الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

من ينتصر للقدس لا يهين مفتيها

د. رمزي عودة

يذكر التاريخ الفلسطيني أن أول ثورة فلسطينية ضد الحكم الأجنبي العثماني كانت في القدس، قادها حاكم القدس نقيب الأشراف محمد بن مصطفى الحسيني بين عامي 1703 وحتى عام 1705. وسميت هذه الثورة باسمه، والتف أهل القدس حينها حول مفتيهم ليعلنوها ثورةً ضد الأجنبي. وسرعان ما اتسعت الثورة لتشمل كافة المناطق الفلسطينية التي رفضت الحكم الأجنبي وسياسة الضرائب الباهظة. والقدس التي دائماً ما تستنسخ ثوراتها ضد الأجنبي، لطالما ألهمت الكل الفلسطيني، ولطالما نجحت بفضل صمود المقدسيين في مقارعة الاحتلال وتصعيد الانتفاضات المتكررة ضده في الشيخ جراح وفي باب العمود وفي المسجد الاقصى وفي سلوان وغيرها من أحياء القدس. ولم تكن الانتفاضة الثانية عام 2000، وهبة عام 2015، وهبة البوابات الإلكترونية عام 2017 وغيرها من الهبات الفلسطينية إلا شواهد على مكانة القدس الدينية والسياسية، وعلى صمود المقدسيين وإرادتهم القوية في التخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

إن انتفاضة القدس التي بدأها المقدسيون مؤخراً في حي الشيخ جراح بسبب سياسة التنكيل والتطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال عليهم، هذه الانتفاضة الجماهيرية سرعان ما اتسعت لتشمل كل فلسطين التاريخية، إضافةً إلى امتدادها لتشمل غالبية المناطق العربية المجاورة ودول العالم، التي تعاطفت شعوبها مع الشعب الفلسطيني في غاياته الوطنية وفي مقاومته لمنع تدنيس مقدساته من قبل الاحتلال. واستحقت القدس ليس فقط لقب "بوصلة النضال الفلسطيني"، وإنما أيضاً لقب "القدس المُوِحّدة" التي وحّدت الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ولدى فلسطينيي عام 1948، وفلسطينيي الشتات. وللمفارقة، فإنه وعلى خلاف كل هبات القدس منذ ثورة نقيب الأشراف، فإن المقدسيين جنباً إلى جنب مع مفتيهم قد هبوا لنصرة القدس، ولكن للأسف، فإن ما حدث في خطبة الجمعة الماضية جاء معاكساً للسياق التاريخي النضالي لهبات القدس، حيث طُرد مفتي القدس الشيخ محمد حسين من صلاة الجمعة وتم الاعتداء والسّب عليه بطريقة كانت مشينة لم يعتد مواطنو قدس الأقداس على فعلها.

الشيخ محمد حسين عُين من قبل الرئيس محمود عباس مفتياً للقدس في العام 2006، وقد أجمع المقدسيون عليه نظراً لعلمه ودماثة خلقه ووطنيته في مقاومة الاحتلال، وأيضاً نظراً لكونه شخصاً مستقلاً لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب، قد اعتقلته سلطات الاحتلال أكثر من 650 مرة، ومنع من الدخول إلى ساحات الأقصى مئات المرات، وهو من أهم قيادات انتفاضة البوابات الإلكترونية.

ما حدث الجمعة في المسجد الأقصى يعتبر عملاً مشيناً، وتمتد أيدٍ مشبوهة في التحريض عليه، بهدف إثارة الفتنة، فأهل القدس الذين انتصروا للقدس لا يُتصور أن يهينوا بتاتاً شيخها ومفتيها. والمساجد لها حرمتها، ولا تستخدم أبداً للمساجلات السياسية أو إثارة الفتن الداخلية. الأقصى كان وما زال عنواناً مُوحداً لثورة الفلسطينيين ضد الاحتلال، ولن يكون إلا شعلةً للوحدة الوطنية، ومشكاةً للمشروع الوطني الفلسطيني. وكما شجبت عائلات القدس المسلمة والمسيحية هذا العمل المشين في بيانها للرأي العام، فإن مفتي القدس لن يكون إلا شوكةً في حلق الاحتلال ولا يُقبل المساس برمزيته الدينية والنضالية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024