الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

كتاب فلسطيني بلا هوية للشهيد القائد (ابو اياد)صلاح خلف

سيظل يوم 13 أيار (مايو) محفورا في ذاكرتي إلى الأبد. ففي هذا اليوم وقبيل إعلان دولة إسرائيل بأربع وعشرين ساعة، فرت عائلتي من يافا لتلجأ إلى غزة، فقد كنا محاصرين: كانت القوات الصهيونية تسيطر على كافة الطرق المؤدي إلى الجنوب، ولم يكن لدينا من وسيلة أخرى للنجاة بأنفسنا إلا طريق البحر. وكان أن أقلعنا، والدي وأشقائي وشقيقاتي الأربعة وعديدون آخرون من عائلتنا، في ما يشبه أن يكون مركبا تحت وابل من القذائف التي كانت تطلقها المدفعية اليهودية المتمركزة في التجمعات المجاورة ولاسيما في تل أبيب.
ولقد سلك مئات الآلاف من الفلسطينيين طريق المنفى في ظروف مأساوية في الغالب، فأما أنا الذي لم أكن بلعت سن الخامسة عشر بعد، فإن الرحيل اتخذ بالنسبة إلي أبعاد يوم الحشر.
فقد أخذني مشهد تلك الحشود من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الرازحين تحت ثقل الحقائب أو الصرر، متجهين بشق الأنفس نحو أرصفة مساء يافا في عجيج كئيب، وكانت تتخلل صرخات البعض وندب وانتحاب البعض الآخر، انفجارات تصم الآذان.
ولم يكد المركب يرفع مراسيه، حتى سمعنا عويل امرأة، فقد لاحظت أن أحد أطفالها الأربعة لم يكن على المركب، وراح تطلب العودة إلى المرفأ للبحث عنه. إلا أنه كان من الصعب علينا، ونحن نتعرض لنيران المدافع اليهودية الغزيرة أن نعود أدراجنا فنعرض للخطر حياة ما بين مائتين وثلاثمائة شخص بينهم العديد من الأطفال المتراكمين في المركب. ولقد ذهبت توسلات تلك المرأة الباسلة سدى فانهارت باكية، وكنا بضعة أشخاص نحاول تهدئتها مؤكدين لها أنه سيتم إيواء ابنها الصغير بالتأكيد ثم يرسلونه في وقت لاحق إلى غزة. ولكن عبثا، إذ راح قنوطها يتزايد برغم مقالاتنا، وبرغم تطمينات زوجها. ثم إذا بأعصابها تخور فجأة: فتتخطى درابزين المركب وتلقي بنفسها في البحر. وأما زوجها الذي لم يفلح في الإمساك بها، فقد غاطس بدوره، ولم يكن أي منهما يحسن العوم فابتلعتهما الأمواج الهائجة أمام نواظرنا، وأما المسافرون الذين أخذهم الروح فكانوا كمن ضربه الشلل.
ولماذا غادرنا دورنا وأرزاقنا ورمينا بأنفسنا في مغامرة المنفى.. أني لم أكن ـ وأنا الذي يوقر السلطة الأبوية ـ لأطرح المسألة على نفسي في ذلك الحين حتى مجرد طرح. سيما وأني كنت مقتنعا، شأن ذوي، بأنه ليس أمامنا سبيل آخر للإفلات من الموت. فمجزرة دير ياسين وقعت قبيل ذلك بشهر، وزرعت الرعب في نفوس أبناء وطني. ففي 9 نيسان (أبريل) قامت حركة مناحيم بيغن، الأرغون في ليئومي (المنظمة العسكرية القومية) بمهاجمة هذه القرية الوادعة الواقعة غربي القدس وأبادت معظم سكانها: فقتل أكثر من 250 رجلا وامرأة وطفلا لا مدافع عنهم، أو ذبحوا أو دفنوا أحياء، ومثل بالعديد من الجثث بالسلاح الأبيض وبقرت بطون ثلاثين امرأة حاملا.

 

حمل الكتاب المرفق في الاسفل

الملفات المرفقة

فلسطيني بلا هوية.doc
mo

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024