعفات.
ونوه الشخشير إلى أن فلسطين تعيش مستقبلا واعدا مع التطور الطبي بفضل الإمكانيات المتاحة والقدرات العلمية المتوفرة. 
عن الحياة الجيدة 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024